فيلم the fault in our stars أو ما تخبئه لنا النجوم, يتحدث عن فتاة أصيبت بمرض السرطان فهتك بجسدها حتى أنها أصبحت غير قادرة على التنفس إلا من خلال أسطوانة الأوكسجين, وتأثير هذا المرض على نفسيتها, وممن جعلها تكون قوية شخص تغلب على هذا المرض فيكون بجانبها دوماً حتى عاد له المرض مما أدى إلى وفاته.
فالفيلم يعرض مغامرة “هايزل” و “أغسطس” وطبيعة حياتها وكيف ساندا بعضهما للنهاية.
” ربما لا نملك الحرية لنختار أن نتأذى أو لا, ولكننا نستطيع اختيار الشخص الذي يؤذينا, وأنا أحب خياراتي “
هايزل غرايس بطلة The Fault In Our Stars
هايزل غرايس شابة ذكية مصابة بسرطان مزمن في الغدة الدرقية, بدأ المرض ينتشر في جسدها لأن تشخيصه كان في مرحلته الرابعة الذي أدى إلى إصابة الرئة لديها مما جعلتها غير قادرة على التنفس, وبسبب معجزة استجاب جسدها للعلاج لأن الأطباء لم يتوقعوا أن جسدها سوف يقاوم أكثر, ورغم ذلك كانت أسطوانة الأوكسجين صديقتها ومرافقتها أينما كانت, فلازمها الاكتئاب وهنا يظهر موقف أهلها في دعمهم لها وإرسالها إلى مراكز الدعم النفسي المختص بهؤلاء المرضى, وتذهب للمركز على مضض.
جلسات الدعم النفسي
هناك في جلسات الدعم النفسي تقابل أشخاص مشابهون لحالتها, وكل واحدٍ منهم يروي قصته فمنهم من تغلب على المرض ومنهم مازال يصارع حتى يتغلب عليه. ومنهم أغسطس واترز, هو الشاب الذي يروي قصة تغلبه على هذا المرض, رغم أن تم بتر ساقه إلا أنه كان سعيد بالتخلص من هذا المرض اللعين, ووجوده في هذه الجلسة لمساندة صديقه الذي أيضاً كان السرطان في شبكية عينه, الذي أدى انتشاره إلى فقد النظر في احد عيونه ومازال يقاوم حتى تسلم العين الثانية.
أغسطس واترز بطل الفيلم
شابٌ كافح حتى ينتصر على مرضه رغم أنه فقد أحد ساقيه, تعرف على هايزل في جلسات الدعم النفسي, فوقع في حبها وكان يحاول دائماً مساندتها, وأخذها للقاء كاتبها المفضل وكان ذلك في جولة سياحة في أمستردام. وهنا تبدأ قصة حبهم الملحمية.
قصة الفيلم The Fault In Our Stars
كانت هايزل تحب المطالعة وأخذت تقرأ لأغسطس عن روايتها المفضلة التي أيضا تتحدث عن طفلة مريضة بالسرطان وتنتهي الرواية عند موت هذه الطفلة, النهاية لم تعجب كلاهما, فقام أغسطس بمراسلة الكاتب لكن لم يكن هناك أي رد منه, ولكن إصراره جعله يتوصل لمساعدة الكاتب, هي التي أوصلت هذه الرسالة للكاتب, وبالفعل بدأت هايزل بمراسلتها لتعرف ما حدث في نهاية الرواية بعد أن ماتت الطفلة, ولكن رده لها بأنه لا يستطيع إجابتها عن طريق البريد الالكتروني, وبالفعل ذهبت هايزل برفقة أغسطس لامستردام مكان إقامة الكاتب وكان ذلك بمساعدة منظومة لمرضى السرطان, كان اللقاء صادماً, لأن الكاتب ظهر بشخصيته الحقيقية كان سليط اللسان فظاً على من حوله, وأيضاً رفض الإجابة عن سؤالها وأهانها فخرجت منزعجة.
وبعد مضي أيام كانت الصدمة المفاجأة لهايزل عندما أخبرها أغسطس أن المرض عاد له وانتشر في جسده وحالته الصحية تراجعت كثيراً.
