إلى عام جديد خالي من القنوط – بداية العام ٢٠١٧

مآسي وواقع أليم وقنوط

إزاء الواقع الأليم المتفشي في أراضي الشرق الأوسط المخضبة بالدماء، يستهل علينا عام جديد، نخشي أن يكون مآله أشد قسوة من العام الماضي، الذي شهد أنتهاكات صعقت الضمير الإنساني، وعجزنا جميعاً عن وصفها، ومازلنا ننتظر بلهفة مآلاتها، ونتمخض في أسباب نشوبها، ومحاكمة مجرميها.

الروهينغا “ميانمار”

تتبلور المآسي علي أراضي الروهينغا “ميانمار”، إحدي دول جنوب شرق آسيا، في صورة عنصرية مفجعة تمارسها الحكومة الميانمارية ضد الأقلية الدينية “المسلمة”، بسبل بشعة تخول لنا تخيل الأنتهاكات المريعة، التي كانت تحدث في حق الإنسانية في عصور الجاهلية.

سوريا واليمن

والأراضي “السورية – اليمنية” التي تتمحور الأنتهاكات الإنسانية فيها حول المدنيين، فجنون السفاح بشار بالسلطة، وجموح المرتزق علي عبد صالح بها هو الآخر، قتلتا إنسانيتهم، فتحولوا إلي وحوش ضارية، زجوا بأراضيهم في خانات الحروب الأهلية، التي أسفرت عن قتل الآلاف من المدنيين أغلبهم من “النساء – الأطفال”، وتشريد الآلاف الآخرين، وهدم الحضارات التليدة.

المعاناة في ليبيا

وتتجسد المعاناة في ليبيا نتيجة تكالب الفصائل المسلحة علي المشاركة في السلطة وإستئثارها، بعد إسقاط نظام القذافي، فتحولت ليبيا إلي أراضٍ خصبة للجماعات الإرهابية الراديكالية، و”كالعادة” تتصارع الفصائل المسلحة علي السلطة وتتساقط الآبرياء بسبب هذه المعتراكات الدموية.

العراق

وما بعد الغزو الغاشم للعراق، في عام 2003م، والذي أسفر عن قتل الآلاف من المدنيين، تتلاقف الأراضي العراقية بين الجماعات الإرهابية، وأصبح الجيش العراقي “الحشد الشعبي” عاجز عن إنقاذها من خضم الإرهاب الراديكالي، دون أن يتجاوز في حقوق المدنيين الآبرياء.

قضية فلسطين

وتتزايد الانتهاكات في حق النشطاء الحقوقيين، والمثقفيين، وأصحاب الرأي، من قبل الأنظمة التوتاليتارية، المتفشية في قطاع كبير من دول الشرق الأوسط، ويتفشي الإرهاب الراديكالي الذي يسقط علي إثره الأبرياء، وتتناسي القضية الأم “القضية الفلسطينية”، ويهمش ضحايا المجاعات والأوبئة في الصومال وغيرها من دول العالم الثالث.

من المؤسف أن نعترف أن العالم في العام الماضي، كان ومازال ما بين الأنظمة الأستبدادية، الحروب الأهلية، والمجاعات والأوبئة، والصراعات الجيوسياسية، والجماعات الإرهابية.

إدراك الداء، ثم استئصاله أفضل من السماح له بالتغلغل، ها هي أحوال العالم في العام الماضي تزج بنا إلي خانات القنوط، نحو عام جديد مشرق خالي من القنوط.

أضف تعليقك هنا