أقنعة اسقطتها حلب !

معركة حلب

لا زلت اصر على إن الاماكن والوقائع الاشد حلكة هي التي يبدأ بها او بعدها التغيير وذاك الذي جرت به العادة والسنن التاريخي لكل مسائل التغيير فحلب حتى وان اصبحت تحت السيطرة الكاملة للنسخة غير الكاملة من الاسلام “الشيعة” وفيروساته الطائفية فان ذلك لن يغير القوانين الكونية ولا السنن الرباني في التغيير ولكن معركة حلب وصرخاتها كما المعارك المفصلية والفاصلة في التاريخ لا بد من فضح للمواقف وتحديد المعسكرات التي تتداول القضية ونحن في هذه الفترة الحالكة السواد والشديدة الضنك امام مواقف ثلاثة:

٣ مواقف من ما يجري في حلب ولا يمكن ان ننتقل الى مرحلة التمكين وهناك قلوب لما يدخلها الايمان ومن يقيس الامور بمادية ويرى ان من يملك الأسلحة هو الغالب فقط

موقف أرامل الأنظمة من حلب

اما الموقف الاول فهو موقف النائحات المستأجرة وأرامل الانظمة الذين يرون شروق الشمس فبركة اعلامية ومؤامرة كونية واستهداف متعمد للجنة الوارفة الظلال تحت حكم الطاغية فهؤلاء يجب تصنيفهم كالأنعام بل اضل سبيلا حتى وان تزينت الاسماء بالألقاب السابقة لها من دكتور وبروفيسور وممانع ممايع مقاول مقاتل بالوكالة.

فانك تتجول بين صفحاتهم ومواقعهم فتجد شغلهم الشاغل اثبات انه ما من دماء مسفوكة او اعراض منهوكة ولا اراض محروقة وإنما فبركات لتيار اخر في الوطن العربي او العالم ككل وهؤلاء لا يمكن المرور مرور الكرام ولا حتى اللئام عنهم بل لا بد من محاسبة الشريك الشحيح الدقيق لكل حرف يقولونه او يروجونه له وقد برع الكثر في وصفهم الدقيق لهؤلاء ووصلوا الى الحديث عن تلافيف ادمغة هؤلاء حتى ان البعض يعتقد ان اللاوعي عند اتباع الانظمة لا يتسع لشيء سوى التسحيج كلاما والتشبيح فعلا.

والتكرار الببغاوي التبريري لكل مجزرة يقوم بها الطغاة وينضم لأرامل الانظمة بقايا اليسار العربي العفن وما يمكن تسميته بأصحاب اوهام القومية الذي انشئت لهم قنوات فضائية خاصة ليمارسوا العهر الفكري دون محاسبة او مقص رقيب ولا ندري عن أي ثورية او تقدمية يتحدثون وهم يبررون للتغول الروسي في المنطقة، وكيف يفسرون وقوفهم مع دولة الملالي الايرانية وهم يقولون ان التدين رجعية وتخلف وأفيون للشعوب؟

لقد كشفت معركة حلب الاخيرة زيف هؤلاء وعمق عدميتهم وان افكارهم وتنظيرهم ليست إلا خزعبلات يجترونها امام اتباعهم في قطعان الممايعة والدعارة السياسية، وينضم لهذا الصنف تيارات اسلامية ثانوية من ناحية الفكر لم تتخذ الى الان موقفا ينسجم مع ما كنا نسمعه منها من تنظير وفقه ملفق، وهؤلاء تحديدا ارامل المال الشيعي الطائفي البغيض وأي موقف منهم فيه نوع من انتصار لشعب مظلوم تنقطع عنهم الاعالة المالية وينتهي وجودهم فكل المذكورين سابقا يجب ان يتخذ معهم في الحياة الواقعية موقف المفاصلة التامة الحاسمة ومن يلوك فرية الرأي والرأي الاخر فليذهب الى حيث القت ام قشعم.

موقف الانظمة العربية المتبقية من حلب

اما الموقف الثاني فهو موقف الانظمة العربية المتبقية الرسمية والذي لا يعلو فوق مستوى قلق بان كي مون ولا حتى يصل الى القلق الشديد الذي يشعر به الاتحاد الاوروبي.

والغريب ان معظم التصريحات جاءت في سياق يجب العمل من اجل ما يحدث حلب ومن المطالب بالعمل؟ من الذي يغلق الحدود؟ من الذي لا يستقبل الفارين من جحيم النرجسي النصيري؟

ان كانت الانظمة تطالب غير القادرين على العمل وتمنع أي تحرك بحجة الحفاظ على الاستقرار في البلد وتطلب من المجتمع الدولي القلق دوما ان يقوم بدوره فمن يقوم بدور انظمة العروبة الحاكمة ؟ ربما يصل الامر الى الاعتذار للصفحة عن تسويدها بذكر هؤلاء ولكن للتاريخ يجب ان يسجل موقف هذه الانظمة المتهالكة لأنه اخس وأنذل من مواقف ملوك الطوائف اخر ايام الحكم في الاندلس.

