تباكي النواب على تخفيض منحتهم ونفاقهم السياسي

تَّخفيض منح النواب بحوالي 50 بالمائة بعض النواب المحسوبين على تيَار المولاة إدعىّ أنهُ من كان وراء صُدوره

-أحدثَ قرار تخفيض قيمةِ منحة نهاية العهدة المقدَّرة تقريباً بأكثر من 260مليون سنتيم من طرف الأمانة العامة لمجلس الشعبي الوطني، حالة من الاستياء والتَّذمر الشديد لدى أغلبية النواب في البرلمان وفي كلا الطرفين أي السلطة والمعارضة،رغم أنَ قانون المالي التَّكميلي لسنة 2017 والذي هناك مطالب شعبية كبيرة وعرائض تطالب بإلغاء بنوده لأنَه مجحف وفيه الكثير من الضرائب التي ستثقل كاهل الشعب المسحوق، قرار التَّخفيض لمنح النواب بحوالي 50 بالمائة جاء بعد أن رأت السُّلطة فيه قارب نجاة لها من المطالبات الكثيرة والأصوات التي تعالت مؤخراً بتخفيض أجور ومنح كبار المسئولين في الدَّولة وهناك من طالب بالتخلي عن منحة نهاية الخدمة لكبار المسئولين في الدولة وذلك ما سيوفر مستقبلا مبالغ خياليةً كانت تصرف من أجل تغطيتهاَ.

-نواب البرلمان الذين من المفروض قانوناً ودستوراً أن يعكسوا مطالب الشعب الذي انتخبهم، هذا على حسب أقوالهم وبالتالي عليهم أن يكونوا قدوته في التَضامن الاجتماعي معه وكان عليهم لو كانوا فعلاً يحملون ضمائر وطنية تنبع منَ الإرادة الشَّعبية التي يدَّعون زورا وبهتاناً تمثيلها، وأعترفُ أن هذه الخطوة التي اتخذتها السُّلطات العليا في البلاد كانت ذكية ومدروسة بعناية وخاصة أنها جاءت قبل أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية المقررة في النصف الثاني من العام القادم بإذن الله، ورغم معارضتي الشَديدة لكل القوانين التَّقشفية التي جاءت بها والتي لم تمس أركانها وكبَار وزراءها وغيرهم، واللافت في الأمر عدا طبعاً هروبُ العديد من النواب من مواجهة كاميرات الإعلام التي أرادت سؤالهم عن تبعات هذا القرار وتداعياته على أحزابهم وعليهم شخصياُ، وهذا يدلُ على مستوى غياب أدنى شعور بالمسؤولية السِّياسية أو حتى ثقافة الممارسة البرلمانية.

نواب ادّعو أنهم كانو وراء قرار تخفيض منح نواب الجزائر

-وفي نفس السياق حاول بعض النواب المحسوبين على تيَار المولاة استغلال صدور هذا القرار استباقياً حتى أن بعضهم ادعىّ أنهُ من كان وراء صُدوره، لأنهم من أصحاب المليارات طبعاً التي حصَّلوها من قروض البنوك والصَفقات المشبوهة طول 5سنوات مستغلين الحصانة البرلمانية التي كانت لهم، وهذا ما أثار حِنقَ وغضب زملاءهم حتىَّ داخل نفس التشكيلات الحزبية التي ينتمون إليها، لأن هؤلاء رغم رواتبهم العالية والتي هي حلمٌ بالنسبة لبقية أفراد الشعب يرون أنفسهم (زواولة) بالنسبة لهم، وهم بحاجة ماسَّة لهذه المنحةِ كاملةً وغير منقوصة فيما الفقر قد بلغت نسبهم أكثر من 30بالمائة في صفوفِ الشَّعب.

-كل ما حدث يؤَّكد شيئاً واحداً فقط، هو حجم النِّفاق السياسي والتَّلون كالحرباء بالنسبة لطبقة السِّياسية الوطنية، ونوابها ليسوا استثناءًا مادام تغيير الأماكن على حسب المصالح هو لغتهم التي يفهمونهاَ ويتعاملون بها فيما بينهم حتى أصبحت بمثابة شفرات سريَّة لا يحسن غيرهم فكَّ أكوادها المشفَّرة.

أضف تعليقك هنا

عميرة أيسر

كاتب جزائري