ابن كثير يقول الكلمة الطيبة في ذرية ابراهيم

حينما تضع السماء قانوناً و تجعله من الثوابت فمن غير المعقول أن يأتي انسان مهما كانت قيمته العلمية أن يجتهد مقابل هذا القانون لأن خاصية الكمال من اختصاصاتها وأما عدم التمامية والنقصان هي من ملازمات البشر، ونحن نجد هذه الحقائق الجلية واضحة للعيان في قوله تعالى ( و جعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) فقد وقع الخلاف في المعنى بين القوم فالكثير من الاراء المتباينة لأصحاب التفاسير اختلفوا في ماهية الكلمة الطيبة و إلى ما تشير ؟ ومَنْ المقصود في العقب هل هم اصحاب الدعاوى الصالحة أم حكام الظلم و الاستبداد ؟ فقد تعددت الاراء ولكنها لا تعدو أن تضمحل و تسقط أمام دعاوى الحق و الصدق و المستندة للحجج و البراهين الساطعة.

فهذا ابن كثير إمام ابن تيمية يضع الحقيقة في تفسيره كما هي حيث يرى أن الكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد ( لا اله إلا الله ) ويذهب إلى ابعد من ذلك حينما يرى انها من احكام السماء الثابتة و التي لا تقبل الاجتهاد امامها او الرد عليها لان تلك الكلمة كانت من اختصاص الانبياء وفي طليعتهم النبي ابراهيم الخليل ( عليه السلام ) فالسماء قالت ( وفي عقبه ) وهذا ما يفيد في المقام لان الذرية الصالحة بدأت من هذا النور الساطع ومنهم رسولنا الكريم محمد ( صلى الله عليه وآله و سلم ) حتى تشعبت جذورها الطيبة في اصلابه الطاهرة و امتدت إلى ما شاء الله ( سبحانه و تعالى ) لان السماء تعلم يقيناً ان الخير و الصلاح سيكون في هذه الذرية المباركة الذين توارثوا العبادة الخالصة لله ( عز و جل ).

وفي المقابل خرجت الحكام الفاسدين و مراجعهم عبدة الدينار و الدرهم و العجل السامري و المغترين بزخارف الدنيا و زينتها الفانية وبذلك قالت في تلك الطغمة الفاسدة ( ولا ينال عهدي الظالمين ) الذين عقدوا المواثيق فيما بينهم على عبادة العجل السامري و البراءة من عبادة خالق الارض و السماء فكان الحكام الامويين خير مصداق لهذه الطغمة الفاسدة من جهة ، و شيخ الاسلام ابن تيمية و اتباعه يعلمون علم اليقين أن ابا النبي و خواص بيته الطاهر هم من ذرية النبي ابراهيم ( عليه السلام ).

ورغم كل ذلك ابن تيمية و اتباعه يكفرون أبا النبي و يعدونه في خانة الخارجين من دائرة ديننا الحنيف ودون أي حجة او دليل يثبت حقيقة ما يذهب إليه ابن تيمية وعلى ذلك فقد علق المرجع الصرخي الحسني بقوله : (( في تفسير ابن كثير يقول : } وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون { أي هذه الكلمة هي ( لا إله إلا الله ) أي جعلها دائمة يقتدي به فيها مَنْ هداه الله تعالى من ذرية ابراهيم ( عليه الصلاة و السلام ) ( لعلهم يرجعون ) أي إليها )) . مقتبس من المحاضرة السابعة لبحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) في 11/11/2016 .

فيا للعجب من امر ابن تيمية فكيف يرى الحقائق خلاف ما اوردته السماء ؟ فهل يمتلك الحجة على اثبات كفر والد النبي وهو احد خواصه الطاهرة ؟ وهذا خلاف ما أثبته إجماع المسلمين فتلك الخواص هي امتداد للنبي ابراهيم ، فهم الاجدر بحمل لواء كلمة التوحيد ، وهم الاكفأ بنشرها بشرطها و شروطها في كافة ارجاء المعمورة .

 

أضف تعليقك هنا