الفتوة إيران – سلسلة ليلة شاتية “3”

كما العادة في الحياة اليومية لا بد لكل منطقة من متنمر يحاول بسط عربدته على السكان والجيران وحتى الحيوان الذي يقع تحت يده، وفي منطقتنا يمثل ذلك المغتلم المتنمر الدولة الايرانية، التي ترى لها الحق المطلق في التصرف المطلق دون أي مراجعة وأي حديث عن ملف فيه ايران تجد مرضى النفوس ينعتونك بالطائفية وإثارة النعرات وغيره من قلاع حماية الباطل لأنه يوافق مصلحة احدهم.

مع أو ضد إيران؟

وفي المقابل يراك من تتحدث عن حقيقة ايران محالفا او تابعا لمغتلمين اخرين في المنطقة يدمرون البلاد والعباد لمنع نفوذ ايران ويدخلونك في معادلة قبيحة اما ان تكون معهم وتهاجم جزافا وإما ان تكون ضدهم، وبالتالي فأنت مع ايران وأي حياة هذه التي لا خيار فيها إلا ان تكون صفويا شعوبيا او اعرابيا جعله المال سيدا لفترة وقبل الخوض في الحديث عن ايران المغتلمة لا بد من ارساء قاعدة تقول ان كاتب هذه الاحرف يرى ان ايران وحلفها والحلف الرسمي الاخر في المنطقة الذي يعاديها وجهان لعملة افساد واحدة وان الشعوب براء من الجهتين.

سياسة إيران في المنطقة لا بد لكل منطقة من متنمر يحاول بسط عربدته على السكان والجيران وحتى الحيوان

تتفاوت المواقف من ايران في المنطقة ويمكن ان نجعل الثورة الخمينية عام 1979 اساسا للانطلاق لدراسة هذه المواقف ولكن لا بد اولا من الحديث عما اسماه النظام الايراني حينها بتصدير الثورة ولان العصر حينها كان عصر انتكاس حيث كان الناس حديثو عهد بخيانة الاخت الكبرى مصر التي وقعت اتفاقات كامب ديفيد المذلة فقد كانت هناك حاجة لصورة ما تكون فيها الشعوب لمهمشة وان بصورة استعراضية قادرة على الانتفاض واختيار من يحكمها بإرادة حرة.

تصدير الثورة

وهنا جاءت الثورة الخمينية ورقعت شعار تصدير الثورة الذي يعني وبصورة جازمة وبناء على الاستقراء التاريخي يعني جعل المحيط كله متشيعا وقد التبس الامر بداية على البعض فظنوا ان المقصود من تصدير الثورة هو تصدير روح منافحة الظالم وإرجاع الحقوق المسلوبة والمنهوبة وتدريب الراغبين على اليات الثورة التي تحرر البلاد من انظمة الحكم الشمولي، ولكن خاب الظن وأصبحت بلاد الثورة نفسها ديكتاتورية اقصائية شعوبية طائفية مصلحية متظلمة ومظلمة.

استدعاء خلافات تاريخية

وهنا نلج للموقف الاول الذي يعتبر الاكثر بروزا في المنطقة، وهو موقف بين الانفتان التام والجزئي وهنا تجد هؤلاء المفتونين قد نقلوا الثورة الخمينية على عواهنها وفي غمرة هذا النقل العشوائي نقلوا مظلوميات قديمة جدا لا علاقة لهم بها لعناصرهم الذين غالبا ما يميزهم نوع من البلاهة التحجرية المتعلقة بانبثاق التعصب، دون بحث او تحري.

فتجد احدهم قد سمى نفسه ابا الحسين ونادى بضرورة رفع الظلم عن ال البيت ومن ثم كره بالتوارث كل من يسمى معاوية او عمر او عائشة، وعندما تحدثه او تناقشه يصور لك الموضوع على انه خلاف سياسي حول مسالة الامامة والأحقية في رئاسة الامة، ومن ثم سيادة العالم، ويرى ان ايران الانموذج الذي يجب ان يحتذى، وأنها رائدة الامة ومقدمتها الحازمة الحاسمة وهؤلاء تحولوا مع الزمن الى ازلام وإماء ايران في المنطقة، ويقومون بحرب بالوكالة نيابة عنها.

والغريب ان بعضهم قبل ان يتحول من مذهبه المعتدل الى ترهات الاثنا العشرية التي اعيت اسماعنا، بدءا من الخلاف عام 36 هجري الذي تم تحويره ليصبح غصبا للحقوق، وانتهاء بتشكيل جيش التحرير الشيعي بقيادة المغتلم سليماني وغلمان ايران في المنطقة يحملون معادلة بسيطة تمثل استغلال الاستبداد والفهم الخاطئ للآخر في المنطقة وتحريك عواطف الجماهير من خلال شعارات طائفية محضة.

كيانات موازية للدول

والأمر الثاني في هذه المعادلة انشاء كيان موازي للدولة التي توجد فيها الطائفة التابعة لإيران ومؤسسات خاصة وكاملة وموازية لتلك التابعة للدولة والأمر الثالث في هذه المعادلة هو قيام تلك الاقليات بصناعة وحياكة احلاف من اجل التأثير على مجرى السياسة في البلد كالثلث المعطل مثلا.

