مدينة ” مشهد ” الإيرانية عاصمة الثقافة المتأسلمة !

أود أن ألج الموضوع من باب وزارة الخارجية الإيرانية ، إذ نطق في يوم سابق على هامش تظاهرة مشهد عاصمة الثقافة الاسلامية ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي فقال : ( في الوقت الذي تجري فيه وللأسف محاولات غامضة لتقديم الاسلام على أنه دين العنف والارهاب ، فإن مثل هذه الاجراءات توفر الارضية المناسبة لاظهار الاسلام الحقيقي وكذلك تبيين الاعتدال وتقديم الحضارة والعرفان وثقافة الاسلام الاصيلة الى انحاء المعمورة ) .
أطرح علامات استفهام و تعجب كثيرة مع بعض من التخيلات ؟؟؟؟!!!!!

١ / تعجباتي الخمس :

فمن خلال حديثه هذا ، عن مشهد عاصمة الثقافة الاسلامية ، هو يلمح لنا بالأهداف المسطرة من وراء فعاليات هذه التظاهرة الثقافية ،، سأقدمها بقراءتي في خمس تعجبات ، و هي :
– ايران هي من ستعرف العالم ما هو الإسلام الحقيقي ، ما معناه أن دين الروافض هو الاسلام الحقيقي !
– الهمز و اللمز بأن العنف و الاٍرهاب هما نتاج دين اهل السنة و الجماعة !
– التلويح بأن دين الروافض هو دين الاعتدال و قبول الآخر !
– الحضارة هي المجوسية و من العرفان تقديمها للعالم !
– الثقافة الرافضية الأصيلة لابد أن تصل الى كل أنحاء المعمورة !

٢/ تساؤلاتي الخمس :

ذاك ما تضمنه خطاب القاسمي ، ما يجعلني أتساءل خمس تساؤلات :
– هل صدق الناس أن الدولة الصفوية هي جمهورية اسلامية حقا ؟
– أما علم الناس أن الدين واحد و ما تفرق من بعد السنة فهو باطل ؟
– ما هي ثقافة الروافض تلك ، التي سيسوق لها عبر هذه التظاهرة ؟
– و هل لعن الصحافة و أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم بات ثقافة اسلامية ؟
– هل سيتحقق حلم الدولة المجوسية في نشر دين الرافضة في كل ربوع العالم ؟

٣/ بروتوكولات حكماء ( صفيون ) :

في الأيام القليلة الماضية شهدنا افتتاح تظاهرة و فعاليات ” مشهد ” عاصمة الثقافة الاسلامية بحظور وجوه سياسية و ثقافية و فكرية .. فيي إعلان رسمي لانطلاق مسيرة جديدة من مشروع التشييع عبر المدينة الرضوية المقدسة لدى الرافضة ، و التي تحتوي المرقد المزعوم لأحد أئمتهم الثامن ( علي بن موسى الرضا ) ، و هو الأمر الذي سيجعله مزارا حيويا خلال فترة التظاهرة الثقافية من كل الأطياف ما سيفتح آفاقا واسعة لإيران لتشييع عدد اكبر و شرائح أوسع بأقل جهد و تكلفة ! . فلقد بات واضحا و جليا ، بالموازاة مع المشروع الصهيوني لاستعباد العالم تطبيقا للأجندة المسطرة وفق ما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون ، هناك ايضا مشروع ( مجوسي فارسي رافضي ) لاستعباد العالم ايضا ! ، و كلاهما صنوان.

