٢١ يومًا من تطوير الذّات

بقلم: يوسف العمودي

ذاتك معقدة أكثر ممّا تتوقع، وفهم النفس من الأمور التي لا يحبذ الإنسان القيام بها أو الأغلبية بصورة أوضح.الإنسان بسيط وفي الوقت ذاته معقد، بسيط في كونه سهل التحول من قمة الراحة والسعادة، إلى قمة اليأس والتعاسة، والعكس صحيح، ومعقد لأنه لا يفهم نفسه ولا يعرف ما يرضيه ولا يتحكم في عاداته، على أي حال لن يفهمه أحد آخر أيضًا.

الواقع الذي يجهله الغالب بشأن تحقيق الإنجازات

هو الطريقة السليمة أو الملتزمات الأساسية لإنجازها، يميل الأنسان غالبا لفعل كل شيء مرة واحده ولا يهمه أن يخرج بأفضل نتيجة، بل بأسرع مدة، كما لا يفرق بين المصادر والمهام لذلك يكون ضائعًا في متاهة السعي خلف الأهداف، غير مرتاح البال ومستغرقًا وقت أطول على عكس المطلوب.

كيف يمكننك تحقيق أفضل نتيجة وبأسرع وقت؟

وكيف يمكنني تحقيق أفضل نتيجة وبأسرع وقت؟ لنتحدث عن تلك الملتزمات التي صنفتها كقدرات.

  1.  القدرة الفكرية: وهي القدرة على التركيز والفهم، وهي قدرة تتطلب بعد المشتتّات، ومعرفة الهدف، والقدرة النفسية التي سأتحدث عنها في الفقرة التالية.
  2. القدرة النفسية: الدافع والمشاعر، وهي التي يحتج بها المحتجون، القدرة النفسية سبب رئيسي لضعف أو قوة التركيز، وهي وجود الدافع والعواطف الأخرى التي تؤثرعلى الأنسان، والتحكم فيها ليس سهلًا ولكنه ممكن بتغيير الضروف.
  3. القدرة الجسدية: الصحة، لا يمكن تفصيلها أكثر من ذلك في الحقيقة، الصحة عامل أساسي لتقلب المشاعر وقدرة التركيز.

ماذا لو كلفت نفسك بمهمة صعبة يجب تنفيذها في ٢١ يومًا؟

ماذا لو كلفت نفسك بمهمة صعبة يجب تنفيذها في ٢١ يومًا؟، هذا ما سنتناوله في هذا المقال، لأن ما سبق ما كان إلا مقدمة.تخيل أنك مكلف بمهمة صعبة لا تتطلب وقتًا معينًا، كل ما طالت المدة قلّت قيمة الإنجاز، هل ستنفذها بأسرع مدة ممكنة، ام أنك ستنفذها بأفضل نتيجة ممكنة، ماذا ستقرر؟ فلتحتفظ بالإجابة لنفسك عزيزي القارئ لأنها لا تهمنا الآن.دعني أخبرك عن تجربتي، وضعت خطة أني سأنفذ شيء أصب كامل تركيزي به خلال ٢١ يومًا دون انقطاع، وسخرت قدرتي الصحية والنفسية والفكرية لها، وهي تطوير الذات.

لم اضن أن الأمر سهلًا في بادئ الأمر ولكن الصادم أنه لم يكن سهلا بتاتًا، إن كانت الصعوبة تمثل الشقاء في الوصول لهدف ما، فتطوير الذات يمثل الإعجاز إلا قليل،ولأن الأنسان سريع تقلب المزاج ومتسرع في قراراته، يستحيل عليه أن يطور ذاته في فترة وجيزة، نعم أنا قلت أني تكلفت بهذه التجربة لمدة ٢١ يومًا ولكنّي متأكد أني لن أصل لمرحلة الرضا عن ذاتي حتى بعد خمسة أو سبع سنوات قادمة، وقد تكون أكثر،

فأنا مجرد مراهق في مرحلته الثانوية، منظوراته الفكرية محدودة وتافهه، وبحثت فياشهر كتب تطوير الذات،العادات السبعة للناس الأكثر فعالية،فن اللا مبالاة، ومن الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي، ولكنّي لم ولن أصل لتلك النتيجة التي تخيلتها قبل خوض التجربة، وكنت يائسًا في الوقت ذاته وأعاني من تقلبات مزاجي وضغوطات الحياة، التي قد أشتدت علي بنضري وما هي إلا تفاهات يراها الأشخاص الأكثر نجاحًا وكفاحًا.

هل المتعة الحقيقية تكمن خلف الإنجاز؟

ولكني كنت أردّد في نفسي، أولئك الذين يكرهون ذاتهم السيئة ويسعون إلى تغييرها هم الناجحون حقًا، ولم أتخلى عن هذه الفكرة حتى الآن، لأنها كانت الدافع الوحيد لي للاستمرار بهذه التجربة، وكان نقيضها في داخلي يردّد، لِمَ أنا من يسعى جاهدًا نحو النجاح وما زلت صغيرًا، والمراهقون غيري يلهون ويستمتعون بوقتهم، حتى أدرك أن المتعة الحقيقية تكمن خلف الإنجاز، وأن الكفاح سمة كل ناجح.

بتسخيري لكل قدراتي الصحية والفكرية والنفسية، أعطي نتائجي بأني بفضل الله تغيرت منظوراتي الفكرية مئة وثمانون درجة، وأني لا أحتاج سوى التطبيق العملي،حتى أصل للنجاح الذي أسعى خلفه.

عضلة الإرادة

نعم، الإرادة عضلة تُمرّن، وتُقوّى، وتُكتسب، وتُجهد، لذا تجد أنك حينما تؤجل أهم الأعمال لنهاية اليوم تتكاسل عن إنجازها، وحينما تفعلها في بدايته تحفز للقيام بالمزيد،لذا فهي عضلة يتم إجهادها وتمرينها، لذلك لا يجب ولا يصح أبدًا، أن تحاول فعل كل شيء مره واحدة، بذلك ستجهد العضلة، وتخسرها، وتقع في دائرة الكسل، وأنصحبكتاب قوة العادات، الذي فصل هذا الموضوع تفصيلا كافيًا.

في نهاية المقال تذكر صديقي القارئ إن الكفاح والمبادرة سمة كل ناجح، وكلما تأخر الإنجاز قلت قيمته، ولكن ذلك لا يعني أن تأتي أسوء النتايج بها، ولكن سخر قدراتكالصحية والفكرية والنفسية بها وركز تركيزًا تامًا عليها، وبحول الله وقوته ستصل لهدفك بأفضل نتيجة وأقصر مدة.

بقلم: يوسف العمودي   

 

أضف تعليقك هنا