دفاعا عن يهود تونس الجميلة لا لدعاة القتل والتقتيل

قال تعالى في كتابه الحكيم ( و ما أنت عليهم بمسيطر) صدق الله العظيم واستطرد بخاطب العتاب الخفيف لرسوله ( أفأنت تكره الناس على أن يكونوا مؤمنين ) و دعّم بقوله لكم دينكم و لي دين ) و خلق الظلم و حرّمه على نفسه فالله نور السماوات و الأرض و جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخان مسلم و البخاري من الأحاديث المقدسة المتواترة و المتصلة السند لرسول الله صلى الله عليه و سلّم ( قل يا عبادي إني خلقت الظلم و حرّمته على نفسي فلا تظالموا و كونوا عباد الله إخوانا).

الأخوة الإنسانية %d8%af%d9%81%d8%a7%d8%b9%d8%a7-%d8%b9%d9%86-%d9%8a%d9%87%d9%88%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%86%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%84%d8%a9-%0d%d9%84%d8%a7-%d9%84%d8%af%d8%b9%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84

وإن كانت الأخوّة الدينيّة القاسم المشترك بين الأديان السماويّة باعتبار المصدر الواحد ( الله جلّ جلاله ) و إن تفرقت الأخوّة بين الأديان المتعددة احتمالا فالأخوة الإنسانيّة ثابتة شرعا و عرفا ( أبوكم إبراهيم الذي سمّاكم مسلمين من قبل ) و اعتمادا على هذه المرجعيّة الدينيّة المعتدلة و المسامحة و ذات البعد الكوني الخالدة خلود السماء و الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. فإني من موقعي كشاعر و كتونسي أستنكر دعوة القتل و التقتيل من دعاة الجريمة والإجرام ليهود تونس الذين استجاروا في أيّامهم العصيبة ففتح أجدادنا أبوابهم لأهل الكتاب الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و تفيض عيونهم دموعا من خشية الله هؤلاء أهل الذمّة سابقا و أبناء تونس حاضرا و مستقبلا فلا عصبيّة في الإسلام ولا تمييز في تونس موطن المصلحين و مرقد الصحابة و مزار الصالحين و بلد الأمن و الأمان فقد عاشرناهم و عاشرونا و صاهرناهم وما صاهرونا و تاجرنا معا فربحنا و ربحوا .

تجريم القتل

إن دعوة هذا السلفي لقتلهم إعتداء على مبادئ الإسلام السمحة و ردّة سابقة خطيرة لأول مرّة تحدث في تونس قديما و حديثا . إنّي أرى و اجزم لكأنها خيانة و مؤامرة قصديّة ضدّ الوطن يقصد بها الفتنة الداخليّة و استهداف السيادة الوطنيّة.

إني من موقعي هذا أشمّ تخطيط سلفي غير مسؤول لتقويض مؤسسات المجتمع المدني و الإنقضاض على الأحزاب الوطنيّة و المنظمات الحقوقيّة والمجتمعيّة و تأليب أهل الأديان مجتمعة ضد الوطن العزيز و إرباك الإقتصاد الوطني القائم على التعامل مع اليهود و النصارى أحببنا أم كرهنا و فتح ذريعة للتدخل الأجنبي بتعلّة حماية الجالية اليهوديّة بتونس و ما ينتج عليها من طرد الجالية التونسيّة بأوروبا و حلفائها حينئذ يباح الوطن الغالي لجلاّديه و ما يحسب على النظام البورقيبي أنّه كرّم اليهود التونسيين بوزير الصحّة اليهودي في أوّل حكومة الاستقلال حفاظا على النسيج المجتمعي و تطمين ضمني لهم مع تحفظاتي على هذا النظام البائد و الذي كشفت بعض عيوبه في مقالي ” مبادرة القايد السبسي : المخاطر و المنزلقات ” .إنيّ أقدر مواقف السيّد وزير الداخليّة بكل افتخار و قد استشرف جيّدا الخطاب السلفي و كذلك الشيخ المرشد بحركة النهضة راشد الغنوشي الذي عدّل مواقفه أخيرا تحت ضغط المجتمع المدني التنويري وصوت الشارع و استجاب لمواقف الأغلبيّة الراغبة في الفصل الأول من الدستور القديم بعد جدل كاد يخرج الحركة وشيوخها من الذاكرة الشعبيّة . على كل أصاب الشيخ في اللحظة التاريخيّة الحاسمة . و من منطلق الشعور بالمسؤوليّة سدّت الذرائع و إني أبارك بإعتزاز دعوة سيادة الرئيس المنصف المرزوقي الحقوقي في تجريم الدعوة إلى القتل و التقتيل فعلا و تلميحا همزا و لمزا بالأمس القريب كانت لنا شطحات العهدين البورقيبي و النوفمبري و اليوم تسللت لبيوتنا شطحات دعاة فتنة ” بوسعديّة ” السلفيّة الجهاديّة و الواجب تطبيق القانون الدستوري على دعاة الفتنة مهما كانوا و تطمئن رئيس الجالية اليهوديّة السيّد ” جوزاف روجي بن سوفر بيسموث ” رئيس الجالية اليهوديّة بتونس على الأرواح و الممتلكات والمقدسات و نعتبرها معا سحابة صيف انقشعت و المجتمع المدني ساندكم و لا مجال للتهويل و المزايدات.

