الباحث توفيق زعيبط بين الوهم والحقيقة التائهة؟

الباحث توفيق زعيبط

المُتابع لسَّاحة الإعلامية الجزائرية حالياً يلاحظ تكرار اسم يصنعُ الحدث على الساحة حالياُ، طبيب قسنطيني شابٌ درس في أوروبا وعاد إلى بلده رغبة منه في المساهمة بأبحاثه العلمية وتخصصه في مجالِ طب أمراض الجلد وغيرهاَ، في النهوض ولو جزئياً بمجال تطوير البحث العلمي في المَجال الطبِّي وصناعة الأدوية.

فهذا الباحث الجزائري الشاب الذي يريد النَّجاح والتفوق في مجاله،وأنْ يجعل الجزائر واحدةً من البلدان المتقدمة طبياً في إنتاج علاجات لفيروسات وأمراض مستعصية تلازمُ المريض طوال عمره،”كالصَّدفية وأمراض السُّكري”، علاجه الذي طرح في الأسواق تحت اسم -رحمة ربي-، والذي أثار جدلاً ولغطاً وأسال الكثير من الحبر إعلامياً، وأشرآبت إليه الأعناق وتطاولت من المختصين والباحثين والمرضى وحتى من الفضوليين.

أبرزَ هذه العلاجات التي تساعد مرضى السُّكري في التأقلم معه وربما التخلص منه نهائياً في المستقبل القريب، وكالعادة بدل أن يتلقى الدَّعم والتشجيع من طرف الدَّولة الجزائرية ووزارة الصحة، وكذا وزارة التًّعليم العالي والبحث العلمي تٌرك وحيداُ يصارع أمواج بحر متلاطم الأمواج، وكادَ أن يتحول حلمه في مساعدة ملايين المرضى إلى مجرَّد وهم وسراب يحسبه الظمآن ماءاً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً مذكوراً.

لم يقف الأمر عند هذا الحدّ بل تعداه إلى حملة ممنهجة قادهاَ أباطرة مافيا الدواء ومن يتحالف معهم في الداخل والخارج لتثبيطه واستخدموا منْ يواليهم في الإعلام والصُّحف وحتى في أوساط الجمعيات والنقابات الطبية التي واقع مستشفياتنا الكارثي أكبرُ دليلٍ على أنَّ لا علاقة لهم بالقطاع لا من قريب ولا من بعيد.

البروفيسور الجزائري العربي صنهاجي

الطبيب الجزائري الموهوب ما هو إلا عيِّنة صغيرة عن أطباء جزائريين كثر وفرت لهم دول متقدمة هاجروا إليها الإمكانيات الأزمة فَنبغوا وتفوقوا وبزُّوا نظرائهم الأجانب وتفوقوا عليهم، منهم على سبيل المثال لا الحصر البروفيسور الجزائري الذي يعيش في فرنسا “العربي صنهاجي” الذي يُعتبر أول عالم استطاع أن يفكَّ شيفرة فيروس الايدز ويجعله تائها داخل الجسم البشري لا يعرف ماذا يفعل؟

الطبيب الجزائري إلياس زرهوني

بالإضافة إلى العالم والطبيب الجزائري “إلياس زرهوني”،الذي هاجر إلى أمريكا وعمره لم يتعدى 24سنة ليصبح مدير عام المجمع الطبي الأمريكي الذي يضم أكبر المعاهد الطِّبية المتخصصة ويكون مسئولاً عن أزيد من 27آلف باحث من خيرة العلماء والباحثين والمختصين في الطب هناك،وإذا كانت ميزانية البحث العلمي في أمريكا حوالي 28بليون دولار أمريكي فإن نصفهاَ يتحكم فيها ويصرفها على أبحاث فريقه العَامل معه. ويُعتبر المستشار الطبي الشَّخصي لرئيس أعظم دولة في العالم “باراك اوباما”.

تحطيم النُّخب الوطنية الشابة

أما السيِّد “توفيق زغبيط” الذي فضل أن يبقى في بلده التي علمته ودرسته وربَّته، وأن يعمل بوصية والده المجاهد والذي أوصاه بالبقاء في الجزائر، وأن ينفعها بعلمه وما من الله به عليه من قدرات فذَّة لم تعطى لغيره في هذا المجال ربَّما.

الحقيقة التَّائهة عن ذهن كل باحث جزائري يحاول أن ينفع بلده هي أنَّ المُشكل يكمن في عقلية من يسيطرون على مقاليد المؤسسات البحثية والعلمية في الجزائر والذين يفعلون المستحيل في بعض الأحيان من أجلِ تحطيم النُّخب الوطنية الشابة وفي جميع المجالات تقريباً،غياب رؤية ومنظور وسياسة وطنية مسطرة من أجل زيادة ميزانية البَحث العلمي وتطويره وتشجيع نوابغ البلاد وإعطائهم المَجال ليبرزوا إمكانياتهم ومهاراتهم كلٌّ في مجاله.

والبيروقراطية الإدارية المقيتة، هي من أهم الأسباب والعوامل في ما يتعرض له السيِّد توفيق زغبيط ومتأكد بأنه ليس سوى القمة التي تغطي جبل الجليد،وفي النهاية المؤلمة طبعا، فقد بقى دواء وخبرات طبيب جزائري عبقري بينَ وهمٍ اسمه دعم البحث العلمي وتطويره وحقيقة تائهة عنوانها الأبرز مكانة العلم والتَّطور الطبي في المنظومة السُّلطوية وحتى المجتمعية لجزائر ككل.

 

أضف تعليقك هنا

عميرة أيسر

كاتب جزائري