رمز الجمال – قصة

بقلم أحمد صبري عفيفي

أحمد شاب في مقتبل العمر إعتاد التدبر والتأمل في كل ما يراه أو يمر عليه فيترك أثراً بداخله، وعلى مقدار التأثير يكون التفكير.
أحد الأيام وبينما هو ذاهب إلى الجامعة نظر أحمد صدفةً إلي نافذة جاره الأستاذ عادل، فرأى وجهً جميلاً تعلوه إبتسامة تمنح من تصيبه الشعور بالسعادة والأمل.

ظل أحمد كل يومِ يراقب هذه النافذة، فوجد بأن الفتاة محافظة على جمالها ونضارتها وإبتسامتها مرتسمة علي وجهها لا تفارقها والأغرب من ذلك حفاظها علي مكانها وملابسها لفترة طويلة مما زاد من تعجبه ولكن أكثر ما كان يهمه هو بقاء هذا الوجه مبتسما، فإبتسامته تصبح مصدر سعادته، ولم لا وكلما ينظر إليها يراها متبسمة، إنها بالتأكيد تعرفه وتنتظره بل إن خياله أكد له إنها قد وقعت فى حبه.

ثم عقد العزم بأن يفاتح أهله لكى يتقدم لخطبة صاحبة هذا الوجه المشرق، ولكنه أعطى لنفسه مهلة ليتأكد من مشاعره ومشاعرها أولاً قبل أن يخطو أي خطوة، ولذلك قرر إنتهاز الفرصة للتقرب من والدها ودار بينهما حوار طويل…

أحمد: كيف حالك يا أستاذ عادل؟

الأستاذ عادل: الحمد لله بخير. وأنت كيف حالك؟

أحمد: الحمد لله بخير لقد قاربت علي الإنتهاء من دراستى.

الأستاذ عادل: تمنياتى لك بالنجاح والتوفيق.

أحمد: أشكرك. في الحقيقة أود طرح سؤال عليك ولكن لا أريدك أن تعتبره نوع من انواع التطفل علي حياتك.

الأستاذ عادل: تفضل وسأجيب عليك بكل سرور؟

أحمد : هل لك أبناء غير محمود وهشام؟رواية

الأستاذ عادل: ولماذا دار هذا التساؤل بخاطرك؟

أحمد : لا إنى أريد فقط أن أعرف.

الأستاذ عادل: لا ليس لدى أبناء غيرهم.

أحمد : ولا بنات؟

الأستاذ عادل: ماذا تقصد؟؟؟ لقد أجبتك بأنه ليس لدى أبناء آخرين.

أحمد: أنا أسف ولكنى كلما مررت بجوار منزلكم أرى آنسة بالقرب من النافذة؟

غضبالأستاذ عادل ورد فى لهجة مقتضبة : ماذا تقول؟

رد أحمد مسرعا: هل تعنى أن التى تقف فى النافذة ليست إبنتك؟

الأستاذ عادل: لقد سبق وأن أخبرتك بأنى ليس لدى أبناء غير محمود وهشام.

أحمد : إعذرنى يا سيدى فقد ظننت أنها إبنتك………

سكت أحمد لبرهة ثم ذرفت عيناه بالدموع وأستطرد قائلا…

لن أخفى عليك سراً يا سيدى فقد أحببتها.

فرد عليه الأستاذ عادل متعجباً: الآن فقط فهمت لماذا كنت تسأل……

أنا أسف…………!!!!!!!!!!!!!!

سأخبرك بالحقيقة : لقد وقعت فى غرام شيء عزيز علي أتعرف ما هو؟

رد أحمد متلهفاً: لا أعرف أرجوك أخبرنى من تكون؟

فأجابهالأستاذ عادل بسرعة: إنها لوحة رمز الجمال.

لم يستطع أحمد إستكمال الحديث معه وذهب مسرعاً فقد وجد حبه معلقا على الجدارن أو بالأحرى لقد فقد ما إعتقد بأنه حبه الأبدي.

 – تمت –

بقلم أحمد صبري عفيفي

أضف تعليقك هنا