الإخوانُ و الغطاءُ الفكريُ للصَهْيُونيةِ !(5)

تكاثرتْ الظباءُ على خراشٍ … فما يدري خراشٌ ما يصيبُ
فما أكثرَ الخياناتِ و ما أعظمَها لهذه الأمةِ ، و ما أشدَّ الطعناتِ التي تلقتها بالغدرِ و الخسةِ ، من قِبَلِ من يزعمون أنهم أبنائُها و المدافعون عنها ، فكان اللهُ لهذه الأمةِ التي صحَ فيها و لها قولُ أبو بكرٍ بنُ العربيِ –رحمه الله- :

يَهُزُّ عليَّ الرمحَ ظبيٌ مهفهفُ … لعوبٌ بألبابِ البريةِ عابثُ
ولو كان رمحًا واحدًا لاتقيتُه … ولكنَّه رمحٌ وثانٍ وثالثُ

فمن تلك الخياناتِ التي تتوالى تترا و التي دفعتنا لكتابةِ هذه “التتمةِ” :

-العملُ على الترويجِ لفكرةٍ هي من ضمنِ الحروبِ النفسيةِ أنَّ الكيانَ الصهيونيَ بجيشِ احتلالِه أفضلَ من مصر و جيشِها .

لقد دأبتْ الجماعةُ الإرهابيةُ منذ تأسيسِ الكيانِ الصهيونيِ المحتلِ على بثِّ رسائلَ من طرفٍ خفيٍ لتلميعِ هذا الكيانِ المحتلِ ، فمرةً يُوصفُ بكونه “واحةً الديموقراطيةِ في المنطقةِ” ، و أخرى يتمُّ تصويره فيها على أنَّ جيشَه هو الأقوى و إنْ بدا الأمرُ في صورةِ الأسى و التأسفِ و لكنَّه في الأخيرِ تكونُ مضمونُ الرسالةِ هي تضخيمُ و تفخيمُ و تعظيمُ إسرائيل ، لكنَّ المرحلةَ الأخيرةَ شهدتْ خروجًا عن المألوفِ و من السرِ إلى العلنِ ، فخرج قادةُ التنظيمِ الإرهابيِ مراتٍ و مراتٍ ليمتدحوا إسرائيلَ علانيةً و يفضلوها على مصرَ، و دولِ العربِ ، فخرج “محمد عبد المقصود” مرةً يزعمُ أنَّ جيشَ الاحتلالِ الإسرائيليِ أفضلُ و أرحمُ من الجيشِ المصريِ مصورًا إسرائيلَ بأنَّها جنةُ اللهِ على الأرضِ – و ساعتُها طالبتُه بالذهابِ إلى جنتهِ الأرضيةِ _إسرائيل- و ليتركْ لنا بلدَنا فنحن راضون بها على حالِها- ، و منْ قبلِه و من بعده خرجَ ويخرجُ “القرضاوي” بين الحينِ و الحينِ ليمجِّدَ إسرائيل و قادَتها و يطعنَ في المسلمين و العربِ و قياداتهم ، و كذلك زَعْمُ “محمد الظواهري” و في ذاتِ الإطارِ بأنَّ جهازَ الموسادِ الإسرائيليِ الملعونِ أفضلُ من جهازِ الاستخباراتِ المصريِ العظيمِ العريقِ ، إلى غيرِ ذلك الكثيرِ من الانحيازِ الواضحِ و الصريحِ لليهودِ و توفيرِ الغطاءِ الفكريِ ، بل و تصوريهم في صورةٍ أفضلَ و أعظمَ من المسلمين ، فاللهم غفرا .

