ماذا لو لم يكن هناك سيرخيو راموس! – ريال مدريد

انتقادات تطال سيرخيو راموس

عزيزى عاشق ريال مدريد ، قبل أن تفكر فى انتقاده لهدف سجله فى مرماه أوخطأ ارتكبه أغمض عينيك للحظة وأسرح قليلا واسأل نفسك سؤالا واحدا؛ ماذا لو لم يكن بيننا سيرخيو راموس؟

دع عقلك يبدأ بالإجابة ويقول لك بالطبع أولا كنا سنحقق نقطة أمام إشبيلية وستستمر سلسلة الانتصارات . ولكن.

هل كانت تلك السلسة ستستمر من الأساس لولا رأسيته فى مرمى برشلونة أم كانت ستكسر على يد الغريم قبل معادلة رقمه؟ هل كنت ستتحمل انتصار الغريم العاصمة عليك فى نهائيين لدورى الأبطال وتوقف عداد دورى الأبطال لديك عند الرقم 9 أم كان الغيظ سيقتلك حين يتجدد موعد الديربى فى كل مرة ويرددون عليك أغنيتهم الشهيرة ” لنعرف الأن من يحكم العاصمة”، هل كنت لتلامس السماء يوم العاشرة التاريخية أم كنت ستكتفى بالنظر إلى الأرض والبكاء طويلا فى غرفتك ؟

هل يوم الحادية عشر كان ليصبح يوما للتاريخ أم كان سيصبح يوما لتأكيد العار وإقالة زيدان والعودة للدوامة السخيفة مرة أخرى؟ هل كنت ستصل للبطولة القارية الــ 21 لولا إنقاذه للسوبر الأوروبى وتحويل وجهه من الأندلس إلى سيبيليسفى أخر دقيقة ؟

دموع وصرخات راموس 

هل كنت ستشعر حقا بالانتماء لهذا الكيان لولا دموع راموس وصرخاته التى تحرك كل معانى الانتماء والعشق فى قلبك أم كنت ستكتفى بالمشاهدة مع تناول بعض المسليات ؟ ، هل كنت ستشعر برغبة ملحة فى تقبيل شعار الملكى أم كنت ستشعر أنه مجرد شعار لشركة أو متجر تعاملت معه من قبل ؟ ، هل كانت الدقائق الأخيرة لتمثل لك الأمل والحلم ووقت تدقف الدم فى العروق أم كنت ستهم بمغادرة الملعب أو غلق التلفاز مع انتهاء الوقت الأصلى ؟ .

راموس قائد ريال مدريد لحظات ساحرة تسبب فيها هذا السيرخيو فى الوقت الذي اكتفى الأخرون بلعب كرة القدم في الملعب.

أكمل حديثك مع نفسك وتذكر جيدا على يد من تعلمت أن تضحى بنفسك وتتحامل عليها من أجل من تحب ، أن تؤمن بقدرتك حين يسخر منك الأخرون ، أن تشعر بالذنب حين ارتكاب أى خطأ ولو كان بسيطا ، أن تحمل هم ملايين على عاتقك فقط لأنك تشعر داخليا بأنك ملزم بذلك ليس لأن أحدا ألزمك ، هل تعرف حقا معنى القيادة أم تعلمتها حين رأيت شارة القيادة تلتف حول ذراعه .

معانى كثيرة فى كرة القدم وخارجها ولحظات ساحرة لا تحلم أن تعيش مثلها مرة ثانية تسبب فيها هذا السيرخيو فى الوقت الذى اكتفى الأخرون بلعب كرة القدم فى الملعب فقط ولم يشعر بما تحمله فى قلبك من مشاعر سوى هو فقط لأن تلك المشاعر كانت تملأ قلـبه قـبل أن تـصـل إلى قلبـك .

الحقيقة التى يجب أن تتوصل إليها بعد تلك اللحظات من الصمت والتأمل هى أن راموس هو أروع قصة من الممكن أن تعايشها فى عالم كرة القدم ، وأن اختزال تلك القصة فى خطأ أو مباراة هى جريمة فى حق الإنسانية كلها وليس كرة القدم فقط .

بعد ذلك يمكنك أن تفتح عينيك وتستمتع بمشاهدة تلك اللحظات الخالدة التى تسبب فيها هذا المحارب الشجاع ، دع قلبك يلامس السماء وكأنك تشاهدها لأول مرة ، ثم ردد بصوت خافت وابتسامة فخر : ” المجد لكل شىء تسبب فى أن يصبح سيرخيو راموس فى عالمنا ” .

فيديو المقال

أضف تعليقك هنا

يوسف حمدي

كاتب ومحلل في المجال الرياضي