رأى ربَّه الشاب الأمرد الجعد القطط

التقوى و الصلاح من أهم علامات الانسان السوي الصالح ، حيث سعت السماء وبمختلف الطرق و الامكانيات المادية و المعنوية المتاحة إلى ترسيخ جذور هذه الاخلاق الحسنة في نفوسنا ، فأرسلت الرسل و الانبياء لتحقيق أسس رسالتها الخالدة في نشر تعاليمها السمحاء وفق معايير دقيقة تعمل على تحسين واقع الحال الذي تعيشه الامة في ظل الانفتاح الكبير الذي تشهده مجالس الذكر و دور العلم على الثورة العلمية التي جعلت كل شيء سهل المنال.

ومع هذا الكم الهائل من المعلومات الموجودة في مضامين الشبكة العنكبوتية فقد اصبح بإمكان الانسان الاطلاع على خفايا تأريخه و كل ما يتعلق بدينه و معتقده فاستطاع التمييز بين العالم و الجاهل ، فالإنسان حينما يطيل النظر في حقيقة هذا الكون الفسيح و كيفية تكوينه ، ومَنْ جعله يسير وفق نظام دقيق ؟ فلابد من وجود خالق له و مشرع لهذا النظام؟

و إذا سلمنا بوجود الخالق فهل يمكن رؤيته و التحدث معه سواء في الحقيقة أو الخيال؟ وبعد مد و جزر و دراسات مستفيضة في هذا الخصوص فقد توصل الانسان من خلال العلم إلى استحالته تحققه سواء باليقظة او المنام وما يؤكد لنا ذلك قوله تعالى ( لا تدركه الابصار وهو يُدرك الابصار ) و تلك قاعدة لا تقبل الاجتهاد امامها مهما بلغ المجتهد من درجات العلم الغزير و الفكر الرصين و لكننا بفضل التقدم التكنولوجي المعلوماتي تبين لنا الكثير من الحقائق التي قد يكون لها التأثير شاسع على مجريات حياتنا ، فبالنسبة لمضمون تلك الاية المباركة هناك قاعدة مهمة لا تقبل الشك أو التأويل إلا أننا نجد خلاف ذلك عند شيخ الاسلام ابن تيمية الذي وضع شرطاً مهماً ليكون الخطوة الاولى في الطريق الصحيح في اثبات احقية الاجتهاد مقابل النص القراني وكذلك ليثبت لجميع المذاهب الاسلامية بامكانية رؤية الله ( عز و جل ) و الحديث معه في المنام لانها صورة نابعة من حقيقة الموجودة في الخارج و تنطبق معها تماماً ، ولهذا نجده قد صحَّح حديث الشاب الامرد المنسوب لرسول الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ).

وقد ذهب إلى ابعد من ذلك عندما اشترط و الصلاح و التقوى كشرط اساس لرؤية الخالق كما قال في تلبيس الجهمية ( 1/325/328 ) حيث علق عليه المرجع الصرخي الحسني بقوله : ((ابن تيمية، العالم، الصالح، التقي، النقي، يرى ربَّه في المنام ويخاطبه، حسب كلامه، فهو يقول ويقرّ ويدعي ويزعم ذلك، بل إنّه الشيخ الصالح الذي يتجسَّد به أوضح وأجلى تطبيقات ومصاديق ما ذكره مِن أسطورة رؤيا الله ومخاطبته، والنقل بذلك متواتر عمَّن رأى ربَّه في المنام)) مقتبس من المحاضرة ( 2) من بحث ( وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري ) بتاريخ 19/11/2016
فالتقوى و الصلاح و إن كانت من متطلبات الانسان السوي إلا أنها ليست بالحجة الكافية التي تمكن الانسان من رؤية ربه لا باليقظة او المنام وهذا ما اجمع عليه كبار علماء سلفنا الصالح فهل ادرك ابن تيمية حقيقة ما يقول في حديث الشاب الامرد؟ و عجباً كيف صحَّحه و اعتبره من الاحاديث الصحيحة رغم مخالفته للقران الكريم و السنة النبوية الشريفة!؟

 

أضف تعليقك هنا