أبناء الصمت – بناء جيل يمكن أن ينتصر

أيها الإخوة الكرام فى كل العالم الكبير , أكتب اليوم سطورا حز فى نفسي كتمانها , وصرخة ألم وأمل , ألم على صمتنا وأمل فى أبنائنا .

إن أكبر عقوبة للإنسان أن يحرمه الله منه , وذلك لأنه حرم نفسه ابتداءاً من الله , والجزاء من جنس العمل , فكما نشاهد فى الأفلام الأجنبية التى تصور لنا معيشة مجتمعات بعيدة عن الله نعتقدها نحن سعيدة وهانئة , نجد ألوانا من الكبت والقلق والخوف والفراغ القاتل وسرقة وقتل ورغبة فى القلب يسكتها العقل فى الوصول إلى الحق والى الله, ما تزيدهم هذه الرغبة المقيدة إلا هما وغما وحزنا وكآبة على الوجوه وضيقا فى الصدور وهروبا من النفس فى أشكال الرقص واللهو والغناء والمتعة ما تلبث إلا أن تتركهم أكثر حيرة وأكثر هما وأرغب فى الانتحار والخلاص إلى المجهول حتى ولو كان هذا المجهول نارا تستعر .

وحين نواجه نحن أمة الحق فنونا من القتل والظلم والتشريد وخراب الديار فهذا هو العدل والرحمة على وجهها وغير ذلك فهو العبث بعينه , فالكل لابد أن يذوق من كأس المخالفة لأن النعمة لو شملت المخالف أفسدته وصدته عن الطريق أكثر ولكن العقوبة لو طالت المستقيم رفعته وزادته يقينا فالضربة التى لا تقصم ظهرك تقويك , فلا ضرر إذا من البلاء الشامل الذى تتمحص فيه الضمائر , إنما الضرر يكون بالنعمة التى تنسى المنعم ويستمرئ بها المخالف المخالفة .

الأسرة والعائلة والمسجد لابد لنا من جسد جديد بمناعة جديدة قوية تعرف ميكروب المرض جيدا ولديها مضادات ذاتية فتاكة

ما الحل إذا ؟! أقول أنه لابد لنا أن نجتمع من جديد فى حضن الأسرة والعائلة والمسجد , نجتمع لنتذكر الفضائل نجتمع لنحى القيم والمبادئ من جديد نجتمع لنتذكر وندرس ونحلل أسباب الهزيمة ونتقوى على الوقوف ومواصلة السير , إني أرى والكل يرى أن هذا العالم بطريقة أو بأخرى يضطره الله إلى دينه .

إننا اخوانى نسير حتما ورغما عنا إلى الله , فلماذا إذا سقطنا وكيف ؟!!! أقول لقد طعننا الباطل بحربة مسمومة سرى سمها فى جسد هش ضعيف أضعفه حب الدنيا وكراهية الموت فلم تقوى الأجسام المضادة على المقاومة وبعد صراع طويل لفظت المناعة أنفاسها الأخيرة , فها نحن نعيش اليوم أمواتا , أجساد بلا روح ولا معنى ولا غاية .

إذا لابد لنا من جسد جديد بمناعة جديدة قوية تعرف ميكروب المرض جيدا ولديها مضادات ذاتية فتاكة , وهذا الجسد أيها الإخوة هو جيل جديد نقى شرب من النبع الصافى فقط , جيل لا ينهزم ولا يعرف التطبيع , جيل يعبد الله على هدى من الله ويقوم بحقوق الله ويستحق نصر الله .

جيل النصر

هذا الجيل سينتصر بإذن الله ولكن كيف والآباء نحن شباب اليوم غير مربون ولسنا على قدر المسئولية أن نصنع مثل هذا الجيل , اخوانى لابد لنا أن نشارك فى صناعة مشهد النصر ولو فى الكواليس , نحن شباب اليوم قبل أن نتزوج وقبل أن نخوض غمار الحياة يجب أن نتعلم ونقرأ ونربى أنفسنا وننطلق إلى الحياة الحقيقة بعيدا عن شاشات التلفاز والنت والفيس يجب أن نعيد أيام الطفولة التى يشتاقها كل أحد فينا , يجب أن نحب حياتنا ونزرع الأمل فى النفوس من جديد , ارفع رأس يا أخى فأنت حر , ارفع رأسك فأنت مسئول عن العالم كله .

ابدأ من الآن , قم واغسل وجهك وازأر من جديد , اخوانى بالأمل والعمل نحيا من جديد , وإلى لقاء آخر إن شاء الله , أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا

د. محمد فرحات

طبيب أسنان من مصر

كاتب عربي - مصر