تصريحات دونالد ترامب العنصرية – هل هي نتيجة فوبيا الإسلام أو هي سياسة منظمة، اسلاموفوبيا

تصريحات دونالد ترامب – اسلاموفوبيا

تعد تصريحات الرئيس الأمريكي الجمهوري ورجل الأعمال دونا لد ترامب والذي يملك المؤسسة التي ترعى “مسابقة الجمال العالمية ترامب” الذي أطلق موجة من التَّصريحات النارية ضدَّ المسلمين والتي أثارت موجة من السَّخط والاستنكار داخل أمريكا وخارجها يوم كان مشرحاً لرئاسة استمرت حتى السَّاعة،فهذا الأخير الذي كان من أشدّْ المعارضين للحرب على العراق سنة 2003 والتي تصدى لها إعلامياً وسياسياً وشنَّ هجوماً قاسياً على الفشل الذَّر يع لبوش في العراق

انتقد أداء اوباما داخليا وخارجيا

والذي انتقد كذلك أداء حكومة اوباما في عدة ملفات ساخنة أبرزها الملف السوري وتعامل أمريكا مع الإرهاب في الشرق الأوسط إضافةً إلى مطالبته بإلغاء “قانون الرعاية – الصحية الأمريكي” الذي يعتبره عبأً على الخزينة الأمريكية الفدرالية ودعا كذلك إلى تقليص الدَّين العام، وعدم الاستدانة من بلدان يعتبرها من أعداء أمريكا كالصّْين التي أقرضت أمريكا لحدّْ ألان أكثر من 17 تريليون دولار وهو رقم ضخم جداً.

علاقة ترامب باسرائيل

هذا المرشح المعروف بعلاقاته الوطيدة من مع رجال المال والصحافة في بلد العام سام والذي تربطه مصالح عميقة اقتصادية مشتركة مع أهم قادة المنظمات اليهودية الداعمة لإسرائيل،”كأي باك” و”أصدقاء الجامعة العبرية “وغيرها من المؤسسات فحوالي 3600 مؤسسة و يهودية في أمريكا تقدّْم ما يربو عن 1 مليار دولار كدعم غير مباشر لإسرائيل وتمتلك ما مجموعة أزيد من 26 مليار دولار كأصول ثابتة ومؤسسات اقتصادية.

هذا غير حساباتها المصرفية التي لم تكشف عنها وهذا الرقم أزيد من ثروة “كازينوهات لأس فيغاس” مجتمعة وأكثر من أصول “شركة سي بي أس” التي تمتلك 29محطة تلفزيونية وأزيد من 129 راديو محلي في أنحاء البلاد وذلك حسب مقال نشرته “ذي جويش دايلي – فور وارد” ودونا لد ترامب الذي عرف بأنه ليبرالي حتى النُّخاع وارستقراطي جشع لطالما وقف في وجه “جون ماكين” في مجلس الشيوخ والذي يعد من أهم الزُّعماء التقليديين حالياً في “الحزب الجمهوري” الذي كان مرشح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008،وقد ذكر في مقابلة مع “لآري كينغ” الصحفي الأمريكي المخضرم في “برنامج لآري كينغ بوليتك” والحلقة كانت من فوق أعلى برج له في نيويورك، وتحدَّث خلالها في أزيد من 25 دقيقة عن مواضيع مختلفة أبدى خلالها امتنانه للسِّياسة الروسية في سوريا وخاصة في “الملف الكيميائي” سنة 2013 وإنقاذ بوتين لأوباما في تلك الفترة.

ترامب يركب موجة الإسلاموفوبيا

– وحسب العارفين بعقلية الرجل وخلفياته السياسية فإنهم يجمعون على أنَّه حاول استغلال موجة “الإسلاموفوبيا” التي تضرب أوروبا وانتقلت إلى أمريكا بعد أن ذكرت وسائل إعلام أمريكية ومنها قنوات “سي أن أ ن – وبي بي سي” أنَّ أحدَ منفّْذي الهجوم الانتحاري التي نفّْذ في كاليفورنيا وخلف مقتل أكثر من 14 شخصاً وجرح 21 آخرين كان امرأة، قد بايعت سابقاً تنظيم داعش الإرهابي الذي تحوَّل إلى حديث للصَّحافة العالمي.

وصور فيها وعلى لسان السَّاسة وخاصة في الدول العظمى وعلى رأسها أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وحتى روسيا بالوحش الكاسر الذي سيبتلع العالم الحر، رغم أن أعداد مقاتليه لا تتعدى في أحسن الأحوال 25 ألف مقاتل حسب تقارير استخباراتية مستقلة لأجهزة محترمة،ومنها المخابرات الإيرانية والشيشانية والروسية ولكن ولأنه كما ذكر الداهية “هنري كسنجر” يجب خلق عدو دائم للغرب حتى يستطيع الاستمرار، وتنتعش شركات صناعة الأسلحة والمركب العسكري الصناعي في أمريكا والعالم.

