علاقة الاخلاق بالدين

من الافكار الشائعة والمتواردة على اذهان مختلف الفئات العمرية في مجتمعنا العربي والشرقي بان اتباع فكر معين او نهج ما او عقيدة مرتبط بعلاقة وثيقة بالاخلاق ونهج الحياة التي يسير على خطاه الانسان هذا المفهوم الخاطئ الذي يطرئ على اخلاق العام هو الذي قاد الى فساد وكوارث حقيقية يرتكبها الانسان لا شعوريا بحجة اتباعه لهذا الفكر المعين، ميز الله تعالى الانسان عن الحيوان بالعقل والحكمة وهذا ما جعله اهلا للحكم على القضايا الاخلاقية ومن هذه الامور العدل/الصدق /الامانة/الايثار/النزاهة/السلام/الخ

مشكلة عصرنا الحالي هو خلط هذه الامور البديهية او بعبارة اخرى بلفكر المتطرف الذين يدعون طريق الحق استنادا على اوامر الاهية من فهمهم الخاص لهذه الاوامر اي انهم اختاروا طريقهم الخاص في الفهم، ومن الممكن ان اسميهم ضحايا الاستغلال الفكري.

ذكرت في البداية ان الله هو الذي وهب الانسان عقل يميز بين الصواب وعدمه الا انه وللاسف من الممكن ان تندثر هذه البصيرة بحكم افكار البيئة او التقاليد التي يعاصرها، فببساطة تعاد برمجة العقل وتمحى بصيرته وفقا للافكار التي يزود بها الانسان منذ الطفولة.

يقسم الناس الى صنفين من ناحية ربطهم الاخلاق بالدين وهما: الاخلاق عند المعتزلة من العقل وحده كما في التراث اليوناني القديم اي ان الاخلاق تستوحى من خارج الدين.

المعتزلة

الصنف الاول هؤلاء الذين يطلق عليهم بالمعتزلة . اي ان تكون الاخلاق من العقل وحده كما في التراث اليوناني القديم اي ان الاخلاق تستوحى من خارج الدين.

الاشاعرة

اما الصنف الثاني فهؤلاء ما يطلق عليهم بالاشاعرة اي ان الاخلاق عندهم تستمد من الشرع وحده اي ان الحسن ما حسنه الشرع ونهى عنه ..فالاخلاق تستمد مقوماتها من الشرع لا العقل.

يوجد في كلا من الصنفين محاسن ومساوئ لا يمكنني تفضيل احدهما على الاخر لوجود نقاط قوة وضعف في كلا من الصنفين، فلو اتينا الى المعتزلة لوجدتهم يحكمون على الاشياء بعقولهم فقط من غير اتباع دستور معين يرشدهم الى صحة افعالهم، هذا من ناحية اما من ناحية اخرى هي ان العقل من الممكن ان يخطئ في الحكم على قضية معينة ولا يدرك مساوئها ومن الممكن ان العقل يرى ان القضية الفلانية صحيحة وعقلا اخر يراها خاطئة فلناخذ امثلة على ذلك:

التعري في الدول الغربية امر غير اخلاقي تماما بالنسبة للعقلية العربية او الزواج المثلي في فرنسا كذلك امر غير اخلاقي، هذا بالنسبة لمساوئ المعتزلة .

اما لو اتينا الى  الاشاعرة لوجدت ان لهم دستور خاص يتبعونه اي انهم يلجؤون الى الشرع في الحكم على القضايا الاخلاقية وهذا الامر ايجابي اذا كان هذا الدستور صحيح وطريقة فهم هذا الدستور ايضا صحيحة فلناخذ القرأن الكريم مثالا لاحد الدساتير الصحيحة المنتشرة في العالم لوجدت فيه ان كل الذي ذكر فيه يدعوا الى الحق والى الاخلاق السامية والى السلام وغيرها من الامور التي لا تحصى في هذا الكتاب الالهي العظيم فالنبي محمد صل الله عليه وسلم ذكر في حديثه الشريف.

(انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) وهذا يعني ان الاخلاق والسمات الخلقية كانت موجودة الا  انها كانت تشوبها بعض الشوائب فبعث الله النبي محمد ليتمم مكارم الاخلاق

محاسن الاشاعرة كثيرة الا انها وللاسف لا تخلوا من المساوئ، من هذه المساوئ هو ان يتقاطع الفهم الخاطئ مع الكتاب الالهي او اي كتاب او تعاليم مقدسة موجودة في دين ما، كيفية هذا التقاطع هو ان تتعارض التعاليم الموجودة في فكر ما مع الاخلاق البديهية الموجدودة عند المعتزلة.

من الملاحظ اني اخذت المعتزلة كمثال وذلك لامتلاكهم اخلاق غير مستمدة من دستور معين او فكر ما.

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا