داعش وعوامل الرفض الشعبي

داعش وعوامل الرفض الشعبي 

العوامل الثمانية التي صنعت الرفض الشعبي لداعش

لقد أصبح من الصعب على العالم الإسلامي أن يصطف حول التنظيمات الإرهابية المصنفة الأكثر عنفاً وبشاعة ودموية باسم الإسلام، كما أنه من الصعب أن تخضع مثل هذه التنظيمات لحكم عقلاني أو أخلاقي أو استراتيجي نتيجة لأفعالها وأضرارها الجسيمة فى تدمير البنية والإنسان.

بدءاً من نشأة تنظيم القاعدة مروراً بالتنظيمات الإرهابية الفرعية التى تراصت حولها ووصولاً إلى تنظيم داعش الأكثر تطرفاً ودموية؛ حيث تطلعات الخلافة التى تتشدق بها تلك التنظيمات وتجعلها مبرراً لكل أفعالها المخزية والمنافية لتعاليم الشريعة الإسلامية؛ لم يجد العالم الإسلامي فيها نفسه بمسلميه المعتدلين البعيدين عن التطرف والمغالاة الغير مبررة، ولم يجد فيها أيضاً النجاة والخلاص من المعاناة التى يعانيها من القوى الإمبريالية الإستعمارية التى تتحكم فى مقدرات شعوبه.

ويمكن إختصار أسباب الفشل الداعشى فى جمع الصف الإسلامي حوله إلى العوامل التالية:

أولاً:

إن التنظيم يقاتل من أجل غايات يصفها بالشرعية، لكنه يستعمل غالباً وسائل غير شرعية، فشرعية الغاية تزكيه، وعدم شرعية الوسيلة تضعف موقفه.

ثانياً:

إن الأمة الإسلامية عانت الكثير ومازالت تعانى من زيف الشعارات والأغراض التى تعلنها تلك التنظيمات، لاسيما الخلافات التى تنتج بين التنظيمات بعضها البعض والتى أنتجت دماراً يفوق الحروب الكبرى بدلاً من العكس.

ثالثاً:

إن أفراد التنظيم وقياداته يظهرون من الإيمان برسالتهم الجهادية والتضحية فى سبيلها على عكس أفعالهم التى تتسم بالسادية والإفراط الدموي التي يرفضها كل مسلمي العالم، باستثناء المتطرفين الذين يتفننون فى إعطاء الشرعية لأفعالهم. فأضحى التنظيم بفيديوهات النحر والحرق والغرق لضحاياه من المدنيين والعسكريين وعملاء الإغاثة والصحفيين محل استنكار وليس تأييد.

رابعاً: داعش وعوامل الرفض الشعبي

إن التنظيم لا يحارب فقط عدوه الخارجى أو الداخلى من السلطات المحلية فى بلاد تواجده؛ وإنما يحارب كل من يخالفه فى الرأي وفي تشريعاته الشاذة ويصفهم بالردة ويستبيح دماءهم.

خامساً:

الغدر بمن ينشفق عن تنظيمهم وإهدارهم دمه فور الخلاف معه أوالخروج عن التنظيم.

سادساً:

أدخلت داعش العديد من الأفعال الغريبة على المجتمعات العربية والإسلامية من سبي للنساء، تجنيد للأطفال، العبودية، تدمير الآثار التاريخية، تدمير المساجد والمعابد الدينية، وانتهاكات لحقوق الإنسان وسوء معاملة للمدنيين.

سابعاً:

وجود عنصر المؤامرة والشك حول نشأة التنظيم وتمويله وخططه الاستراتيجية وارتباطها فى ذهن العالم الإسلامي بتحريكه من خلال أيادي مخابراتية عالمية.

ثامناً:

الأمان الإسرائيلى من جراء البطش الداعشي، ففى الوقت الذى تدمر فيه داعش مدن بأكملها وتسيطر على جيوش وأسلحة ومنابع للنفط، لم نسمع عن عملية حقيقية لداعش داخل العمق الإسرائيلى العدو الأول للدول الإسلامية على مر التاريخ.

ومن هنا كانت تلك أهم مكامن الضعف لدى تنظيم داعش الإرهابي، فإذا كانت قيادات التنظيم وفروعه ومؤيدينه يعتقدون أنهم سيحققون أهدافاً باستحداث أساليب جديدة أكثر عنفاً وحدة ودموية بالخروج عن المألوف، مع استهداف الأشخاص المدنيين والمقاتلين على حد سواء؛ فما هي إلا غفلة وانتصارات زائفة وجهل بعبر التاريخ، فشرعية الغاية التى يتظاهر بها التنظيم لا تنفى حقارة الوسائل التى يتبعها.

إعداد: شيماء سمير محمد حسين * باحثة في شؤون الإرهاب الدولي

أضف تعليقك هنا