فداعش قد خلفت تنظيم القاعدة بعد انهيار الاتحاد السُّوفيتي وعندما سئِلت “مارجريت تاتشر” المرأة الحديدية ورئيسة وزراء بريطانيا سابقاً عن من هو عدوُّكم الأساسي بعد انهيار المعسكر السوفيتي قالت :بكل صراحة هو “العدو الأخضر” أي الإسلام، فرغم أن هناك العديد من المنظمات الإرهابية التي تنشط في العالم والتي تعتنق الكثير منها الفكر المسيحي “كحراس معبد الشَّرق القديم “و”جند بابا الفاتيكان” وغيرها إضافةً إلى منظمات بوذية هندوسية قتلت، ولا تزال مئات الآلاف في “بورما “ولا زالت ترتكب مجازر ضدَّ الإنسانية، نقلها النَّاشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مراراً وتكراراً ولكن ولأن الصهيوني “روبرت مردوخ ” إمبراطور الإعلام في العالم والشركات المتعددة الجنسيات وعددها 500 التي تحكم العالم اقتصادياً وتديره سياسياً ترغب بشدَّة في نفط الشرق الأوسط الذي يسيل لعابها منذ عشرات السنين وخصوصاً بعد اكتشافات مهمة منه ومن الغاز في شواطئ البحر الأبيض المتوسط ، وعلى مقربةٍ من دول عربية مسلمة في معظمها كسوريا ولبنان وحتًّى مصر . التي كشفت النقيبات الأخيرة أنَ بحرها فيها كميات ضخمة جداً من المادتين.

– فصنًّاع القرار في البيت الأبيض وحلف الناتو يعرفون ذلك جيداً، لذا يجب مهاجمة الإسلام الدِّين الرسمي لهذه الدول حتى ولو كانت في معظمها علمانية النظام السياسي، وإلصاق تهم الإرهاب بالشباب العربي الملتزم دينياً.وحتى من هاجر منهم إلى أوروبا يرفضه المجتمع الأوروبي ويحوله بدون إرادته إلى إرهابي حتى ولو كان لا يلتزم بأيِّ مظهر إسلامي فقط لأنَ أصوله عربية أو أحدُ والديه عربي مسلم أو اسمه يدل على أنَّه من أصول شرقية إسلامية.فدونالد ترامب الجمهوري اليميني المتطرف يحاول استغلال هذه المواقف والحرب على الإرهاب وعنوانها المخفي “الحرب على الإسلام السياسي” وتشويهه من خلال دعم أو خلق جماعات جهادية متطرفة ورعايتها وتوظيفها في الوقت المناسب،من أجلِ ضرب جهود التَّقارب الحضاري الإنساني بين مختلف الأديان السماوية والدفع بمزيد من الجيوش إلى المنطقة العربية من أجلِ احتلالها وإعادة رسم خارطتها، فالسؤال الذي يراود كل متابع لما يجري حالياً على السَّاحة السياسية العالمية ،لماذا؟ فجأةً ودون سابق إنذار أصبح الإسلام وأهله الخطر الأعظم الذي يتهدد الأمن والسلم الدَّوليين بعد أحداث سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد؟ دون غيرها من الدول؟.

– وهذا الحدث هو الذي كان السَّبب الرئيسي في فوز بوش والجمهوريين بولاية رئاسية ثانية وهو نفس السَّبب الذي أدى بعد أزيد من 14 سنة على حدوثه إلى فوز “اليمين المتطرف” وصعود نجمه سياسياً في دول كفرنسا، وبلجيكا، وهولندا على الأقل. فحادثة هجوم مترو الأنفاق في لندن وقبلها اسبانياً و حادثة أحداث باريس الإرهابية وقبلها “شارل أبدو” هي أحداث مرتبة من طرف جهة واحدة، أو أكثر من أجلِ تحقيق عدَّة أهداف أهمها زيادة الكره والحقد الغربي على المسلمين.

الخوف من انتشار الاسلام

حيث أنَّ كل التقارير والدراسات لمراكز بحثية مرموقة في أوروبا وأمريكا تقول بأنَّ الإسلام هو أسرع الديانات انتشار في العالم، وبأنه سيكون الدِّين الأول للبشرية بعد حوالي 50 سنة من ألان، ولأنهم يعرفون ذلك جيداً وكل قراراتهم السِّياسية مدروسة بشكل دقيق فهم يحاولون إعاقة ذلك من خلال اتهام قيمه ومبادئه بالإرهاب.

