رسالة الإمام السجاد عليه السلام (إياك أعني يازهري وإسمع ياسيستاني)

بقلم هيام الكناني

الموقف العملي تجاه الشريعة والناس ديدن الأئمة (عليهم السلام ) فهم المصدر الموثوق, وكل حركة وسكون يمثل إمضاء من قبلهم لذا كان موقف الإمام السجاد (عليه السّلام) من أصحابه وعلماء أهل زمانه النصح والإرشاد, ومراقبة أعمالهم وتقديم المشورة لهم تجاه أنفسهم وتجاه الأمة، ليصحح الإنحراف الذي يحصل عندهم ثم يدلهم على الموقف الإسلامي الصحيح للحوادث والسلوكيات وتوضيح مفاهيم الشريعة الإسلامية وأصولها حينما تلتبس الأمور، فيجلي الأمر أمامهم ويوضح لهم حكم الله في المسائل واضحاً جلياً لا لبس فيه، ثم يحذرهم من التقرب من الملوك ومداهنتهم أو تأييد الظالمين افعالهم ,والرضوخ لهم والعمل وفق أهواء وغرائز السلاطين وعباد الدنيا والدينار والدرهم.

ومثال ذلك موقف الإمام مع الزهري وكيف يبادر في تصحيح سلوكه وتقويم أخلاقه وتوجيه النقد له بكل أدب واحترام، فيحاور العالم حتى يعترف بخطئه, رسالة الإمام علي بن الحسين عليهما السلام للزهري ..قال الإمام زين العابدين (عليه السلام ) ..( أمّا بعد ..كفانا اللّه وإيّاك من الفتن ورحمك من النار، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك)

هذا الموقف الشرعي الأخلاقي للإمام علي بن الحسين (عليهما السلام ) وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقدم النصح للعالم الشيخ الزهري بعد قبوله للعمل في البلاط الأموي كمرشد ديني ومرجع أعلى ومفتي الخلافة, وهذا ماجاهد المحقق الصرخي التطرق إليه فنحن على علم ‘ن الأمة لازالت ولوداً، تلِد العلماء وطلَبة العلم وأهْل الدعوة والرشاد، الغيورين على دينها وهُوِيّتها، ومع تزايُد العلماء وتفرُّقهم في البلْدان وأصقاع الأرض، فإننا نسمع أحيانًا بفتاوى شاذَّة، تُخالف النَّصَّ الشرعي، فيطير لها أهلُ الأهواء والمرْجِفون فتزيدهم فتْنة، ويثبت لها أهلُ الإيمان والعلْم الراسخ، فتزيدهم تثْبِيتًا وإيمانًا كما فعل الصرخي الحسني وهو يكثر من النصح والإرشاد ويوجه الخطاب لكل حر عربي وغيره ويحض على رفض الفتن والشبهات وروادها ومشرعيها من الدجالين والمارقين ومروجي الدين الزائف ومشرعيه أبواق الإعلام أمثال السيستاني الذي عاث فساداً في الأرض أنيس المحتلين والمروج للفاسدين.

كما أشار الصرخي وجاهد في النصح للسيستاني قائلا كيف تكون وماتكون (يا سيستانيّ، هذه رسالة من الإمام السجاد عليه السلام بوساطة الزهري إليك، فانظر يا سيستانيّ أيّ رجل تكون غدًا إذا وقفت بين يدي اللّه فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها؟ وعن حججه عليك كيف قضيتها؟ ولا تحسبنّ اللّه قابلًا منك بالتعذير، ولا راضيًا منك بالتقصير، ( لا يوجد عذر أيّها السيستانيّ) هيهات هيهات ليس كذلك إنّه أخذ على العلماء في كتابه( إذا كنت من العلماء) إذ قال {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187]؛ واعلم أنّ أدنى ما كتمت وأخفّ ما احتملت أن آنست وحشة الظالم، (أن آنست وحشة المحتل، أن آنست وحشة المحتلين يا سيستانيّ، أن آنست وحشة الرئيس، الوزير، رئيس الوزراء، الظالم، الفاسد، السارق، المفسد.

واعلم يا سيستانيّ، أنّ أدنى ما كتمت وأخفّ ما احتملت أن آنست وحشة الظالم؛ من الحاكمين من الفاسدين من الوكلاء من المعتمدين الفسقة السراق الفاسقين) وسهلت له طريق الغي بدنّوك منه حين دنوت، وإجابتك له حين دُعيت، فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غدًا مع الخونة، وأن تسأل عمّا أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة انّك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك..)جاء هذا الخطاب في المحاضرة الثامنة عشرة من بحث ” السيستاني ماقبل المهد الى مابعد اللحد ” ضمن سلسلة تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي .
مزيداً من الكلام على الرابط
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=460794
ــــــــــــــــ

بقلم هيام الكناني

أضف تعليقك هنا