المحقق الصرخي .. بسبب الارتداد سيأتي الله بقومٍ يُحبهم و يُحبونه .

الردة أو الارتداد في عرف اهل الاختصاص تعني الرجوع عن الشيء إلى غيره وهذا يعني أن الانسان ومما لا شك فيه وتحت تأثير عدة عوامل تتباين فيما بينها قد يخرج من شيء إلى آخر غيره بسبب قوة تأثير تلك العوامل و قد تتشعب في بعض الاحيان ونحن نقلب اروقة التأريخ الاسلامي رأينا كم من المسلمين الذين اقبلوا عليه في بادئ الامر حتى دخلوا في رحابه افواجاً افواجا أيام رسول الله ( صلى الله عليه و أله و سلم ) لكنهم وبعد رحيله للرفيق الاعلى ارتدت منهم اقوام كُثُر حتى وضع السيف على رقابهم الخليفة الاول ابو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) فعادوا من غيهم إلى الاسلام وهنا يأتي السؤال لماذا خرجوا من دينهم رغم جزمهم بتمامية و قدسية الاسلام فهل حباً و طمعاً بالمال أم لطلب العزة و الرفعة أم بسبب الاغترار بزخارف الدنيا و زينتها الفانية ؟ كلها قد تكون من المبررات التي تؤكد أن المسلم قد يتعرض إلى الارتداد عن دينه بسبب عوامل خارج عن ارادته وهذا ما يذهب إليه الكثير من اهل العرف و الاختصاص لكن السماء تطرح رأياً غير ذلك فهي ترجح أن التودد و التقرب من اليهود و الكافرين هو من أهم الاسباب التي تدفع المسلم إلى الارتداد عن دينه ولهذا نجدها تقول ( يا أيها الذين آمنوا مَنْ يرتدَّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يُحبهم و يُحبونه )) ونستشف من ذلك أنها قد نهت عن الردة لان هذا من اهم مقومات الإبدال بين بني البشر فهي قد حذرت مراراً و تكراراً عن التقرب إلى الكافرين و اليهود و التودد اليهم و اتخذاهم اولياء وقد توعدت بالتغيير و انزال أشد القصاص بكل مَنْ تسول له نفسه موالاة تلك الفئة الباغية لأنهم رأس كل فتنة بالإضافة إلى جرائمهم التي لا تُعد و لا تُحصى ماضياً و حاضراً فسجلهم اجرامي بحت وهو مما لا يختلف عليه اثنان ولهذا نجد ان السماء قد جعلت من موالاة اليهود شراذمة الارض جريمةً لا تغتفر ويستحق كل مَنْ يُدمن عليها أشد انواع القصاص ولعل اهونها الخروج من الملة و الاسلام أي الارتداد عنه وهذا ما علق عليه المرجع الصرخي الحسني وهو يقول معقباً على قول السماء الآنف الذكر فيقول : (( أولاً : نهى الله (سبحانه وتعالى) عن ولاءِ وولايةِ الكافرين واعْتَبَرَ ولايتَهم رِدّة (رَدّة)، ولِعِلْمِه (سبحانَهُ و تعالى ) بوقوع الارتداد منهم، فقد حذّرهم ونهاهُم عنه، وبيّن لهم أنّه (تعالى) سيبدِلُهم بِقَوْمٍ خيرٍ منهم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) مقتبس من المحاضرة الخامسة لبحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ زمن الرسول ) في 4/11/2016
الان وبعد كل ما قدمناه فسؤالي موجه إلى السيستاني و تنظيمات داعش الارهابية فهل في مودة و موالاة اليهود المحتلين و الكافرين المارقين من الاسلام ما يقربكم من الله زلفى أم فيها الخيبة و الخسران المبين في الدارين و تيقنوا أن ما بعد الحق إلا الضلال المبين .

أضف تعليقك هنا