موقع مقال موقع تواصل اجتماعي يتخذ من المقال وسيلة تعبير وتفاعل، وينتج فيديو عن كل مقال
ربما ترغب فى شئ ويمنعه الله عنك وربما أحببت شيئاً ليس من قيمتك , وسلكت طريقاً ليس من شأنك , وعشقت امرأة ليست لك , وذلك لأن ربك يحبك وأنت لا تشعر ويدبر لك وأنت لا ترضى ويدفع عنك وأنت لا تصبر ويعمل لصالحك وأنت لا تشكر .
سبحان الله الذى يقدر المقادير ويضع كل شئ فى موضعه ويزن كل شئ بالقسطاس المستقيم فلا تفريط ولا إفراط ولا وجود لتلك الرحمة التى تفتقد الحكمة ولا للعدل الذى يفتقد الرحمة , وهو الذى لا يغيب شئ عن علمه وهو العليم بخفايا الأمور وحقائق الأشياء ومكنونات الصدور وقيمة عباده .
بإمكانك أخى أن ترى نفسك من خلال سطورى وتتذكر موقفاً فى حياتك ساد فيه جهلك وبدت لك بعدُ حكمة الله فيه فطابت نفسك أن الله عافاك .
ربما تأتى إلى امرأة تحبها وعلقت فى هواها وتعلقت بشكلها وأسلوبها وضاقت بك الدنيا إلا أن تكون معها , فإذا قدر لك أن تعاملها عن قرب وتعاشرها عن كثب فترى إقبالها وإدبارها , ويلفحك مرة غضبها ومرة أنانيتها ومرة عصيانها , ورأيت منها من قبيح الفعال وجفاء الطباع ما كان – لولا الله – يرديك ويهوى بك فى جحيم الدنيا وربما أيضاً جحيم الآخرة – وأنت من أنت فى قومك وبين الناس – فاعترف بجهلك وتواضع لربك وأسلم قيادك لمولاك .
هو الوحيد الذى كان حين تخلى عنك الناس معك وكان يدبر حين كنت تعصيه أمورك , ولطالما أحبك وأنت تفر منه ويقترب وأنت تبتعد عنه ويضمك وأنت تتفلت من بين يديه , وهو أيضاً من لو يشاء لنساك ( بالمصري : رمى طوبتك ).
أقول لك ربك وحدك من يستحق حياتك والذى يأتي فقط من طريقه ما يستحق من بين الأشياء اهتمامك , والذى يهديه لك ربك من بين الناس فقط من يستحق حبك , والسلام .
