صورة من موقع almjrhnews

لكي لا تندثر موهبتهم، اصقلوها

بقلم: محمد الهلالي

منتخب شباب السعودية

سقطوا في البداية رغم ذلك نهضوا بسرعة البرق حيث أن لافتة افتراضية أمام أعينهم مكتوب فيها: لا وقت لديكم فالمنجز لا زال بين يديكم. وبالفعل قاموا سريعا و لم يكن يظهر عليهم أثر السقوط، فاستعدوا و ثابروا و اجتهدوا و عند قيام المعركة انتصروا بالأربعة.

ولم يتبقى لإجتياز المرحلة الأولى إلا معركة واحدة وكان الخصم فيها أشرس و أقوى من الخصمين السابقين، و لكن شبابنا لم يلتفتوا إلى من يكون الخصم فألحقوه بسابقه و أعادوه إلى دياره خسران أسفا، وانتقلوا للمرحلة الثانية وهي المنعطف الأهم، حيث أن خلفها كأس العالم فمن يجتازها سيصل إلى المحفل العالمي وهو المبتغى والحلم.

نهائيات كأس آسيا للشباب ٢٠١٦

بدأوا الإستعداد للمنعطف الأهم كما كانوا يفعلون وكان نصب أعينهم المونديال ولا غيره، حانت ساعة الصفر وبدأت معركة الحلم الذي طالما راودهم ولم يكن يفصلهم عنه إلا دقائق معدودة، و بالفعل انتهت المعركة وكان لهم ما أرادوا ( بتوفيق الله ) ثم بعزيمة شباب الوطن وعمت الأفراح و الليالي الملاح أرجاء الوطن.

ولكن طموحهم لا حدود له ولم يتوقف إلى هذا الحد، رفضوا الاحتفال والراحة بعد هذا الإنجاز و الحلم، وقالوا: نحن حققنا الأهم وبقي المهم، وطننا يستحق الكثير و نحن لدينا المزيد.

انتقلوا إلى مرحلة مربع الكبار و كانت أسهل من سابقتها حيث كان الخصم فيها أضعف من خصم المرحلة السابقة ولم نكن نخشى على شبابنا إلا من أنفسهم، كانت مرحلة دراماتيكية، لكنهم اجتازوها بكل ما فيها من تفاصيل.

لم يتبقى أمامهم سوى مرحلة النهاية ، هذه المرحلة لا يجتازها إلا فريق واحد و يكون هو بطل اللعبة، أعدوا لها العدة و ما استطاعوا من قوة، بدأت وكان شبابنا هو المبادر بالهجوم واستمر كذلك كان الأقوى والأقرب للفوز بينما اكتفى الخصم بالدفاع حتى أتت ركلات الحظ و التي بدورها أعطت حظها للخصم ولم تكن منصفة مع من كان يستحق الفوز! هكذا هو حال المستديرة، تدير ظهرها لمن يستحقها في بعض الأحيان.

منتخب السعودية للشباب

صحيح أننا خسرنا البطولة و لكننا كسبنا جيل المستقبل ورجال الغد لاعبين أصحاب قدرات هائلة و مهارات عالية لم أرى لها ماثلة في باقي المنتخبات المشاركة في تلك البطولة.

متى ما تعاملنا مع هذه الامكانيات التعامل الصحيح و عرفنا كيف نقوم بصقلها فسنراها في القريب العاجل في سماء آسيا تناطح السحاب – بعد توفيق الله طبعا -.

أتمنى من القائمين على هذه الفئة أن يهتموا بهذا الجيل الذي أبهر الخصوم و أمتع الجميع و أسعد المحبين وأن لا يندثر كما فعل جيل 2011.
كما أتمنى من المسؤولين و القائمين على هذا الجيل أن يقوموا بترحيل هذا المنتخب إلى الدوريات الأوروبية كما تفعل اليابان و كوريا و أستراليا والصين التي بدأت تتبع هذه الطريقة أيضا، لكي يتعرفوا على الاحتراف الحقيقي و ليس الورقي كما عندنا، و هذا ما طالبت به في أكثر من مقال سابق أما بقائهم في دورينا فأعتقد أن مصيرهم كمصير من سبقهم.

بقلم: محمد الهلالي

أضف تعليقك هنا