آمنت بالشّابي شاعرا مصلحا صوفيّا لمُريدِيها

“كم من فتاةٍ جميلةٍ, مدحوها وتغنّوا بها لكي يسقطوها

فإذا صانتِ الفضيلة عبوها وإن باعتِ الخنا عبدوها

أصبح الحسن لعنةً, تهبط الأرض ليغوى أبناؤها وذووها”*

آمنت بالشّابــــــــــــــــي شاعـــــــــــــــرا مصلحا صوفيّا لمريـــــــــــــــديـــــــــــــــها.

موصـــــــــــــــولا بـأجـــــــــــــــداده و صـــــــــــــــلاّح أقـــــــــــــــطابــــــــــــــــــــها.

ساقته الأقدار للبـــــــــــــلاد ثائـــــــــــــــرا موقـــــــــــــــظا شعبه لإصلاحـــــــــــــــها.

ليته اليـــــــــــــــوم معنا بفأســـــــــــــــه علـــــــى رؤوس إرهـــــــــــــــابـــــــــــــــها.

صوت ثورتـــــــــــــــه مـــــــــــــــازال يردّد صداها فـــــــــــــــي كــــــــــــــلّ ثوراتـها.

إن اغتال المّوت قامـــــــــــــــة الشّعر العربـــــــــــــــي فالعجز فــي اغتيالـــــــــــــــها.

بـــــــــــــــلاد العروبة موعودة بالنّصر مـــــــــــــــن نـاصر الحوت فـــــــــي أحشائها.

إن خان الزمان بلاد العروبـــــــــة فالعظيـــــــــــــــم سينظر باللطّف لأطفالـــــــــــــــها.

ما ضاعت أمّة تعايشت بالتّسامح مــــــــــــــع المسبوق مـــــــــــــــن أديانـــــــــــــــها.

مـــــــــــــــا أنبل دين الهادي الموصي خيرا بالديـــــــــــــــر و الكنائس و زهّـــــــادها.

هــــــذا بناقوسه يدّق، و هـــــــــــــــذا راهب يتعبّد و المساجـــــــــــــــد للّه و سجّادها.

و كم من فتاة نبيلة هيفــــــــــــاء سَرَقتُ حسنها و مخيـــــــــــــــالي مخيالـــــــــــــــها.

مـــــــــــــــا نامت و مـــــــــــــــا نــمـــــــت بين ثدييـــــــــــــــها و أحضانـــــــــــــــها.

و كـــــــــــــــم مــــن حسنـــــــــــــــاء جميلة إن بحثت عنـــــــــــــــها ألفيتـــــــــــــــها

فـــــــــــــــي دمـــــــــــــــائـــــــــــــــي و ألفتنـــــــــي فـــــــــــــــي شريانِـــــــــــــــها؟

و كم مـــــــــــــــن فتاة رقيقة بعد الله عبدتــــــها لآدابـــــــــــــــها و أخلاقـــــــــــــــها؟

و كـــــــــــــــم من فتاة ثريّة عزفت عنـــــــــــــــها لمالـــــــــــــــها و لجاهــــــــــــــها؟

و كـــــــــــــــم مـــــــــن باب أغلقوه فـــــــــــــــي وجهـــــــــــــــي و وجهـــــــــــــــها؟

و كم خلّع الفتـّاح بجوده و بـــــــــلا مَنٍّ لـــــــــــــــي و لـــــــــــــــها أبوابـــــــــــــــها؟

فمن يُغلِقُ الباب فَتّاحا لأبواب أبوابـــــــــــــــها و بعد القُنــــوت يزرع أمالـــــــــــــــها؟

الله الرزّاق الواهب بالذكر و الأنثى و لـــــــــو عقيما فــــــــــــــي علم طِبّـِــــــــــــــــها.

أحـــــــــــاط بالأرزاق للدّودة فـــــــــــــــي الصخّرة الصّمـــــــــــــــاء لصونـــــــــــــــها

قاذفـــــــــــــا فـــــــــــــــي الليلة الظّلمـــــــــــــــاء فـــــــــــــــي الفَّمِ أرزاقـــــــــــــــها.

و مـــــــــــــــن يتعجل الأمر فـــــــــــــــي كلّ شيء لا يدركـــــــه و لا يدركــــــــــــــها.

وثـــــــــــــــق بالخالق يأتيك بما رجـــــــــــــــوت و إن خــــــــــانتك أسبابـــــــــــــــها.

لكلّ أمّـــة كتاب من ربّها يهديها ناشرا للنّور بين النّاس فــــــــــــــي أكوانـــــــــــــــها.

تلك مقاصـــــــد الشرائـــــــــــــــع السّمحة بالإبراهيميّة و المختّومة بقرآنـــــــــــــــها.

* أبيات مختارة للشاعر التونسي ابو القاسم الشابي رحمة الله من قصيدة أبناء الشيطان.

أضف تعليقك هنا