فلقد رأينا عجبا عجابا بدءا من فتح الغرب ابوابه وان بنسبية للنازحين واللاجئين في حين بعض بلداننا العربية تغص بالأجانب والاسيوين ولا تسمح للسوريين بدخول اراضيها فيا له من امر في القياس بديع وينضم لمعسكر الانظمة المتهالكة احزاب الكلام المعارضة ومنها حزب اسلامي ما ترك الانظمة وترهاتها وفظائعها وانهال على بلد ما لأنه لم يتدخل عسكريا في حلب وهو حزب برع في الكلام دوما ضد الفاعلين وان نسبيا وأثار قضايا المريخ في عطارد.

تماما كذلك الفقيه الذي سخر منه حجة الاسلام ابي حامد الغزالي عندما قام الفقيه بالدخول على طاغية ما لينهاه فما كان منه إلا ان قال للطاغية “اتق الله وتنزه من البول ” وهذا ينطبق تماما على ذلك الحزب وحتى لا يكون الامر رمزا فان هذا الحزب ينهال على اردوغان سبا وشتما ويرى ان تركيا تنحاز لمصالحها لا لمصالح المسلمين، وهنا من باب التأكيد فلا بد من تقرير بعض الامور اولا اردوغان مع الاحترام ليس خليفة للمسلمين وليس إلا حاكما لبلد اسلامي بنسبية ما، ولقد ارتكب حسب ما اعتقد بعض المبالغات المجحفة في التعامل مع معارضيه بعد محاولة الانقلاب عليه وعلى الحكم المدني في تركيا.

وهذا ينقلنا للأمر الثاني بما اننا اتفقنا انه ليس خليفة للمسلمين وانه حاكم لبلد اسلامي مجاور فهو حتما سيعمل لصالح بلده وهذا تشرعنونه لطغاة بلادكم وهم يعملون مصالح بلدانهم فكيف تعيبونه على حاكم فتح باب بلده للنازحين من سوريا وعاملهم بكل احترام ؟ ويسجل للتاريخ ايضا ان تركيا وان بنسبية كانت احن على العرب من اخوانهم الذين يتحدثون عن الام الشعب السوري ويمنعونه الدعم والسقف والأمان وربما يدعمون بعض المليشيات التي تعمل لصالحهم وصالح النظام النصيري فكانت تركيا وفعلت ولو سلمنا لكم انها تقدر على المزيد فأين قليلكم انتم؟ هلا كففتم السنتكم وترهاتكم ومزاودتكم ؟

موقف المحترقين بنار المواجهة في حلب

والموقف الاخير هو موقف المحترقين بنار المواجهة في حلب وكل سوريا وهم في بيوتهم يتقلبون في مضاجعهم وهم يلهجون بالدعاء الممزوج بدموع الخوف على مصير اخوانهم وان لم تجتمع الابدان ولكن تآلفت الارواح، ومن هؤلاء من كان في ايمانه نوع من الهنة والخلخلة فبدا يبث ما يشبه فقدان الامل واليأس الكامل وظن ان الصفويين والروس والنصيريين وكلاب الطوائف في المنطقة قد صاروا الامر الناهي، وان الارض لهم ناسيا ان المكر المتحدث عنه في القران يجب ان يصل منتهاه ليمحص الصف وليعلم الله من يعبده على حرف ومن لا يتزحزح الايمان في قلبه مثقال ذرة.

فان لكل قول حقيقة ولا يمكن ان ننتقل الى مرحلة التمكين وهناك قلوب لما يدخلها الايمان وهناك من يقيس الامور بمادية مطلقة ويرى ان من يملك العتاد والأسلحة هو الغالب فقط، ولا بد من تمحيص للصف بحيث تكون الوجهة الحقيقية لتغيير الانظمة والثورة عليها الاجتثاث الكامل لشجرة الباطل، ومن ظن ان المعركة مع الباطل نزهة بلا دماء وأشلاء وتضحيات فهو واهم واهن وليبحث له عن فكرة اخرى.

لقد كشفت حلب زيف البعض ومحصت معدن البعض الاخر، وربما يظن البعض ان في الكلام السابق مبالغة او اماني، ولكن التاريخ يقول ان حلب كانت دوما بوابة التغيير الجارف المنهي للباطل المتغول، حتى وان كان اسم ذلك الباطل روسيا او ايران او دول الممايعة او ارامل الانظمة ولتعلمن نبأه بعد حين ولكنكم تستعجلون.

فيديو المقال

http://bit.ly/2gC8mKF

أضف تعليقك هنا

مروان محمد ابو فارة

مهتم بالحالة الفكرية للأمة
أبلغ من العمر 35 عاما
أمضيت في سجون المحتل الصهيوني عشرة أعوام
أحمل شهادة البكالوريوس في المهن الصحية تخصص تمريض
من فلسطين المحتلة