٤/ التحالف الصفوي – النصيري :

و لا ينتطح عنزان ، في كون إيران قد برزت كقوة لها كلمة يحسب لها حساب في المنطقة ، فمنذ الثلاثاء الاسود 2001 ، و ما عقبه من دخولل للقوات الامريكية أراضي أفغانستان ثم العراق ، باتت ايران محاصرة شرقا و غربا على إثر ذلك ،و من الجهة المحاذية نجد الشقيقة سوريا هي الأخرى ، تحت الحكم النصيري – الشيعي و بكل ولاءها للدولة الصفوية – الرافضية حاولت جاهدة حماية نفسها من مخلفات غزو العِراق فهي ايضا باتت محاصرة على إثره ، و هو ما تجلى في مساعي ( علي خامنئي – بشار الأسد ) لحماية كيان الدولتين ، ما دفع بإيران للدخول بقوة معترك المبارزة لإفشال المخطط الامريكي و إضعاف قوة جنوده و إلحاق خسائر مادية و بشرية به لتضطره الى الخروج من المنطقة ، مرتكزة في ذلك على ضخ المعارضين للتواجد الأمريكي بكلتا الدولتين بالدعم اللوجيستي الحربي و تعزيز قوة و نفوذ الشيعة بالدولتين .. تماما كما عززت كذلك و دعمت الخوارج و من شابههم من تلك التيارات المتأسلمة التي لم تجد مانعا في وضع يدها بيد الروافض ( على خلاف السلفية ) ، و كذا في بلدان اخرى من الْوَطَن العربي و ما سوريا ببعيدة عنا ، حيث دعمت سياسة النظام العلوي النصيري في تقتيل و تشريد أهل السنة و التنكيل بهم و اغتصاب شرفهم لإفراغها منهم و تمكين الروافض و الشيعة من أرضها .. و جهودها الساعية ايضا في الخفاء بين الفينة و الاخرى للتشويش على اهل الجزائر السنة و بلدان اخرى كثيرة و كل ذلك لإثارة الأراجيف و القلاقل و زعزعة الوطن العربي – السني ، و منه فرض نفوذها عليها بشكل أو بآخر .

٥/ اللعبة الكبيرة و اللاعب الرافضي ! :

و اليوم ، يعتلي ترامب السلطة في أمريكا ليدير عجلة التاريخ نحو الخلف ، للتصحيح ! ، بعد أن همز و لمز بإخفاق السياسة الخارجية الامريكيةة السابقة في إدارة شؤون الشرق الأوسط و مكافحة الاٍرهاب ، و هو ما يمهد لسياسة ترامبية جديدة مع ملف العِراق قد تكون أشد قسوة على إيران ( و العراق هو وسط العصا الذي ستعض عليه أمريكا للايقاع بإيران شرقا و سوريا غربا ) ، و بهذا تبسط أمريكا نفوذها جيدا على الشرق الأوسط و تسليم مفتاح الفتح و الغلق لإسرائيل بالمنطقة ! .. مع العلم أن الكل في هذه اللعبة الكبيرة يلعب على الحبلين روسيا ايران أمريكا تركيا بل حتى بريطانيا رمت حزام الاتحاد الاوروبي ليحلو لها الرقص على طريقتها الخاصة في ساحة المعركة فتظهر بمظهر الناصح الحكيم لترامب على لسان رئيسة وزرائها التي حذرت بقولها له ( تعاون مع بوتين و لكن بحذر ! ) .. فمن جهة إيران تريد إخضاع الدول العربية و إحكام السيطرة عليها بمساعدة صهيونية غربية ، و من جهة اخرى تريد أمريكا إخضاع ايران لها بمعاونة دول عربية ! و روسيا بذكاء الدلفين تلعب مع الجميع لمصلحتها بامتياز .

٦/ فلتشهدي يا مشهد ! :

و في ضَل هذا المشهد السياسي ، تطل علينا إيران عبر مشهد ، و هي مدينة إيرانية ، في مشهد ثقافي تعزز به شطحاتها السياسيةة بترنيمات و أهازيج ثقافية ، لتنقل الحرب الى المستوى السياسي عبر المستوى الثقافي ، فنفوذ إيران و سيطرتها على العالم العربي ( السني ) يكون حسبها بتوسيع رقعة الشيعة و الروافض بتوسيع نشاط الخلايا الناشطة في مجال التشييع الصفوي عبر العالم ككل .. إلا أن تظاهرة مشهد عاصمة الثقافة الاسلامية ستحول إتجاه التشييع من الخارج نحو ايران ، بدلا مِمَّا كان سابقا اي من ايران نحو الخارج ! فهي فرصة ايران لاصطياد الأفئدة بأقل تكلفة و جهد ! ، و عليه ستشد الرحال زمر و نحل من المثقفون و السياسيون و الفنانون و المارقون بمختلف أعراقهم و أطيافهم على مدينة مشهد مرتدين عمامة الملالي إمتثالا لثقافة المكان و بؤس الزمان

٧/ و أخيرا .. تخيلاتي الخمس :ستحاول ايران تحويل إتجاه التشييع من الخارج نحو ايران، بدلا مِمَّا كان سابقا اي من ايران نحو الخارج

و يمكنني استباقا للحدث ، حول ما قد يكون أثناء فعاليات تلك التظاهرة ( المتأسلمة )، أن أترنح بخيالي شيئا من الوقت ، لأشاهد مشاهد منن مشهد ، في خمس تخيلات :

١- مطلوب من كل الوافدين إلى إيران ، التكفل بإحضار لوازم الملحمة الثقافية من سكاكين و سيوف و سلاسل حديدية مع كمية معتبرة منن الكاتشاب ضمن محتويات حقائب سفرهم ، في إطار حملة التقشف العالمي بعد تهاوي سعر البترول مؤخرا .

٢- ” الأسود يليق بك ” ، على الجميع الحاضرين اتباع موضة 2017 .. فاللباس ثقافة و عليه فاللون الاسود هو موضة مشهد لهذا العام ، لاسيماا عمامة الملالي السوداء التي ستتزين بها صور السيلفي عند ضريح ابا لؤلؤة المجوسي ( قاتل عمر ) ! ، و فوق قباب المزارات و على ضفاف القبور و بين أحضان المعممين .

٣- إحياء فتوى الخميني ( مفاخذة الرضع ) تعزيزا للثقافة الرافضية ، لذا سيتم الحرص الشديد على استضافة الأطفال الرضع ضمن وفود الزائرينن ، فلا تستغرب المشهد الثقافي الرافضي فهو مزدهر بفنون المفاخذة و تقبيل الولدان و نكاح المحارم و الزنا الجماعي و الشذوذ …و فنون أخرى قد لا نعلمها .

٤- بين الفينة و الأخرى ، قد تظهر شاكيرا لتبعبع و تطقطق عبر وصلة فنية – ثقافية بموشحات حسينية متبوعة بوابل من الحركات الشرسة وو الغير مفهومة إطلاقا ، ممزوجة بإيقاعات من اللعن و الندب و اللطم و الخبط و الرجف و الردح على إيقاع السامبا البرازيلية و ترديدات كورال البكاء و العويل .

٥- قد يكون الكثيرون من ضيوف التظاهرة ، من هواة زواج المتعة ، حيث سيكون حفل اختتام فعاليات مشهد عاصمة الثقافة المتأسلمة عبارةة عن عرس جماعي لزواج المتعة ، و قد تتكرم إيران بدفع تكاليف شهر العسل بتمكينهم من أداء عمرة مجوسية باللف حول مجسم الكعبة ” الكرتوني ” تبركا به قبل الدخول .

إن هذه الثقافة المتأسلمة في ضَل دين الرافضة الذي ما أنزل الله به من سلطان ، لهي ثقافة تنشر العنف و الحقد و الكراهية و اللعن ، و هيي في ملاحمها الهيتشكوكية لتدعوا الى العنف و الإرهاب و التردي إنساني ، إذ لم تكتف ايران بضخ الاٍرهاب في ربوع العالم العربي الاسلامي و تقتيل أهل السنة أينما تمكنت منهم ، و التعدي عليهم و التنكيل بهم ، و إنما هي دائبة اليوم على تمثيل المسلمين عبر هذه التظاهرة الثقافية لتشويه صورة الاسلام لدى الآخر ، في حين أن الاسلام الحقيقي ( السنة ) بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب .فيديو مشهد عاصمة الثقافة الاسلامية – ايران

أضف تعليقك هنا

د. لبنى لطيف

باحثة متخصصة في علم الإجتماع