مقال صادم! تاريخ الإنسان يشهد أن الإنسان فعل الجرائم الثلاثة فى حق جسده

بقلم الكيميائي مايكل جمال زكي

اكتب إليكم اليوم مقالاً لن يريح نفسيتكم و لكن سيعرفكم ما وصل له الإنسان من جُرم فى حق جسده و التاريخ يسجل كل الوقائع ولا ينسى أبسطها.

إذا تناولنا الموضوع بحيادية تامة و أمعنا النظر للمملكة الحيوانية سنصل فى نهاية المطاف إلى أن الإنسان يقف فوق قمة هذه المملكة و يرجع الفضل فى هذا إلى عقله ، فهذا العقل الفريد جعل الإنسان يتمتع بمرتبة الرقى عن سائر المخلوقات الأخرى عديمة العقل .
و لكن يبدو أن هذا العقل الذى رفع الإنسان إلى هذه المرتبة ، هو نفسه الذى سوف يجعلنا شهوداً على محاسبته فى هذا المقال .
و إذا تطرقنا للحديث عن جسد الإنسان و دراسته من الناحية الفسيولوجية فسوف نجده أيضاً راقياً فى كل شئ عن بقية المخلوقات فى تلك المملكة ، و من الناحية الدينية فقد كرم الله جسد الإنسان و أوصاه بالإهتمام به و بأجساد أقرانه من البشر فى المعاملة الحياتية – إذا كانوا من الأحياء – و بإكرام المدفن – إذا كانوا أموات – ففى كل الأحوال أمر الله سبحانه و تعالى الإنسان بصون الجسد فى كل الكتب السماوية.

و لكن الحد الذى بلغه الإنسان من التمرد على مر العصور جعله عندما يعصى هذا الأمر يتقن العصيان بل و يتفنن فيه، فالجرائم التي إذا ما تمكنا من حصرها – التى فعلها الإنسان للجسد – سنجدها تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي:
1- نوع جريمة الضرب .
2- نوع جريمة الإغتصاب .
3- نوع جريمة الإلتهام .
فقد فعل الإنسان الجرائم الثلاثة السابقة هذه لجسد أقرانه من البشر ( و لجسده أيضاً ).

أولا نوع جريمة الضرب

أ ) على جسد أخيه

لكم ما تشاؤؤن من أمثلة مما سجله التاريخ البشرى لحوادث الإعتداء البدنى التى تعدى فيها الإنسان على أخيه الإنسان و التى وصلت فى أغلبها إلى حد الموت من فرط الضرب البدنى ، فقد تفنن الإنسان فى تنويع وسائل الإعتداء البدنى على الجسد و المعروفة بوسائل التعذيب و التى تم عمل مؤخراً متاحف لعرضها فى بلدان مختلفة فى العالم و كان إحداها فى مصر. مرجع: http://www.alarab.co.uk/?id=30068

ب) على جسده

نراها بوضوح فى حالات الإنتحار ، ففيها يقدم المرء على التخلص من حياته نهائياً و ذلك بسبب ظروف يمر بها – نفسية كانت أو إقتصادية – فعندما تقسو الدنيا عليه بدلاً من أن يكون هو الحانى على نفسه و على جسده ، فإنه يذهب ليعلق نفسه من رقبته بحبل شديد القسوة ليميته ببطء شديد أو يذهب ليرمى نفسه أمام قطاراً صاروخياً ليقطع جسده إرباً إرباً و غيرها من وسائل الإنتحار المختلفة و التى تظهر لنا براعة ما وصل له الإنسان فى إيذاء جسده بنوع جريمة الضرب. مرجع: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%B1

ثانيا: نوع جريمة الإغتصاب

أ ) على جسد أخيه

حوادث الإعتداء الجنسى فى كل المجتمعات هى حوادث نشهدها بصفة دورية فما نحن بحاجة لنعود للتاريخ البشرى لتفحص الحالات المسجلة فالعصر خير شاهد .
و فى هذه الحوادث نرى أن الإنسان يهتك حرمة جسد أخيه الإنسان رغماً عنه من أجل الحصول على متعته الشخصية و هذه الجريمة فى كثير من الأحيان قادت إلى القتل.  مرجع: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%A8