وهنا لا بد من وقفة وان مقتضبة مع التاريخ الذي يكتب عادة بنرجسية عالية فهل يمكن الانكار ان الخذلان هو الذي يقتل الرجال قبل ان تحز رقابهم السيوف ؟ وعليه فان قتل الحسين رضي الله عنه تم على يد الفريقين فريق قتله عندما خذله وتخلى عنه بعد ان اغراه وأخرجه من بلد الله الحرام وفريق من الحكام استغل الموقف وقتل الحسين رضي الله عنه وكل الناس ضد قتله ولكن لا يمكن ان يقبل احد ان تباد الشعوب انتقاما للحسين رضي الله عنه لأنه نفسه لو كان موجودا لما رضي ان يقتل المسلمون باسم الثأر لآل البيت.

ومسالة اخرى تطلقها المليشيات لتستدر عطف وعواطف عوام الطائفة الشيعية إلا وهي شعار ” لن تسبى زينب مرتين ” وغريب هذا في عالم القياس بديع فان كم الهرطقات التاريخية التي يبثها القوم جعلتهم يحيون مرحلة انخطاف تشبه دروشة التصوف وجعلتهم كذلك يصدقون امورا لا يمكن ان تحدث ومع ذلك يقومون بأفعال استباقية تشمل اغتصاب وقتل حفيدات زينب من المسلمات الامنات.

فهل يعقل رفع الظلم بإيقاعه على الاخر اعتباطا ؟ وبناء على السابق فانه لا يمكن اخذ الامة كلها بالظن حتى لا تعود مظلومية كان اسلاف شيعة اليوم هم من ساهم في صياغتها وهم شركاء مع غيرهم بالسوية في كل ما حدث وعندهم مبالغة في الكره والتحريض لا ينكرها إلا من كان قلبه ضالا وسمعه مختوم عليه وعمي قلبه قبل بصره.

سياسة الشتم الإيرانية

فان المتتبع لما يتدفق من معلومات بعد ثورة مواقع التواصل الاجتماعي يجد ان مسالة السب والشتم والقدح في المخالف امر يعتبر ديدن التشيع حتى اولئك الذين حيدتهم كتب التاريخ فضحهم الاعلام الحديث وأبان عوار مذهبهم مما دعا زعيم مدرسة التقريب بين المذهبين الرئيسين يعلن فشل دار التقريب لان التشيع عدى على بلاد لم يكن فيها متشيع واحد وساهم كذلك في افشال مسالة التقريب ان ايران جعلت من نفسها راعيا رسميا لبعض مليشيات الطائفة في المنطقة وتحديدا بعد احتلال العراق والأمر يطول والمنكر اعمى.

تعامل العرب مع إيران

طرف اخر يظهر في معادلة التعامل مع عنتريات ايران في المنطقة ألا وهو النظام الرسمي العربي او ما تبقى منه من غلمان الحكم فهم قد اعتمدوا النهج الامريكي في ضرورة وجود عدو تجرب عليه الاسلحة وتلصق به التهم فتجد ارباب المال العرب يصدحون بضرورة لجم ايران في كل ناد يحطون به رحالهم الزخرفية الزائفة وهؤلاء كما ايران يمتازون بالغباء نعم الغباء التام اما غباء ايران فهو انها صدعت رؤوسنا بان امريكا هي الشيطان الاكبر وهي راس الامبريالية وغيره من شعارات تشبه ترهات اليسار العربي المتهالك، ومن ثم تبين انها ابرمت صفقة مع ذلك الشيطان دون مقدمات وغباء الطرف الثاني انه يطلب من امريكا ان تعينه على ايران والأمر كله كسراب بقيعة.

إن مسالة عربدة ايران في المنطقة وإن اظهر البعض امتعاضا مما سيقال فإنه لا يعدو كونه امالا قديمة في احياء احلام شعوبية كسروية غابرة لن تعود ابدا وكل هرطقات العمائم مردودة وكذلك الترهيب بجيش التحرير الشيعي فان كل ذلك ليس إلا ذرا للرماد في عيون الناس.

وعليه يمكن اعتبار ان جزءا من بلاد عربية كثيرة قد تعرض لاحتلال كسروي لا تحرير ثوري وكذلك يقتضي الامر القول ان من يحاربون تمدد ايران في المنطقة يتخذون ذلك ذريعة لتحقيق مآرب اخرى، وغالبا ما تتقاطع مصالح ايران ومن يحاربها ظاهرا مما يؤدي الى منع تحرر الشعوب او اكمال ثوراتها، ولعمرك انها لعجيبة ان تتشارك انت ومن تعادي في الحكم الشمولي الاقصائي الطائفي المقيت ومن ثم تبيع الخطابات المعجمة كل كلمة فيها بكلمة فلسطين لغسل عار التصرفات والعنتريات وعجيبة تلك الطريق الة القدس التي تبدأ من الزبداني وترصف بجثث اهل حلب والسياق يقتضي الكف مؤقتا والتفصيل لاحق ان كان في العمر متسع.

ختاما تشكل ايران ثالثة الاثافي في معادلة طمس الشعوب وقمعها في المنطقة ولا تكتفي ببث هرطقتها في بيتها الداخلي بل تدس انفها في كل قضية وان قتل نملة والحجة موجودة، ونباح التبرير لا ينقطع والمصالح تجمع الاعادي والشعارات براقة، والأطفال يموتون اثناء ذلك، والأعراض تنهك والمخدوعون ستثور ثائرتهم ولكن هذا اقل ما يقال والقادم بإذن الله يرفدك بالأدلة ويوضح الصورة

أضف تعليقك هنا

مروان محمد ابو فارة

مهتم بالحالة الفكرية للأمة
أبلغ من العمر 35 عاما
أمضيت في سجون المحتل الصهيوني عشرة أعوام
أحمل شهادة البكالوريوس في المهن الصحية تخصص تمريض
من فلسطين المحتلة