مسارات إجبارية للدولة المصرية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى : ١-المناورة، ٢-التمكين، ٣-الإنطلاق

اللحظة التاريخية التى تمر بها الدولة المصرية وما فرضتها عليها من تحديات ضخمة لم تواجه مثلها فى تاريخها على الاطلاق قد فرضت عليها السير فى مسارات محددة اجباريا حيث لا تملك فيها رفاهية الاختيار والتجريب ، سأحاول أن أُجمل بعضها بشكل مبسط من وجهة نظرى المتواضعة:

1- مسار المناورة :

هو المسار الذى نعيشه حاليا وهو أهم المسارات وأصعبها على الاطلاق .. فى هذا المسار تتم عملية استعادة الدولة المصرية المخطوفة من براثن الانحطاط الحضارى الداخلى الغير مسبوق على كل المستويات ، – الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والأخلاقية – الذى تعرضت له فى العهود السابقة بشكل عام بفعل الفساد والاهمال وغيره من عوامل داخلية متعددة الجميع يعلمها ، وبفعل عوامل أخرى خارجية كتغير خرطة السياسة الدولية ومشاكل وصراعات الشرق الاوسط عموما.

مسار المناورة يعنى العبور بسفينة مصر فى بحر متلاطم هائج الامواج الى بر الأمان فى ظل وجود قوى دولية واقليمية تريد أن تأخذ كل سفينة غصبا فمنهم من أُخذ غصبا بالفعل ومنهم غرق ومنهم من لا يزال يقاوم ، فما من حلول أمام قائد السفينة الا أن يعيبها مؤقتا ويدّعى اقتراب غرق السفينة وتحطمها الى أشلاء لمناورة تلك القوى حتى تهدأ الأمواج وترفق بالسفينة وصولا الى لحظة النجاة.

المناورة تتطلب التوازن بين القوى الدولية على جميع المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية وتحجيم العدائيات المتنامية ومجابهة التحديات واقامة التحالفات الاقليمية عربيا ودوليا.

المناورة تتطلب استعادة الاصطفاف الوطنى والسمو فوق الاختلافات السياسية ان كنا نبغى النجاة جميعا من الهلاك بوطن يقف على الحافة.
المناورة يتم فيها استخدام كل الوسائل المتاحة أهمها القوات المسلحة والهيئة الهندسية.
المناورة لمن يعى ويفهم تمضى على أساس براجماتى وذلك لقلة الخيارات المتاحة أمام من يناور.

2- مسار التمكين:

اذا استطاعت الدولة المصرية المناورة مع أعدائها فى الداخل والخارج وتمكنت من أدواتها جيدا وأمّنت لنفسها مخزون من الأمل وأسست لنشر العدالة الاجتماعية بمفهومها الحقيقى بين أفراد شعبها وأنجزت وعودها وحافظت على منجزاتها من محاولات اسقاطها فى المستنقع من قوى الشر فى الداخل قبل الخارج ، فقد ضمنت لنفسها مسار جيد ومؤسس لمرحلة الانطلاق.

3- مسار الإنطلاق:

يعنى ان الدولة المصرية نجحت وعبرت أخطر تحدى فى تاريخها على الاطلاق ويثبت قدرتها على ممارسة الصراع مع القوى المركزية الكبرى لتأسيس قوة صاعدة ناهضة على أساس متين وقوى ، وقوته ليست من فراغ وانما هى نتيجة لممارسة هذا الصراع على الأرض.
انها هى تلك اللحظة العظيمة التى نتوق اليها جميعا كشعب وتحاول قوى الشر منعنا من الوصول اليها.. لأن حدود قوة الدولة المصرية حال انطلاقها لا يمكن لتلك القوى أن تتنبأ بها وبالتالى صعوبة تحديد طرق التعامل مع تلك القوة الصاعدة التى قد تتمدد فى محيطها الاقليمى لتخلق شرق أوسط مصرى بعد تفريغه من دول وحكومات كنا نسميها مركزية.

أضف تعليقك هنا

محسن حامد

من مصر