نهاية فيلم The Fault In Our Stars
كانت النهاية بدعوة من أوغسطس لهايزل لحضور رثاء جنازته قبل موته وأن ترثيه أم عينيه, وكان معهم صديقه الذي فقد بصره نهائياً فقالت في رثائه:
” لا أستطيع إخبارك كم أنا ممتنة على أبديتنا الصغيرة, لقد منحتني سعادة في أيام معدودة ولذلك سوف أبقى ممتنة لك أحبك كثيراً”
وفي جنازته تتفاجأ هايزل بوجود الكاتب الذي سبق وأن قابلته, ووجوده كان طلباً من أغسطس قبل وفاته ليقابل هايزل ويجيبها عن أسئلتها, إلا أنها رفضت سماعه حتى بعد أن أخبرها بأن الطفلة الذي ماتت في الرواية هي ابنته فهي لم تكن شخصية خيالية.
” أدركت أن لا أحد أتصل به وأبكي معه, وهذا أكثر ما يحزنني, فالشخص الوحيد الذي أردت أن أخبره عن أوغسطس هو أوغسطس, وأدركت حينها أن الجنازات لا تقام للأموات إنما تقام للأحياء”
أبطال الفيلم
شايلي وودلي: بدور هايزل غرايس.
أنسيل إلغورت: بدور أوغسطس.
ويليم دافو: بدور الكاتب.
الإخراج والسيناريو
المخرج جوش بون اهتم في تفاصيل الفيلم وحاول ألا يغفل عن أي جزء من تصويرها كما جاءت في الرواية, إلا أنه ربما أغفل بعض الأشياء عمداً, من يشاهد الفيلم بعد قراءة الرواية يجد أنه تفادى بعض الأمور مثل أنه لم يذكر صديقة هايزل ولم يكن لها دور في الفيلم, وفي الرواية لا يموت أغسطس سريعاً إنما ذكر أحداث أكثر غفل عنها الكاتب في الفيلم. هذه التفاصيل البسيطة لا يدركها المشاهد للفيلم إذا لم يقرأ الرواية, كما أنها غير مؤثرة على أحداثه, من يشاهد الفيلم يلاحظ كيف برع الكاتب في إبراز نقاط القوة ليأتي المصور بدوره عن وضع كل تركيزه في إظهار الملامح, سواء في حالات الفرح أو الحزن, وضع جلَّ تركيزه ليجعل المشاهد ضمن الحالة الشعورية, الفيلم كاملاً في التصوير والإخراج والسيناريو والكاتب, رائعاً.
عندما نعلم بأن رواية ما قد أُخذت لعمل فني, غالباً نقول أن الرواية سوف تفقد جزءاً منها, أي أن سوف يكون هناك عنصر غائباً, عنصر الشعور و الخيال, لكن عندما يقع سيناريو بين يديّ كاتب عرف كيف يحافظ على تفاصيل هذه الرواية, فبتأكيد سوف يخرج من بين أيديه فيلم فاق الخيال صدر الفيلم في شهر يونيو 2014 وفي خلال أسبوع واحد حقق نجاح كبير وحقق المركز الأول في أمريكا.
السيناريو لسكوت نوستادتير و مايكل إيتش كانوا متخيرين للألفاظ المناسبة التي تجعلنا نعيش الحالة الشعورية للأبطال فالسيناريو مؤثراً إن لم يكن هناك دموع في كل كلمة أو جملة قيلت سوف يكون هناك تفاعل واندماج مع الأحداث, ولأنه كان يأخذنا معه كأننا نحن من يعيش هذه القصة كان تقيمه7.7\10 :
أشهر الاقتباسات في The Fault In Our Stars
” أنت تقول أنك لست مميزاً لأن الناس لا يعرفونك, لكن هذه إهانة لي فأنا أعرفك حقاً”
” أنت مشغول جداً بعيش حقيقتك لدرجة أنك لا تعلمين كم أنت فريدة من نوعك”
“العلامات التي تتركها البشر غالباً ما تكون نُدوباً”
“ما يميز الألم هو أنه ينبغي أن نشعر به”
” وأجبرت نفسي على تخيل عالم من غيرنا, وأنه سوف يكون لا قيمة له”
“من الواضح أن العالم ليس مصنعاً لتحقيق الأمنيات”