الاستثمار الحقيقي في تونس %d8%af%d9%81%d8%a7%d8%b9%d8%a7-%d8%b9%d9%86-%d9%8a%d9%87%d9%88%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%86%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%84%d8%a9-%0d%d9%84%d8%a7-%d9%84%d8%af%d8%b9%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84

عودوا إلى الإستثمار و الدعوة إليه في تونس التي احتضنتكم بحضن الوالدة للمولود و نحن هنا شعبا و حكومة و مجتمعا مدنيّا نراقب و نسمع و نرى و إن عادوا بالقانون عدنا .

كما أدعو السيّد وزير التربية المحترم بإدراج نصوص لمفكرين تونسيين من النخبة الإصلاحيّة التنويرية لتثبيت مفاهيم الاعتدال و التسامح بين الأديان بحسب مستويات التعليم و التعلم كما اقترح على السيّد وزير الشؤون الدينيّة ببرمجة خطاب ديني جمعي في جميع مساجدنا بعنوان ” الأخوة و التسامح بين الأديان السماويّة ” و ترسيخ الوحدة الوطنية و التمييز بين اليهوديّة كدين والصهيونيّة كفكر عنصري معاد للعروبة و الإسلام و هي نقطة جوهريّة غائبة في مفاهيمنا الشعبيّة و لا يكفي من موقعي كطالب زيتوني قديم أن تتحمل الجامعة الزيتونيّة وحدها مهمّة نشر الفكر الحداثي المعتدل المتسامح و يغيب برنامج التعليم الأساسي و الثانوي و الواجب تعميمه لخلق متوازن معتدل و هو مدخل لإصلاح منظومة التعليم . إني أستغرب كمواطن و شاعر صمت مفتي ابن علي الذي يخجلني في المواقف الحاسمة كمثل الدعوة للسلفيّة الجهاديّة فكأني به هلال العيد يطل علينا مرّة هذا أول شهر رجب و هذا شعبان و جاءكم سيّد الشهور رمضان يا سيّدي المفتي الذي يفتي بهلول وطني يدرك بالسليقة حلول رمضان وحلول عيد الفطر و دمت المفتي و قد تغيّرت رئاسة الدولة و الحكومة وبقيت منتصبا كعيد الأضحى و الفطر.

تونس موطن المصلحين

فتح أجدادنا أبوابهم لأهل الكتاب الذين فهم أهل الذمّة سابقا و أبناء تونس حاضرا و مستقبلا فلا عصبيّة في الإسلام ولا تمييز في تونس موطن المصلحين و مرقد الصحابة و مزار الصالحين و بلد الأمن و الأمان فقد عاشرناهم و عاشرونا و صاهرناهم وما صاهرونا و تاجرنا معا فربحنا و ربحوا.

أضف تعليقك هنا