teacher استاذ مدرس كتاب تعليم

العالم الموازي متمردا على قواعد التوازي الحلقة الأولى (1) ما قد يفعله إلقاء محاضرة عن “إدارة المخاطر” في نفسية إنسان

أبسط قواعد الخطوط المتوازية أنها لا تتقاطع أبدا، فهل يمكن تطبيق نفس القاعدة على العوالم (جمع عالم و لا أعني الراقصات في الموالد) ؟
أو بمعنى آخر هل تأبى العوالم الموازية التي يمرح فيها خيالنا، فنطير متى أردنا و نصير أبطالا أو صعاليكا أو حتى نشبع فيها رغباتنا المكبوتة – هل تأبى تلك العوالم التقاطع مع عالمنا الذي تعيش فيه أجسادنا..؟

أعتقدت في لحظة تجلي بأن العقدة تكمن، أو تبدأ في صراع بين بدن (جسم) يتقيد بحدوده، و روح تسكن في ذاك الحرف (الحافة أو نهاية الطريق) متطلعة إلى لحظة النكص (الرجوع) على العقب (كعب القدم و “النكص على العقب” أي التراجع بكثير من الخسارة و الخوف) إلى حرف (حافة أو نهاية الطريق) آخر…

طُرح سؤالان بالتبعية.

“ما معني الجملة الغريبة المكتوبة أعلاه..؟”، و أجبت بتلك الإجابة التي أعتقد أنها طريفة – معتقدا بأنني ظريف حاضر الفكاهة – و هي أن تلك الجمل، مثلها كمثل الكثير من الجمل الأخرى، تأتي مثل العطسة، بلا ترتيب أو محاولة للتفكير.

العقدة

السؤال الأكثر أهمية، و الذي طرحته أنا فقط لأني الوحيد الذي فهم أغلب الجملة هو “أي عقدة..؟ و عقدة ماذا..؟”.
العقدة عادة – حتى في الدراما – هي تلك النقطة التي تربط كامل الرواية أو تربط أحداثا و تصرفات في حياة شخص أو تربط مسببات حرب أو حب أو حتى توجه عام لدول، فتدور الأحداث حولها. تفذلك البعض محاولا التمرد على وجود “عقد” فنتج عن تمردهم عقدة جديدة و هي “محاولة المضي قدما بلا عقدة”.

ما أتحدث عنه و أبحث في عقدته منذ وعيت، هو ذلك العالم الموازي الذي يملكه كل البشر، و إن إعتقد البعض عدم إمتلاكه له، و أعني “الخيال”.

الكتابة

أمارس الكتابة كنوع من النشاط الغير المبرر منذ سنوات عديدة، بلا هدف، بلا دافع، بلا إلتزامات.. فقط لأني أريد ذلك. لم أكتب يوما إلا بوحي ضلالات تأتي في البداية كومضات غير مترابطة لأشخاص إفتراضيين أو حقيقين – لم أعد أميز ذلك منذ فترة – و مواقف متشعبة، و أصوات متداخلة، ثم في لحظة ما قد تكون تلي تلك الومضات بسنوات عديدة، يأتي رابط ليجمع بعضا منها في سلسلة دارمية، أو مجموعة سلاسل لأحداث تشكل فيما بينها دراما ما، قد تكون مستعصية الفهم حتى علي شخصيا.

القصد.. أو لنقل عقدة ما أريد قوله..
حدث ذلك منذ أيام، كنت مدعوا لإلقاء محاضرة في أحد مؤتمرات إدارة المشروعات – إدارة المشروعات هو العمل الذي أمارسه لكسب العيش – و كانت المحاضرة عن موضوع متخصص و معقد جدا يسمى إدارة المخاطر، و للعجب، كل ما كان يدور في ذهني وقت كنت أقوم بوضع الخطوط العريضة لما سأقوله لما يقرب من 200 شخص من عشرات الجنسيات و الألسن، هو تلك الهواية العجيبة التي كنت أمارسها و أنا طفل.
كنت أعشق الوقوف في الشرفة في ذلك البلد الذي عمل فيه أبي و أمي لسنوات، أراقب السيارات و هي تتعامل مع إشارة المرور، فتقف عند الإشارة الحمراء، و تتحرك عند الخضراء. كنت أراقب السيارات لساعات يوميا، و لسنوات قاربت الثلاث سنوات، مسجلا تلك السيارات التي تتمرد على هذه القاعدة، و محاولا وضع رابط يمكني من التنبؤ بسلوك السيارات المتمردة، و فهم لماذا يقوم سائقوها بهذا السلوك.

هواية غريبة

هواية غريبة, خلصت منها أنه لا قاعدة للأمر، رغم أن وجود التمرد حتمي، و لا يمكن تجاهله، أو التعامي عنه، و خلصت منها أيضا بأصوات تطاردني في ذهني أحيانا، مذكرة إياي بما كنت أفعل، ربما لتضعني دائما أما حقيقة غرابة أطواري، حتى أنني جعلت وصفا تفصيليا لتلك الهواية و هواية أخري – ربما أتحدث عنها لاحقا- مقدمة لأحد المسرحيات التي تجمعت فيها أحداث و عبارات أخري من عدة أماكن لتشكل دراما سميتها “أربعة”، لكني كنت متأكدا أن الأمر لم ينته بعد، لأن ذلك الطنين (الرنين المتواصل) المتعلق بأصوات السيارات و مكابحها و هي تتمرد و تلك السيارات الخانعة المستسلمة للقواعد لم ينته أبدا.

حكيت هذا الأمر كمقدمة لمحاضرتي الأولي، و ضحك الجميع و سادت السعادة، بيد أن قلما تحرك بعد المحاضرة مباشرة متحدثا عن رابط ظهر، ليخط بضع خواطر عن ذلك الشيطان الغير قابل للسيطرة و الذي يحكم بدون منازع ذلك العالم الموازي المدعو “الخيال”
و للحديث بقية إن كان في العمر بقية..

أضف تعليقك هنا

حسام قنديل

استشاري تخطيط وإدارة