و منها أيضًا :
التحالفُ مع الناتو لتدمير ِليبيَّا و من قبلِها العراقِ و تسميةُ ذلك جهادًا في سبيلِ اللهِ .
و هو أمرٌ بادٍ للعيانِ لا ينكره أحدٌ ، و كان التعاونُ العسكريُ بين الإخوانِ و الناتو على أعلى مستوياتِه بلْ بين تنظيمِ القاعدةِ- و هو الابنُ البارُ للإخوانِ- و الناتو ، حتى كان قائدُ ما يسمى بــ “المجلسِ العسكري” و هو “عبد الحكيم بلحاج” وهو مؤسسُ الجماعةِ الإسلاميةِ الليبيةِ المقاتلةِ و التابعةِ للقاعدةِ ، كان يعملُ بشكلٍ مباشرٍ و رسميٍ تحت أمرةِ الناتو و يتلقى أوامره من قادةِ الناتو مباشرةً .
و من ذلك :

– التحالفُ بين تنظيمِ القاعدةِ و الحراكِ الشيوعيِ في جنوبِ اليمنِ و العملُ سويًا على إتمامِ انفصالِ الجنوبِ عن الشمالِ .

و هو تحالفٌ ينطوي على الجمعِ بين النقيضين ، فقد دُمِّرَ الاتحادُ السوفيتي و تمَّ تفكيكُه في تسعينياتِ القرنِ الماضي بحجةِ “محاربةِ الشيوعيةِ” و الآن يتحالفون مع الشيوعيين في الجنوب اليمني و بمبرراتٍ لا يمكنُ أنْ يقبلَها عقلُ طفلٍ غريرٍ ، و ما ذلك إلا لخلقِ “الغطاءِ الفكريِ للصهيونيةِ” و لتنفيذِ مخططِ التفتيتِ لدولِ العربِ و المسلمين تحت شعاراتٍ إسلاميةٍ !
– و كذلك :

– الزعمُ بأنَّ الحكامَ في دولِ العربِ و المسلمين كفارٌ و مرتدون .

و خاصةً حكامُ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ –لأنَّها مستهدفةٌ كما مصرَ- و أنَّ البيتَ الحرامَ يقعُ تحتَ سلطةِ الكفارِ و أنَّه لابدَّ من تحريرِه منْ قبضةِ “آل سلول”- وهو ما ينبذون به آل سعود- .
و ما هذه الأكاذيبُ إلا محاولةً لخلقِ “الغطاءِ الفكريِ للصهيونيةِ” من أجلِ العملِ على تدميرِ مكةَ و المدينةِ و القضاءِ على كلِّ مقدساتِ المسلمين و على رأسِها الكعبةِ المشرفةِ .
و … ثالثة الأثافي :

– تصويرُ مخططِ البلقنةِ و التقسيمِ لدولِ العربِ و المسلمين على أنَّه مشروعُ إقامةِ الخلافةِ و أنَّ تنفيذَه جهادٌ في سبيلِ اللهِ .

فمع كونهِ مشروعًا صهيونيًا يرجعُ تأريخُ البدءِ في تنفيذِه إلى خمسيناتِ القرنِ الماضي ، إلا أنَّ هذه الجماعاتِ الخائنةِ تعملُ على إخراجهِ في صورةِ مشروعِ الخلافةِ الإسلاميةِ ليتمَّ تمريرُه و خداعُ الجماهيرِ به حتى تفاجئَ بواقعِه المريرِ في آخرِ الأمرِ ، كما قال “القرضاوي” –قرض الله لسانه- بأنَّ الخلافةَ إما كونفدرالية أو فيدرالية ، و أنَّ “أردوغان” هو خليفةُ المسلمين ، مع أن السالفَ ذكرهِ قد اعترفَ بأنَّه من قادةِ مشروعِ الشرقِ الأوسطِ الجديدِ ، و هو ما يكشفُ ألا فارقَ في ذهنيةِ القرضاوي و من ورائِه الجماعةُ الإرهابيةُ بين ما يسمونه الخلافةَ و بين الشرقِ الأوسطِ الجديدِ و أنهما شيءٌ واحدٌ .
و بعدُ … فهذا جهدي في هذا الموضوعِ غير المطروقِ ، و هو و إنْ كان جهدُ المقلِّ إلا أنَّه فاتحةُ البابِ و الذي أرجو أنْ يكونَ بابَ خيرٍ إنْ شاءَ اللهُ نحو فهمِ الواقعِ فهمًا جيدًا مطابقًا للحقيقةِ .

أضف تعليقك هنا