الإخوانُ و الغطاءُ الفكريُ للصَهْيُونيةِ !( 4)

ما تزالُ الأمثلةُ لا تحصى كثرةً على خيانةِ تلك الجماعةِ الإرهابيةِ و ما انبثقَ عنها للأمةِ العربيةِ و الإسلاميةِ و العملِ لصالحِ الصهيونيةِ تحتَ غطاءٍ إسلاميٍ! و بزعمِ الدفاعِ عن الإسلامِ! ، فمنْ ذلك :

– رفضُ محاربةِ إسرائيلَ تحتَ مبررِ العدوِ القريبِ و البعيدِ .

وهي من الأمورِ التي ابتدعتها الجماعةُ الإرهابيةُ و روجتها بين أتباعِها لتبريرِ الدفاعِ عن إسرائيلَ و الذبِّ عنها و تحريمِ قتالِها! ، وهي حجةٌ منبثقةٌ من حالةٍ أخرى تم خلقُها لإضعافِ الأمةِ و إشغالِها بالداخلِ عن الخارجِ ، و هي الزعمُ بكفرِ كلِّ حكامِ العربِ و المسلمين و أنَّ بلادَ المسلمين هي ديارُ كفرٍ و أنَّ جيوشَهم جيوشُ كفرٍ و أنَّ قادتَها من الطواغيتِ! ، و بالتالي تجبُ مقاتلةِ الجيوشِ العربيةِ أولًا قبل قتالِ إسرائيل! ، على أساسِ أنَّ قتالَ العدوِ القريبِ أولى من قتالِ العدوِ البعيدِ! ، و هو مبررٌ مفضوحٌ لا شكَّ ، و الغرضُ منه –في الحقيقةِ- هو تدميرُ جيوشِ العربِ أو عل الأقلِّ إضعافُها ، لخلقِ تفوقٍ صهيونيٍ في المنطقةِ يقلبُ موازينَ القوى لصالحِ إسرائيل .
و خذْ مثالًا على ذلك فتاوى “القرضاوي” المتكررةَ بعدمِ جوازِ مجاهدةِ إسرائيل و أنَّ الجهادَ في فلسطينَ ليس بواجبٍ! و أنَّ الواجبَ هو القتالُ في مصرَ و سوريا و دولِ العربِ و المسلمين ، و هو عينُ ما يفتي به قادةُ الجماعاتِ الإرهابيةِ الأخرى و آخرهم تلك النبتةُ الصهيونيةُ “داعش” و التي تعملُ على تخريبِ بلادِ العربِ و المسلمين و تفتيتها تحت نَفْسِ المبررِ الخبيثِ : مقاتلةُ العدوِ القريبِ دونَ العدوِ البعيدِ ، و يخلقون مبررًا آخر هو : الزعمُ بأنَّ ولاءَ الجيوشِ العربيةِ للأمريكان و أنَّها تعملُ لصالحِ الأمريكان في بلدانِها و بالتالي يجوزُ بل يجبُ مقاتلتها و القضاءِ عليها ، و كلُّ ذلك يتماشى – في واقعِ الأمرِ- مع نفسِ الإطارِ في خلقِ “الغطاءِ الفكريِ للصهيونيةِ”

– دعم و مساندة إيران على حساب دول العرب و المسلمين .

فمع كونِ إيرانَ دولةً فارسيةً مجوسيةً تتعاونُ سرًا و علنًا مع الكيانِ الصهيونيِ في كافةِ المجالاتِ و بالأخصِّ المجالِ العسكريِ، و تنسقُ معه على أعلى المستوياتِ لتدميرِ دولِ المسلمين و إعادةِ إحياءِ الإمبراطوريةِ الفارسيةِ المجوسيةِ ، إلا أنَّ أولَ طائرةٍ هبطتْ طهرانَ لتهنئ “الخميني” باستيلائِه على الحكمِ كانتْ تُقلُ وفدًا إخوانيًا ، و منْ ساعتها و التعاونُ بين الإخوانِ و الإيرانيين على أعلى المستوياتِ كما التعاونُ مع اليهودِ ، ذلك أن مشروعَهم جميعًا واحدٌ ، و هو القضاءُ على قوةِ العربِ و المسلمين و تفتيتُ بلدانِهم ، و ما زال تهديدُ “عصام العريان” لأهلِ الإماراتِ الشقيقِ بالمجوسِ على ذُكرٍ .

فعلاقةُ إيرانَ بالإخوانِ الإرهابيةِ كانتْ و لا زالتْ علاقةً وطيدةً لم تعكرها شائبةٌ من السبعيناتِ ، و إيرانُ إلى هذه اللحظةِ منْ أعظمِ الداعمين للتنظيمِ الإرهابيِ الدوليِ للإخوانِ في تنفيذِ مخططاتِه في المشرقِ العربيِ بالإضافةِ لدورِها المشبوهِ في تكوينِ و إنشاءِ التنظيمِ الإرهابيِ “داعش” .

و لك أنْ تتأملَ في حالِ تنظيمِ القاعدةِ الإرهابيِ و الذي لم ينفذْ عمليةً إرهابيةً واحدةً في إيران و لا في إسرائيل منذ أُسسَ، مع كونِ حدود إيران تتاخمُ باكستان و أفغانستان ، و لا أظنُ – بلا أعتقدُ- أنَّ ذلك من قَبيلِ المصادفةِ .
في المقالِ القادمِ … للحديثِ بقية … إنْ شاءَ ربُّ البرية .

أضف تعليقك هنا