رفقًا بالواقع! – المسلسلات والأفلام العربية

مشكلة حقيقية في المسلسلات والأفلام العربية

يدوم مشهد إظهار صورة المتشدد على حساب إظهار الرجل الوسطي السمح في المسلسلات والأفلام العربية; ولا يعني هذا انعدام وجود صورة الرجل المتعقل.
يدوم مشهد إظهار صورة الرجل المتشدد على حساب إظهار الرجل الوسطي السمح في المسلسلات والأفلام العربية

تكرار هذه المشاهد الغير عادلة، هذا التعبير بحسن ظن؛ يُوحي للمُشاهد الغير مسلم وحتى من المسلمين، أن صورة الإسلام هي هي التي يصورها الإعلام، بحجة نقل وكشف صورة المتطرف في المجتمع.

فهذا من جلب الشهوات (الشهوة؛ في تشويه بوعي أو حتى بلا تعقل) وسلب المعلومات، (السلب؛ في تجسيد العظيم بصورة الحقير).

الوطن يستحق

وأُشير إلى قول القائل:

” علّمتني أحوال بلادي أن أطول المقالات التي تتباهى بعدم وجود الطائفيّة تكتبها الشعوب التي تسري الطائفيّة في دمائها”.

من الأمانة العلمية أن أكتب اسم صاحب القول – أعلاه – ، ولكن ليس هذا هو الهدف ، بل أن تعرف أنه حقيقي -رأيه- من جوانب عديدة ، واستثمر منه – القول – أن أكون متباهي بوجود منبر أطول فيه الرأي ؛ لرصد ما لا يُطاق من الإعلام؛ لأنني تفهمت – بالأحرى حاولت التفهم – وتجنبت الصندوق الضيق الذي أشار إليه صاحب القول.

* ومن د. محمد عمارة – الذي أعشق كتاباته – نقتبس:

” الغلو عملة ذات وجهين: إفراط.. وتفريط “

فالإفراط في التشويه لا يجعلني أقوم ببخس الإعلام والتفريط فيه، بل هو منبر جوهري ولكنه يشع بإنارة للمارة لو كانت قيادته ضابطه للطريق.

فلنحترم دورنا، ولنحترم دور من يرانا. وحتى لا ندع مجال لقول قائل : “اترك ما يزعجك ولا تشاهده ” .. نرد: بل عليك أن لا تترك أنت دورك فيما تنتمي له – الوطن – ، حيث أنه هو هو المنوط بنا أن نلتف حول ما يزيد ثقافته، وينمي وعيه، ويجعل الصحوة العملية ركنه. ولا نقف فقط على ترك الخطأ بحجة أنك تسطيع أنت الابتعاد عنه؛ فهذا عذر أقبح من ذنب؛ لأنك يجب أن تفقه الواقع ، وتنظر إلى جوانب الموضوع لخطورته، أو لتصمت قليلًا لتتعلم ثم تتكلم.

استراتيجة الحل للمسلسلات والأفلام العربية

ولأن النقد وحده لا يجدي فلابد من تقديم الحل. أربع نقاط لأهل التخصص والفضائيات وحتى للمشاهد...

ولأن النقد وحده لا يجدي؛ لابد من تقديم الحل؛ لذا من النقطة الأولى أعلاه نتشعب الى النقاط التالية ( ليس في الاقتصار على الإعلام، أنه التلفاز فقط، أو مسلسلات وأفلام فقط، بل الأفكار يمكن تطبيقها على الكثير من المنابر، بمرونة وحسب طبيعة الوضع ):

١- يمكن الاستفادة من الإحصائيات العلمية التي تُنشر حول محتوى الأعمال الفنية، من حيث تأثيرها على المتلقي (الجمهور والشعب)؛ لنتبع السبل المثمرة في معاجلة القضايا، لا أن نزيد من خطورتها وانتشارها؛ كنشر البلطجة والإرهاب وغيرهما، وتشويه صور حقيقية بعكسها، بحجج نقل واقع، أو محاربته!

٢- يمكن استشارة أهل التخصص قبل عرض قضية ما، فلو تطرقنا إلى محاربة الإرهاب مثلًا؛ فيجب مناقشة رأي الأزهر (مؤسسة رسمية) كمقترح منه في كيفية عرض المحتوى، واستشارة أهل التخصص في علم الاجتماع والنفس، واستشارة أهل التربية؛ هذا ليس هو المرهق بل المرهق بحق هو النتائج السلبية الكثيرة المتراكمة من الإعلام بحجج الإصلاح، وكذلك القضايا الأخرى؛ سدًا لذرائع زيادة المشكلة والتخلف!

٣- يمكن عمل برنامج توعوي عام يُنشر في توقيت واحد على القنوات التابعة للدولة والخاصة، لفترة تحتاج إلى دراسة وجدولة. لن يأخذ تكاليف ولو برنامج واحد من برامج اكتشاف مواهب الغناء، ولكنه يُثمر أو على الأقل محاولة جادة في تنمية المجتمع بالوعي والثقافة، فيما لا يسع المواطن جهله في دنيانا هذه. والإعلانات لن تتوقف بل تزيد؛ لأن المشاهدة ستكون كثيرة، ويمكن منها التبرع بدلًا من مطالبة العامة بالتبرع وهناك إسراف في الأعمال الفنية ورواتب المشارك فيها بلا ثمار يُرضي. ومواعيد عرض البرنامج بمتوسط نسبة المشاهدة في القنوات التي سيُعرض عليها.

٤- يمكنك أخي المواطن أن تكون حلًا بل أعظم حل، حيث لا تشاهد وتمتنع عن كل ما هو غير مجدي، وكل ما لا يحترم عقلك، وما يشجعك على فعل ذلك؛ ابنك وابنتك وكل من له الحق عليك، حيث أي مواطن هو قريبك في وطنك.

هذه النقطة ليست بمناقضة لما هو – أعلاه – في الرد على قول القائل “اترك ما يزعجك ولا تشاهده “، بل هناك نتحدث عن الحد من اللامبالاة بالقول اليسير والسهل؛ بالعامية ( كلام فض مجالس ). أما النقطة هنا ؛ هي رسالة لكل عابث بعقولنا أن يخسر منهجه الساذج لعل في ذلك سبب من أسباب هدايته ؛ ليكون ذاك الساذج هو هو سبب الهداية لغيره .

رفقًا بالواقع .. رفقًا بالصورة الناقلة للواقع .. رفقًا بالعقول المستقبلة للواقع.

أضف تعليقك هنا