هذا ما نعتقده و نطرحه دون لعن أو سب

قال تعالى ( لا إكراه في الدين ) حرية الفكر وطبيعة الاختيار من الاوليات التي منحتها السماء للإنسان من الفكر و المعتقدٍ ، فبات الكل حرٌ دون قيد أو فرض على كل ما يختاره و يركن إليه فالحقيقة التي نراها من هذه الدلالات القرآنية بالإضافة إلى إطلاقها العنان لجميع الافراد في اعتناق أي مذهب لكنها في الوقت نفسه لم تترك المسألة عبثاً أو تخضع لقوانين العاطفة و الهوى بل قالت ( كل نفس ما كسبت رهينة ) مما يحتم على الانسان أن يزن الامور جيداً و يطيل النظر بما سيدونه في صحيفة حياته التي ستعرض غداً بين الاشهاد.

وفي عودة لما اسلفناه فان حرية الفكر و طبيعة الاختيار لابد و أن ترى النور وتكون تحت طاولة النقاش و الرد و الاخذ العلمي من قبل الاخرين وقد تدعو صاحبها إلى الدخول في المناظرات العلمية ليقف الجميع على مدى رصانة و قوة الطرح الذي يتبناه المتصدي للمناظرة و النقاش وحسب القوانين و الانظمة الخاصة بها و التي اجمع عليها المسلمون سواء في الماضي أو الحاضر وفي مقدمتها احترام رأي كل طرف وعدم القدح او السب و الطعن به مهما اختلف مع المتناظر الآخر فيبقى الدليل على ضعف او قوة الحجة او البرهان هي الاهم في حقيقة الدعوة موضع النقاش وهي الفيصل بين صدق أو كذب المدعي و الاساس المنطقي و العقلي.

فنحن نرى أن تنظيم داعش الذي ظهر على الساحة في الآونة الاخيرة يحمل افكار و عقائد و يدعو إلى دين التوحيد و كأن جميع الخلق لا زالوا في عهود الجاهلية وتسودهم قوانين و سنن تلك المرحلة المظلمة فجاءت تلك تنظيمات الارهابية لتنقذ البشرية من تبعية تلك العصور الخرافية ولكن تحت اساليب الوعد و الوعيد فهل يا ترى كانت دعاوى توحيدهم التيمي الخرافي الاسطوري كانت بالحسنى و الموعظة و المجادلة بالحسنة أم بسفك دماء و الجبر و فرض للرأي و تقيد الحريات الانسانية ؟ فهذه هي أهم مبادئ و قيم التوحيد و دين الدواعش الذين ابتكروا اساليب سفك الدماء و انتهاك الاعراض و تكفير كل مخالف لآراء و عقائد شيخ الاسلام ابن تيمية و شيوخه و أمرائه الامويين فكفروا الشيعة و الصوفية و المعتزلة و الاشاعرة وكل المذاهب الاسلامية بحجج واهية و دعاوى باطلة افتراءاً على الخلق اجمعين فأين هم من دعوات المرجع الصرخي الحسني التي اعيد للانسانية كرامتها و حقوقها في حرية الاختيار وعدم فرض قيود السب و الطعن بالقابل و احترام رأيه مهما كان مخالفاً حتى مع السماء فقال المرجع الصرخي في ذلك : (( نريد أن يحترم المقابل ما يطرحه الآخرون ، ما يطرحه الشيعة و غير الشيعة من صوفية و غيرهم و يكون النقاش ضمن الإطار و الطور النظري ، ونحن لا نلزم أحداً بل نحترم اختيار المقابل و عليه أن يحترم الآخرين )) مقتبس من المحاضرة (13) من بحث الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول في 24/12/2016 .

فلداعش نقول ليس الامر في الجبر و فرض الرأي بل بالمجادلة الحسنى وكما قالت السماء (و جادلهم بالتي هي احسن ) فانظروا و تفكروا ملياً بما فعلتم بالخلق هل بالحسنى و المجادلة الحسنة أم بسفك الدماء و زهق الارواح و استباحة الاعراض و تكفير الاخرين ؟

أضف تعليقك هنا