نشيد ثورته ما زال يردد صداه

الإهداء : إلى شاعر أغاني الحياة أبو القاسم الشابي ثائرا و مخلصا .

ليتني كنت جامدا كالجماد و عواطفي من الصّخر الأملود .
أو كنت كالمخلوع هاربا بالهروب و بالقصيد .
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى * و كنت الفقير لربه عبدا من العبيد.
أنا خائف بخوفي من نعي النعاة يوما لدولة كانت جنّة للقصّاد .
لا بدّ من الشروق يوما بعد ظلام الظلام آت من الليل البعيد البعيد .
ستشرق الشمس مع فجر آذانها بصوت الحقّ و زهد الزهاد .
سيأتي الربيع حاملا النوارس و الخطاطيف بألوان زاهية دون سواد .
أليس الصبح بقريب إعلان رسمي للرشد و الرشاد .
البحر التّونسي سيقذف حيتانه في أفلاك بالورد و الورود .
سيبشر أبا القاسم مجدّدا بتونس الجميلة و السباحة في لجّ هواه
و ترتيل القصائد و القصيد مهتزّا بماء الخريدة و الخريد.
فقدت بلادي قامة الشعر بلا مثيل صداه من بلاد الحضر و طيب أهل الجريد .
و أعدّوا لدواعش الإرهاب شعبا و إعلاما و شعراء التنوير و التجديد .
وأعدّوا الأديب و العتاد و الرأي الرشيد .
ترهبون بهم عدوا الله و عدوكم حتى الأمن و الأمان للأرواح تعود و الحقّ يسود.
هذه الجزائر شقيقة و بحقّ شقيقة و من عقول أبنائها استفدنا و نستفيد.
مذهب الإرهاب نكاح عهر الجهاد و قلوب ملئ بالأحقاد من الحاسد الحسود.
اللّهم يا واجد الوجود الجوّاد .
يا واحد الواحد يا صاحب الوجود الواحد الأحد المعبود .
حصّن أمة الرسول و بلادنا بحصن مفقود منشود .
فأنت الذي وعدت بالنصر و العفو و أنت الذي جدّت و تجود .

* الصدر : لأبي العلاء المعري

أضف تعليقك هنا