الخطاب القاطع في الاية الكريمة (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )

بقلم: نعيم حرب السومري

ماذا يستفاد من المعنى الحقيقي للآية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا..) وهي في مقام تشخيص الولاية الحقيقية والتي تكون خالصة نقية لا يشوبها ولا يجتمع معها ولاية باطلة، لهذا حصر الولاية بالله والرسول والذين آمنوا … بمواصفات خاصة ذكرها القرآن ، بل لابد أن تقترن بالبراءة من الشرك والنفاق وأهل الكفر والضلال، قال تعالى: (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه).

وننبه إلى أن الصحابة هم مورد الخطاب المباشر ومورد التحذير من الارتداد وولاية غير المؤمنين، وقد قارن الله تعالى ذلك بذكر وحصر الولاية الإلهية والولاء والولي بالله ورسوله الأمين عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والتكريم وبأمير المؤمنين علي عليه السلام المعطي للزكاة وهو راكع ومن الواضح أن إعطاء الزكاة بنفسه واجب وفضيلة، (ويؤجر عليه المعطي) فهل حال الركوع له فضيلة ذاتية؟ وهنا أجاب سماحة السيد المرجع الصرخي في بحثه الموسوم (الدولة المارقة ..في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) بالقول : لا ليس له فضيلة ذاتية، فلو كان له فضيلة لانتشر وشاع التصدق وإعطاء الزكاة حال الركوع وهذا لم يحصل فيه شياع وليس فيه فضيلة، فلو كان فيه فضيلة لفعله كثير من المسلمين وكثير من المتشرعة ولأُشيع بين المسلمين إعطاء الزكاة حال الركوع، ولكن عبثًا حاول البعض من النواصب مبغضي ومعادي علي وأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسلب أي خصوصية وفضيلة لعلي عليه السلام في هذه الآية متناسين وغافلين وجاهلين أن سلب فضيلة حال الركوع هو المقصود في الخطاب القرآني، وان القرآن قصد بأن حال الركوع ليس له فضيلة،

ونتمسك بهذا ونؤكد على هذا ونفتخر بهذا، بل هذا هو الحجة وهو البيان وهذا هو البلاغ فيقول سماحته في هذا المقام ويسال: ” لماذا أتحدث عن الاستدلال وأطرح الدليل ؟ لأن كل الذين تصدوا لزعامة المسلمين , وبالخصوص من عادى عليًا سلام الله عليه ومن عادى أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليسوا بعلماء، هم أجهل الجهال، من شيخهم الأكبر وأنت نازل، وانزل إلى من تريد أن تذكر فاذكر، ليس عندهم أي علم، فإذا كان شيخهم جاهلًا فهم مقلدة لهذا الجاهل، فهم في الجهل وفي الظلام بمنزلة ومنازل أدنى وأدنى وأدنى.

أنا أريد أن أخرج بمجموع لا بأس به منكم بالجميع، نأمل أن يكون الجميع يخرج وهو يقف أمام أكبر شيخ من شيوخ النواصب، يقف أمام ابن تيمية، ليأتِ ابن تيمية وأي شخص منكم يقف أمام ابن تيمية ويلزم ابن تيمية الحجة بما يرضي الله سبحانه وتعالى؛ الحجة التامة البالغة ” . ويكمل سماحته : ( فهل يعني أن الخطاب الإلهي جاء على نحو اللغو والعياذ بالله عندما لا يكون للركوع أي فضيلة، فإذا قلنا: الإتيان بالزكاة حال الركوع وحال الركوع ليس فيه فضيلة فلماذا ذكره الله سبحانه وتعالى؟ لماذا أتى به؟ لا يبقى إلا أن أتى به على نحو اللغوية، إذًن ماذا عندي؟

إما فيه فضيلة ذاتية ونحن ننفي أن يكون له فضيلة ذاتية، والنواصب يلغون هذا يقولون: ليس فيه أي فضيلة، بل يسجلون عليه عكس الفضيلة، يقولون: هو فيه سلبية، فيه لهو، فيه انشغال عن الصلاة، ادعاءات كثيرة واستحسانات باطلة كثيرة من أجل القدح بعلي وأهل بيت النبي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ونحن نؤيد بأنه ليس فيه فضيلة، انتهينا من هذا، إذًن ماذا بقي؟ ليس فيه فضيلة فلماذا أتى به الله سبحانه وتعالى؟ بقي عندنا أنه على نحو اللغوية وتعالى الله عما يقول المستكبرون، عندما ينفي النواصب الفضيلة لحال الركوع ماذا يبقى عندهم؟ إذًا يقولون: الله سبحانه وتعالى يلغو، الله سبحانه وتعالى أتى بهذا على نحو اللغو والعياذ بالله، وتعالى الله عما يقولون، إذًا كيف نخلص من هذا؟ وكيف ننتهي من هذا؟ كيف نخلص أنفسنا من هذا؟ ما هو المناص منه؟

فلا يبقى مناص من دفع اللغو إلا بالتسليم بقوانين اللغة والعرف الظاهرة والدالة على أن المقصود قضية خارجية وتشخيص خارجي وإشارة خارجية إلى أن المراد بالولي هو هذا الشخص الذي أعطى الزكاة وهو راكع، فهو تحديد وتشخيص قرآني إلهي في أن الولاية منحصرة في شخص علي المشار إليه بأنه أعطى الزكاة وهو راكع، اذن لا يبقى أي شك في الأمر وما بعد الحق إلا الضلال.)

نكتة أخرى في الخطاب تدلّ على بقاء ودوام أمر الولاية حيًا وثابتًا، حيث أتى الخطاب بلفظ الجلالة (الله) بصيغة المفرد، فهو الله الواحد الأحد، وأتى الخطاب بلفظ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مفردًا لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والتسليم، بينما أتى بصيغة الجمع للولاية الثالثة وأكدها في الآية التي تلتها فقال تعالى: إنما وليكم الله ورسوله (لا يوجد رسول بعده هو خاتم الأنبياء والمرسلين) والذين آمنوا (ليس الذي آمن) الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا) وإكرامًا وتشريفًا لعلي قال: وهم راكعون (ولمن سيوصي به علي ولمن سيكون في خط الولاية مع علي وكبديل عن علي وكامتداد لعلي سلام الله عليه، بعد هذا أكد على الإفراد وعلى الجمع قال: ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون.

فلذلك تجد ان الوصف ابلغ خصوصاً في الخطابات القرآنية لذلك تجد احد الأسباب التي لم يذكر فيها اسم الامام علي (عليه السلام) بالاسم الصريح.

بقلم: نعيم حرب السومري

أضف تعليقك هنا