ولم يتحدَّث أحدٌ في الغرب عن إرهاب إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو إرهاب أمريكا التي قتلت أزيد من 2 مليون شخص هناك فقط.إضافة إلى جرائم “حلف الناتو” في ليبيا، واليمن، وسوريا وغيرها من الأماكن في مختلف دول العالم. التي تدخلت فيها عسكرياً وفي مرات حتىَّ بدون طلب إذن تلك البلدان أو حكوماتها فكل ما يحدث من تصريحات عنصرية لدونا لد ترامب هي اسطوانة مشروخة عزفت قبله من طرف “بول وولفوويتز” أو أمير الظلام و”بوش الابن” و”الجنرال ويسلي كلارك” وغيرهم حتى وإن كانت بطرق دبلوماسية ومبطَّنة أكثر ولكن المناخ السياسي السائد في بلد تمثال الحرية ألان والذي يرى في الإسلام تهديداً حقيقياً لطريقة عيش وثقافة المجتمع الأمريكي رغم أنَّه من أكثر المجتمعات عنصرية وتفرقة وإرهاباً.

اعلام موجه ضد المسلميين في أمريكا

– ولكي نفهِم كيف يفكر المواطن الأمريكي البسيط ؟ الذي لا يعرف شيئاً عن تعاليم الإسلام.ي جب أنْ نعي جيداً حقيقة بأن والعيب الأكبر فينا نحن أهله لأننا لم نقم بترجمة نصوصه وكتبه وإيصالها بشكل حضاري إليهم،ولم نقم بفتح وسائط إعلامية تشرح الإسلام بطريقة مبسطة وسلسة وتبيّْن وجهة النظر الأخرى التي ترفضها النُّخب السياسية الحاكمة في أمريكا لأنها تفضح كذبهم وتزويرهم وتدليسهم على الرأي العام الأمريكي. فمن المعروف بأن أحدَ الشعارات في أمريكا الرائجة في الثقافة الشعبية والموروث الثقافي لهذا الشعب تقول “نحن العالم”، وبالتالي لا يهم ما يجري خارجه. فالدراسات تؤكد بأنَ الشعب الأمريكي هو أكثر الشعوب الجاهلة بثقافة البلدان والدول الأخرى وتركيبتها الجغرافية أو الديمغرافية إذ أنَّه مجتمع استهلاكي ذو ثقافة نمطية منغلقة على الذَّات فكرياً إلى حدٍّ كبير.

الهجوم على مؤيدي القضية الفلسطينية

– وهذا ربما يفسر الهجوم الشَّرس وفصل العديد من الأكاديميين والكتاب وأساتذة الجامعات الذين ينتقدون السياسة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، أو يشكِّكون في أرقام المحرقة النازية أو “الهولوكست” أو حتىَّ ينتقدون أداء السياسة الخارجية الأمريكية، نفس الشيء ربما لمن ينتقد رموز الدّْين المسيحي وطوائفه رغم وجود ملا حدة، وعبدةُ الشَّيطان هناك .

الهجوم على من ينتقد هذا المنهج الدِّيني المسيحي أو يشكك به

ولكن قوة المجتمع المدني ومؤسساته المسيَّسة إلى حدٍ بعيد، والمنقسمة بين جمهوريين وديمقراطيين و التي تشنُّ حملات شعواء عن طريق جمعياتها وإذاعاتها وصحفها، ومن يمولها من رجال المال والأعمال والسَّاسة سواء في مجلس النواب والشيوخ على كل من ينتقد هذا المنهج الدِّيني المسيحي أو يشكك في أحد أركانه أو معتقداته.

التضييق على المُسلمين

وهذه الموجة قد زادت وبوتيرة متسارعة الخطى مؤخراً، ولكن بشكل سلبي إذ تحاول الكثير من المنظمات استصدار قوانين للتضييق على المُسلمين ومنع بناء دور عبادة خاصة بهم أو حتى منع الأسماء التي تدل عليهم في سجلات الحالة المدنية تمهيدا لإقصائهم سياسياً ومجتمعياً.

وربما ترحيلهم إلى بلدانهم التي جاؤوا منها على غرار ألاجئين اليهود في الحرب العالمية الثانية. فهل سينفذ دونالد ترامب تهديداته ؟بأنْ يجعل أمريكا بلداً خالياً من المسلمين مستقبلا والحدِّ من وجودهم فوق أراضيها ؟أم أنه سيتراجع عن سياسته الهوجاء عندما يستلم سدّة الرئاسة رسمياً بداية من العام القادم؟هذا ما ستكشف عنه الأيام والأشهر القادمة بالتأكيد وتميط اللثام عنه.

أضف تعليقك هنا

عميرة أيسر

كاتب جزائري