التجارة تتطلب الإنسانية
حمل اليوم الاستغلال إلى نوع جديد وخاص بحيث يتم الضغط على المشتري والمستهلك بالضرورة الملحة للحاجة تزامنا مع حلول مصيبة، أو أزمة تعم على الجميع، فتكون قوة قاهرة تلزم الجميع على سلك أسلوب عيش مميز كحالة الحرب، أو تفشي وباء خطير يلزم الناس على البقاء في بيوتهم، والكثير من الأزمات والصعاب التي تحل بنا وتمر بالحياة تجعلنا عاجزين على القيام بالعديد من الأمور اليومية الروتينية الضرورية التي لا استغناء عنها.. فهنا وجب المساعدة من المقتدر بمد يده للمحتاج، والتكاتف والتضامن بالحب والإنسانية؛ لتمر الأزمة دون أضرار أو خسائر بشرية.. فهنا الذي عنده شيء يحتاجه جاره أحدا من أهله وأحبابه يقدمه دون تأخير أو تفكير أو بخل والغني مع الفقير والفقير يحتمي بالله وبأخيه الغني إلى أن ترفع حالة الطوارئ، وتعود الأمور كما كانت في السابق والمحتاج يستطيع وقتها سد حاجته بالعمل والاجتهاد لجلب قوت يومه، وما يسد حاجته بعيدا عن التسول ومد اليد في كل الأوقات وللجميع.
بعض العمليات التجارية الاستغلالية
الشيء الغريب غير الإنساني الذي فيه كل معاني الاستغلال والربح الغير مشروع، وفيه نوع من النصب والاحتيال وذل المحتاج المتؤزم مثله مثل هذا المستغل الذي هو التاجر .. التاجر بحسب الشيء الذي يتاجر به يستغل تجارته وحاجة الناس الضرورية لما يبيع، وهم في حالة تخرج عن سيطرتهم، ولا يتمكنون من ضبطها، فلا قوة لهم ولاحوة الا الدعاء والمساعدة من قبل القادر على المساعدة، إلا أن بعض التجار اليوم أصبحوا يستغلون هذه الحاجة، ويرفعون من أسعار السلع أضعاف، فتضطر الناس على الشراء رغم عدم قدرتهم ليشتروا ما هم بحاجة إليهم اضطرارا وإجبارا على السعر المرتفع استغلالا للحال والوضع السائد، وهذا ما يتنافى مع الأخلاق والقيم الإنسانية الدينية التي تعلمناها وكبرنا عليها.. هذا التصرف يضر فوق الضرر الموجود والخطر القائم.. هذا التصرف لا يدل إلا على نصب واحتيال وطمع وجشع، وبطن لا تشبع، وموت الضمير، وغياب الاحساس والشعور بحال الناس، وما هم يعانونه، فعوض منح سلكته وبضاعته بأقل الأسعار تصل إلى المجانية لإعانة الناس الذين هم إخوة بالانسانية والدين وكل شيء ..عوض إسعادهم والوقوف معهم ليزداد خير المتصدق ذلك التاجر، ويعوضه الله بما قدمه أضعاف أضعاف مع أجر كبير قد يدخله الجنة، مع الدعوة الجميلة التي يدعيها كل واحد قدمت له مالم يستطع الحصول عليه في الوقت الراهن.
كيف يجب أن تتعامل مع التجار المستغلين؟
مثل هؤلاء التجار يتم التعامل معهم بمقاطعتهم والتشهير بما يفعلون وبهذا الاستغلال غير العادل الذي يلحق الأذى والضرر بالجميع ليكون عبرة ويمتنع الجميع حاليا ومستقبلا عن التعامل معه؛ لأن ما أقدم عليه عمل بشع وجب المعاقبة عليه ووجب عليه تحمل كافة المسؤولية جراء هذا العمل الذي ترك فيه كل ما يدل أنه انسان يخاف الله وله ضمير ..فمثل هؤلاء التعامل معهم في حد ذاته تشجيع وتحفيز قوي وقوي جدا على الاكمال والاستمرار في مثل هذا التصرف الذي يعد جريمة ..فلا بد من مقاطعة التاجر الذي يقبل على فعل مثل هذا الشيء الغير مقبول بتاتا انسانيا ودينيا وعرفيا وقانونيا ومعروف ويجوز لنا القول أنه ممنوع .
قاطع التاجر الذي لم يفكر سوى في مصلحته في الوقت الذي لا مصلحة فيه والجميع على نفس الحال والوضع الذي ينسينا أنانيتنا ومصلحتنا الخاصة ويتم التوجه والتفكير سوى في مصلحة العامة والجميع فالمصلحة هنا مشتركة وتعني الجميع دون اسنثناء ..والتاجر الذي فكر في ربحه واستفادته الخاصة على حساب ضرر وإجبار الناس على اقتناء سلعته وبضاعته وفقا للشروط والأسعار التي وضعها في الوقت الغير مناسب وحتى في الوقت المناسب لا توضع؛ لأنها فاقدة للرحمة وللشعور بحال الناس ومعاناتهم، ففي هذه الحالة يتم التعامل مع هذا التاجر بمقاطعته كأقل رد على ما أقدم عليه.
فيديو مقال قاطع التاجر