مريض مصر بين ظلم الدولة وضمير الأطباء

مريض في مستشفى حكومي

أخي القارئ أسألك سؤالاً : أين يذهب مريض يتلوى من الألم جاء إلى مستشفى أو وحدة صحية فى مصر يتأمل فى طبيب يريح آلامه وعلاجاً مجانيا يخفف بعض آلامه , أين يذهب هذا المواطن المسكين وذاك الطفل الذي أتعب أبوين اضطرتهم الحاجة وضيق الحال أن يذهبوا إلى مستشفى حكومي مع أنه حق لهم أصلاً , إلى من يلجئوا والطبيب قد اعتاد الاستهتار والغياب طالما أن يوقع له كل يوم حضور فأصبح بحق الغائب الحاضر ومع الوقت انعدم لديه الوازع الذاتي , تعالوا بنا نلتفت قليلاً إلى جذور المشكلة فهيا بنا إلى سطور جديدة نريح فيها كلاً من المريض المسكين والطبيب المعذور .

أيها الإخوة الكرام مع احترامي لسائر المهن فالكل يخدم الحياة وكلٌ خلق لغاية , لكن مهنة الطب هى أسمى المهن الإنسانية , لأن كل مهنة تسمو بسمو بضاعتها وبضاعة الطبيب هو الإنسان الذي كرمه الله واصطفاه على سائر خلقه.

معاناة ليصبح طبيب، ومعاناة في مهنة الأطباء أين يذهب مريض يتلوى من الألم جاء إلى مستشفى أو وحدة صحية فى مصر ؟

والطبيب الذى عانى كثيرا فى دراسته وأنفق عليه الأهل كل غال ونفيس وهو الذى يستحق كل تقدير ورعاية , خرج من رحم الأهل وخرج إلى جهنم الحياة فى مصر – لولا أن الله يسترنا – فضلا عن ظروف خاصة قد تكون أكثر سوءا بالنسبة للبعض , أنا طبيب وأٌقول لأخى الطبيب : أعلم انك مظلوم ومهضوم حقك مقارنة بغيرك ممن لم يتعبوا تعبك وممن عجزوا عن حمل ما حملت من الأمانة والمسئولية وأراحوا عقولهم وصدق فيهم قول الشاعر :

أأبيت سهران الدجى وتبيته نوما وتبغى بعد ذاك لحاقى

ولكن هذا البيت تستطيع أن تعرفه فقط وحصرياً خارج حدود الدولة المصرية , لكن فى مصرنا الحبيبة العكس هو القاعدة فتجد من لا حظ لهم إلا الواسطة والمحسوبية ( فى الأغلب ) فى قطاعات البترول والكهرباء والبنوك والقضاء والاتصالات يغرفون هذا فضلا عن حيتان مصر فى القطاع الخاص , أما بقية قوى الشعب من الموظفين الغلابة الأطباء والمعلمين وغيرهم فأحياناً تتذكرهم الحكومة ولكن كحقل تجارب لقرارات خرقاء من رجال خرق ولا عزاء للعبيد.

ومع كل هذا أخي الطبيب أو الموظف عموما أقول لك: أن الحق أحق أن يتبع، فإن عليك واجب ينبغى أن تؤديه ما دمت قبلت بهذه الوظيفة وإلا فلتتنحى جانباً ولا تزيد مصر تخلفاً فمصر تستحق أن تتقدم , لكن بحكم عملى كطبيب فأقول لك : يجب عليك أن تؤدى عملك بكل إخلاص وأمانة وأن تحضر فى المواعيد وأن تلتزم بالحضور ففى انتظارك مريض ينتظر منك كلمة تريحه أو دواءاً يخفف ألمه وفى رقبتك مسئولية أمام الله وفوق هذا أصلح حالك هنا يصلح الله حالك هناك وصدقنى سيبارك الله لك فى عملك الخاص , أنا أعلم أنك تعانى وأن ما تتقاضاه من الفتات لا يتناسب ودورك العظيم , لكن غير مسموح للفاسدين أن يفسدوك ولا للمنافقين أن يخدعوك وليس مسموح لأي أحد أن يظلم مصر ويظلم دينه وأمته ابتداءاً , مسموح لك فقط أن تقلد وأن تقتدي بمن يحبون بلدهم ويعرفون ربهم.

لخدمة طبية أفضل

أخي الطبيب إن كنتم عددا فقسموا الأيام بينكم وان كنت واحد فعلى الأقل حدد للناس أياما تأتيهم فيها وتستمع إلى شكواهم ترضى فيه ربك وترضى فيه عن نفسك وحياتك.

إخوانى الكل يشتكى ويدعى , يشتكى الفقر ويدعى التقوى ووالله لو فتشنا فى أنفسنا وحياتنا لوجدنا أننا سبب الشكوى فهلا راعيتم الله , هيا بنا يأخذ بعضنا بيد بعض ونمضى إلى الأمام ولنبتسم ولنتناصح بكل حب وإخلاص وليملأنا الأمل أن الغد أفضل وأجمل إن شاء الله , رجاءاً قبل أن تخرج من البيت أيقظ الضمير وخذه معك وأسمع له متكسفهوش , بالعمل والأمل نحيا من جديد – ان شاء الله , أحبكم فى الله وإلى لقاء آخر بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا

د. محمد فرحات

طبيب أسنان من مصر

كاتب عربي - مصر