ب) على جسده

لم يترك الإنسان هذه الخانة فارغة ، بل أخذ يملأها بالحوادث المسجلة الكثيرة ، و المقصود بها هنا أنه سعى لهتك حرمة جسده بنفسه فهو لا يمتلك جسده مطلقاً ، فجسده هذا هبة من الله سبحانه و تعالى لكى يصونها لا لكى يعريها فى مشهد لهتك حرمتها و عرضها ، فكل العاملين فى الأمور الإباحية على مستوى العالم و التاريخ هم أشخاص سعوا لهتك تلك الحرمة التى حرمها الله فى كل الكتب السماوية ، و من العجيب فى الأمر أن هذه الفعلة المشينة أيضاً قادت الكثير إلى الموت بسبب إنتشار الأمراض مثل الإيدز و غيرها من الأمراض الجنسية .
و يشهد كل عام حدوث 448 مليون حالة جديدة من أنواع العدوى المنقولة جنسياً (الزهري والسيلان والعدوى الناجمة عن المتدثّرة وداء المُشعّرات). مرجع: http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs110/ar/

ثالثا: نوع جريمة الإلتهام

أ ) على جسد أخيه

مما سطره التاريخ عن حوادث آكلى لحوم البشر فسوف نجد آلاف الحالات المسجلة عن فئات متعددة من القبائل القديمة التى إنتهجت أكل لحوم أفرادها سواء كان طقساً دينياً أو كان من أجل البقاء .
و أكل لحوم البشر له مصطلح علمى بالإنجليزية هو cannibalism و هناك العديد من الحالات على سبيل المثال لا الحصر :
1- ألبرت فيش الذي اغتصب وقتل وأكل عددا من الأطفال خلال العشرينات, وقد قال إنه كان يشعر بلذة جنسية هائلة نتيجة ذلك .
2- وأيضا السفاح الروسي أندريه تشيكاتيلو، الذي قتل 53 شخصا على الأقل بين عامي 1978 و1990 .
3- قضية إسي ساجاوا، آكل لحوم بشر ياباني اشتهر بقتله طالبة السوربون الدنماركية رينيه هارتيفيلت .
4- آخر حالات موثقة وقعت في Chichijima جزيرة في اليابان في فبراير 1945، حين قتل وأكل الجنود اليابانيين خمسة من أفراد سلاح الجو الأميركي و تم التحقيق في هذه القضية في عام 1947 .
و العديد من الصور التى تم رسمها من قبل الفنانين على مر العصور تشير إلى أن عادة أكل الإنسان لحوم أخيه الإنسان كانت أمراً طبيعياً للأسف الشديد. مرجع: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%83%D9%84_%D9%84%D8%AD%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1

ب) على جسده

لعلكم تقولون فى نفوسكم كيف يفعل الإنسان هذه الفعلة المشينة لنفسه ، فإذا كان أكل الإنسان لحوم أخيه الإنسان أمراً يمكن للعقل قبوله، فكيف للعقل قبول أن الإنسان يقدم على عرض نفسه للإلتهام من قبل إنسان أخر .
هذا ما حدث بالفعل ، و هو ما سأختم به المقال ، فقد سجل التاريخ فى عام 2001 حادثةً لا يتصورها عقل بشرى حين قام ” براندز ” بعرض نفسه لكى يلتهمها شخص يدعى ” أرمن ميفز ” و بالفعل تقابلا الإثنين و قام الأخير برغبة تامة من براندز بقتله و إلتهامه، والحادثة مسجلة للإطلاع عليها و دراستها. مرجع: http://www.kabbos.com/index.php?darck=19

 

لم يترك الإنسان شيئاً قبيحاً لم يفعله، فأى جريمة يرتكبها فى حق أخيه أو فى حق نفسه يمكنك بسهولة و ضعها أسفل الخانات المملوئة السابقة .

و يمكنكم ملاحظة أن الجرائم الثلاثة السابقة كلها تقود إلى الموت سواء كانت على أخيه الإنسان أو على جسده هو .
فعقل الإنسان سلاح كبير ذو حدين لابد من ترويضه للوصول لبر الأمان ، فكم صبر الله سبحانه و تعالى على هذا الإنسان على مر العصور و التاريخ البشرى يشهد على هذا الصبر العظيم.

بقلم الكيميائي مايكل جمال زكي

أضف تعليقك هنا