ماذا يفعل كل من يملك العقل والإنصاف؟ وهو يجد دليله وحجّته موجودة في كتب خصمه.

بقلم نسرين الوائلي

حرية العقيدة

من الواضح جداً ان لكل انسان عقيدة معينة وهو حر بأتباع اي دين معين لكن مع الدليل والبرهان وتحكيم العقل ، وقد ذهب الكثير من اتباع الملل والنحل في نهج هذا السلوك والاختيار ، وخصوصاً ان حصل الانسان المسلم على معتقد صحيح مبني على التوثيق والدليل من القرآن والسنة النبوية وكتب الحديث التي ينقلها ائمة المسلمين وهذا ما ذهب اليه الشيعة في انتهاج مسلكهم وخيارهم ،بدون تكفير وبدون اراقة دم ومع الحفاظ على الأخلاق والسيرة الحسنة ،وهذا ما اشار اليه المرجع الصرخي الحسني في محاضرته السادسة عشرة من بحث (الدولة المارقة ..في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) قائلاً ((الى المارقة دولة دواعش الفكر والأخلاق حول بطلان اعتقادهم بتكفير الأخرين وعدم احترام الدليل والحجة الدامغة الواضحة التي عليها شيعة أهل بيت النبي (عليهم السلام) والتي فيها مرضاة الله تعالى وشفاعة الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم ).

( احترموا عقولكم وإنسانيتكم يا جماعة الإرهاب والتكفير ويا مَن غُرِّر به!!! واسألوا أنفسكم ما ذنب شيعة أهل بيت النبي (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) وَقد وَجَدوا الحجة الدامغة الواضحة التي فيها مرضاة الله (تعالى) وشفاعة رسوله الكريم (عليه وعلى آله الصلاة والتسليم)، والفوز بالجنان والنعيم، فيما لو أحسنوا العمل والإتباع بالنهج القويم لأئمة الهدى (عليهم الصلاة والتسليم)، وتبرّؤوا مِن أئمة المارقة الخوارج الضالين المضلِّين؟!! )

العقل يبحث عن الحجة والدليل، ماذا يفعل كل من يملك العقل والإنصاف؟

فماذا يفعل كلّ مَن يملك العقل والإنصاف وهو يجد دليله وحجّته موجودة في كتب خصمه وخصومه فضلًا عن كتبه ومصادره؟!! فهل يتّبع الخالق أو المخلوق؟!! وهل يعصي الخالق أو يعصي المخلوق؟!! سؤال واضح وجوابه بسيط، لكن يصعب التطبيق، بل ربما يستحيل التطبيق، خاصّة مِن مارقة الفكر والأخلاق!!! فاين ستكون أيّها الإنسان المسلم المنصف؟!! ولك الخيار مع الاحترام والتقدير، لكن التمس العذر للآخرين، فلا تستخِّف بهم وتُخرجْهم مِن الملّة والدين ”

وهذا ما لا بد ان يذهب اليه كل انسان مسلم وصاحب دين فلا بد من وجود التبرير للآخرين لكونهم قد حصلوا على الدليل ، فليس من العقل والانصاف التكفير والقتل وهذا ما ذهب اليه مارقة العصر ممن يرى وجوب تفجير الاخرين وقتلهم وذبحهم لمخالفتهم له بالرآي وهذا ما ذهبت اليه دولة بني امية التي سبقت الدواعش بالجريمة والطغيان.

بقلم نسرين الوائلي

أضف تعليقك هنا