الجزائر: الاحتجاجات الشَّعبية تتواصل وعام جديد ساخن

شرارة الاحتجاجات الشعبية

-كما كنت قد حذَّرت في العديد من المقالات التي كتبتها قبل مدة،فإنَّ شرارة الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت مؤخراً العديد من مناطق الوطن احتجاجاً على الارتفاع الكبير الذي شهدتهُ العديدُ من الموَّاد الأساسية الرئيسية والضرائب التي أثقلت كواهل التُّجار والتي انعكست سلباً بالتالي على الأسعار في السُّوق الوطنية، قد زادت وتيرتها.

فالمواطن الذي لم يفهم ولم يستوعب لماذا؟ كل هذه الإجراءات التَّقشفية التي مسَّت جيبه في الآونة الأخيرة والتي يعتبرها غير منطقية وغير مبرَّرة حتى ولو خرج العديد من أنصار الحكومة وبعض المنتفعين منها لدفاع بشراسة عن قانون المالية التَّكميلي الذي يعرف الجميع كيف تم تمريره،ودون رغبة الكثير من النُّواب الذين وافقوا عليه تحت عصاَ التهديد وهذا ما ذكره العديد منهم.

العشرية السوداء في الجزائر

فالجزائر حسب ما يؤكد خبراء ماليون واقتصاديون كانوا شهوداً على فترة عصيبة من تاريخها إبَّان العشرية السوداء التي رغم ما شهدته فيها البلاد من أحداثٍ دموية و من تدمير ممنهج لمؤسسات الدَّولة وحرقِ لشَّركات الوطنية الكبرى والحصار الاقتصادي والتجاري والسِّياسي الذي كانت تعيشه،وكذلك انخفاض سعر البترول المرجعي إلى حدود 8 دولار ولكن لم يجرؤ أحد من رؤسائها آنذاك وكان أخرهم اليمين زروال أطال الله في عمره،على فرض ضرائب ومكوس وإجراءات اقتصادية صارمة ومجحفة كما يُفعل بالشعب حالياً.

-وكأنَّ هناك أطرافاً في الدَّولة والتي تسيطر عليها المافيا السِّياسية والاقتصادية وهذا ما جاء في أحدِ تصريحات العقيد المجاهد سي أحمد بن شريف في أخر مرة زار فيها الرئيس والتقاه،والتي أكَّد من خلالها بأنَّ رئيس البلاد قد تعرض للخيانة من طرف من عيَّنهم لخدمة المواطن وهذا على عكس ما يروج له الإعلام الفاسد في معظمه والذي يسيطر هؤلاء على جزءٍ كبير منه،الأوضاع تتأزم أكثر وأكثر وإن استمرت على ما هي عليه في الوقت الراهن.

انزلاق الجزائر في منعرج كارثي

فربَّما تنزلق البلاد في منعرج كارثي بدايةً من النِّصف الثاني من العام الجاري،لأنَّ الدولة بدل أن تقوم بتفعيل القوانين وتقوم باسترجاع المليارات المنهوبة والتَّحقيق في 2000 قضية فساد المعروضة أمام القضاء، ومحاسبة كبار رجال الأعمال الفاسدين،تريد أن تحمِّل تبعات إخفاقاتها إلى المواطن الذي أصبح الحصول على كيس الحليب حلماً بالنسبة له.

هذه السِّياسة القديمة الجديدة والتي تعتمد على إحداث ندرة في بعض المواد الاستهلاكية الرئيسية وإشعال المواطن البسيط بالبحث عنها،حتى لا يلتفت إلى أمور الدَّولة وما يحدث فيها،ولكن بعد أن أصبح اللعب على المكشوف فإنَّ موجة الاحتجاجات لن تتوقف حتى ولو استعملت السُّلطة الأساليب الأمنية لقمعها كما تفعل في كل مرة،متناسيةً أنَّ الضغط دائما يولد الانفجار وهذه ظاهرة فيزيائية طبيعية لن يستطيعوا مهما حالوا تغييرها.

أضف تعليقك هنا

عميرة أيسر

كاتب جزائري