دردشات في العالم الإفتراضي، إدمان السوشيال ميديا!

إدمان السوشيال ميديا لدى تعساء الحظ

أبتدئ حديثي ببعضٍ من الأسئلة الوجودية من ضمنها ، “هل إدمان السوشيال ميديا لعنةً تصيب تعساء الحظ ؟! ، أم أن النشاط علي مواقع التواصل الاجتماعي ينم عن شخص إجتماعي محبوب لا يسعه سوي التواصل مع الآخرين ؟! ، أم و هل هو شخص انعزالي ناقم علي الحياة كاره للتواصل الفعلي و لا يجد نفسه سوي في هذا العالم الافتراضي فيخلق لنفسه منه واقعاً زائفاً ؟! .

من ثم هل يسعني الآن الاتجاه إلي نظرية المؤامرة و الاعتقاد بأن السوشيال ميديا ما هي إلا أداة لنزع الوحشة و الغربة بين الأفراد!، إن من أطلق عليها مواقع التواصل فقد المنطق و الحس ، فهل يمكنني أن اقترح تغيير اسمها إلي مواقع “التباعد و الانفصال الانعزالي “؟ ربما تتسآل لِم كل هذا الهجوم عزيزي القارئ ، أراهن أنك تقرأ هذا الكلام بعينٍ واحدة و تتابع (إشعارات الفيسبوك ) بالعين الأخرى.

قد تأتي إجابتي نتاجاً لما لاحظته بين فئة كبيرة من مستخدمي مواقع “التباعد” كفيسبوك و إنستجرام و تويتر و غيره ، من إهتمام مبالغ فيه بمستجدات هذه المواقع وأخذ الموضوع بجدية مريبة ، إهتمام قد يصل إلى:

خطوات يتخذها مستخدمو مواقع التواصل فيسبوك وتويتر وانستجرام في التعامل مع الاصدقاء 

  • عقاب أحد الأفراد المتخاصمين للآخر هو الـ “بلوك Block “ و أحياناً “إلغاء الصداقة Unfollow” ، و هو الحل الذي يعتبره البعض أقل حده أو حين يكون أحد المتخاصمين طيبا متسامحاً ، و ما لاحظته و قد أذهلني هو
  • لجوء البعض إلي الامتناع عن “الإعجاب Likes” بمعني أنه إذا تخاصم فردين لا يبدون أي إعجاب بـ “المنشور Posts” أو صور أو أي تفاعل من أحد الطرفين ، كنوع من أنواع العقاب أو إبداء الغضب.
  • والأدهى من ذلك هو قيام الأفراد المتخاصمين بتأليف “مناشير posts ” مهاجمة ، مستنكرة ، غامضة ، مهينة للطرف الآخر دون ذكر أسماء و إنهائها بهاشتاج #مقصودة في جو من الغموض و التشويق و إثارة المتابعين لمعرفة تفاصيل النزاع .

ربما يتسم كلامي بالعِدائية و الهجوم ولكني في موضع لا يسمح لي بانتقاد السوشيال ميديا ككل ، لأنني من مستخدميها و ممن لا يستغنون عنها ، و لست هنا بصدد أن أناقش فوائدها ، و لا تطورها إلي غير ذلك من تلك الجوانب العلمية !

لكني في موضع تعجب ! ممن يخصصون جزءاً كبيراً من وقتهم و تفكيرهم و اهتمامهم لمتابعة تصرفات الآخرين .

وأنا هنا في محل استنكار ممن يكون موضع نقاشهم هو “منشور post” نشره فلان بالأمس علي فيسبوك ، و انزعاج وإستفزاز ممن يستنزفون وجودهم في عالم غير واقعي يتسم فيه الكثير من الأشخاص بالزيف و التصنع .

وفي ختام حديثي أتوجه بالحث للكثيرين بأن يستغلوا وجودهم و فكرهم و روحهم في التواصل الفعلي ، وأن يمتلكوا الشجاعة و القوة للمواجهة بأن يعزلوا فكرة الانعزال و يواجهوا العالم الحقيقي الذي بالرغم مما فيه من سيئات لن يطردنا يوماً إذا انقطع عنه الـ “واي فاي WIFI”.

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا

عماد بخيت

كاتب وناشط إعلامي