أميركا سلمت العراق إلى داعش هل فاجئنا ترامب ؟!

مشروع الشرق الأوسط الجديد

بصرف النظر عن أسباب نشوء تنظيم داعش الإرهابي فنحن والجميع يعلم إن سبب ظهوره للعلن وبهذا الشكل الخطير الى العالم أجمع حيث أخذ يضرب في الشمال والجنوب والشرق والغرب دون رحمة دون أن يميز بين مدني وعسكري أو بين معاهد أو محارب, فكان السبب لظهوره وتمدده وخصوصاً في العراق وسوريا هو صراع المصالح بين الدول الإستكبارية في تلك المنطقة على وجه التحديد هذا من جهة ومن جهة أخرى هو الحصول على ذريعة قانونية أمام الرأي العام العالمي وكسب تأييده في التواجد العسكري في تلك الدول وخصوصاً من حكوماتها لغرض ترسيخ إحتلالها بصبغة قانونية وكذلك تنفيذ مشاريع تقسيمية كمشروع ” الشرق الأوسط الجديد” الذي لوحت به أميركا منذ سنوات.

فالإدارة الأميركية وبما إنها هي صاحبة السطوة والسلطة على دول منطقة الشرق الأوسط وهي الدولة التي إحتلت العراق فهي كانت السبب بظهور تنظيم داعش لتحقيق ما تصبوا إليه من أهداف ومشاريع, حتى إنها فسحت المجال لدول المنافسة لها في العراق وسوريا لتدخل أجواء ما يسمى بمحاربة الإرهاب لغرض إدخالها بحرب إستنزاف وهذا الأمر واضح جداً في ما يخص دعمها لجهات المعارضة المعتدلة في سوريا والعراق, فهي لم تسلح العراقيين السنة ولم تدعم المعارضة السورية المعتدلة بالشكل الكافي وذك لغرض تقويض قوتهم وإعلاء كعب الدول الداعمة للسلطة في البلدين, ولغرض أن تبقى هي ضمن نطاق السيطرة على الجميع سمحت لداعش بالظهور بهذا الشكل.

داعش تشكلت أمام أعين أمريكا

وإلا كيف تسمح أميركا لهكذا تنظيم إرهابي بالظهور وهي تملك أقوى منظمة إستخباراتية في العالم, ولماذا لم تعالج جيوب هذا التنظيم التي كانت متناثرة وعلى شكل مجاميع صغيرة في مناطق متفرقة من العراق وسوريا ويمكن السيطرة والقضاء عليها قبل أن يتوسع ويندمج مع الناس ويستغلهم كدروع بشرية, بحيث كانت أي طائرة إستطلاع أن تحدد تجمعاتهم في الصحراء والقضاء عليهم, لكن الأميركان تركوا هذا التنظيم الإرهابي لغرض تحقيق مصالحهم, وما تصريحات ترامب الأخيرة التي قال فيها إن ” أميركا هي من سلمت العراق لداعش ” ما هي إلا تحصيل حاصل ولم يقل شيئاً جديداً بل هو معروف وتم تشخيصه منذ سنوات وكان أول من شخصه هو رجل الدين العراقي المرجع الصرخي, والذي كشف إن سبب ظهور داعش في العراق هم الأميركان وهم من يتحملون مسؤولية كل ما قام به هذا التنظيم, وجاء ذلك في المحاضرة الثالثة والعشرون ضمن سلسل محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي والتي ألقاها في 27 / 6 / 2014م , حيث قال المرجع الصرخي ..

{{…المسؤول الأول والمجرم الأول الذي يتحمل المسؤولية شرعا وقانونا وأخلاقا وتاريخا هم الأميركان هم المسؤولون عن هذا، أقول للأنجاس الأميركان وللعملاء الذين ينتظرون من الاميركان أن يقوموا بعمل ما، أقول لهم هؤلاء الخوراج هؤلاء النواصب عندما كانوا في الصحراء في مكان مجرد في مكان خالِ وأمام الأعين أمام الرصد أمام الرادارات أمام الطائرات أمام أبسط إنزال جوي ولم تقدروا عليهم، الآن كيف بهم وصاروا بين الناس كيف بهم وقد اختبؤوا بين الشعب كيف تميز هذا الفرد من الآلاف؟! كيف تميز هذا الفرد من مئات الآلاف ؟؟!…(….)… الآن الاميركان الأنجاس الذين يريدون أن يثبتوا ويرسخوا وجودهم في العراق إلى ما شاء الله الآن يقولون نتدخل!! كيف تتدخل ماذا تضرب أي أهداف تضرب؟ كانت أهداف محصورة ومعدودة في الصحراء لم تفعل شيئاً ولم تقدر عليهم، الآن عندما اختبؤوا بين الناس في هذه المساحات الشاسعة أين تجد هؤلاء أين تضربهم وأين تقضي عليهم؟ كلها عبارة عن خديعة في خديعة …}}.

وهذا يعني إن تصريحات ترامب ليس بجديدة ولم تكن بمثابة مفاجئة للجميع بل هو أمر واضح ومعروف عند كل متفحص للواقع الذي يشهده العالم وبالتحديد العراق وسوريا, بل هكذا تصريح يعد بمثابة الإعتراف الرسمي والذي من المفترض أن يستغله أهل السياسية في العراق وعلى ضوئه يقاضون الإدارة الأميركية في المحاكم الدولية لأنها من سببت أو سلمت العراق لتنظيم داعش الإرهابي وهي من تتحمل كل ما جرى ويجري في العراق وكذلك تطالب بتعويضات مالية وإسقاط الديون المترتبة على شراء الأسلحة الأميركية ودفع تكاليف الحرب كاملة مع دفع تعويضات لكل المتضررين مادياً ومعنوياً من الحرب على داعش, فهل يتدبر ساسة العراق هذا الأمر ؟.

أضف تعليقك هنا