الإرهاب الإسلامي – حقيقة أم فبركة إعلامية؟!

الإرهاب الإسلامي ذريعة لمحاربة وغزو الدول الإسلامية

“الإرهاب الإسلامي” عبارة أصبحنا نسمعها كثيراً في السنوات الأخيرة, حتى كدنا لا يمرُّ يوماً علينا دون أن نسمعها على القنوات, وسائر مواقع التواصل الإجتماعي.

والأمر الأخطر هو اتخاذ دول العالم الكبرى والقوى العظمى هذه العبارة ذريعةً وحجَّةً, لمحاربة وغزو الدول الإسلامية وسلب ثرواتها, والتضييق على المسلمين المقيمين في هذه الدول تحت ما يُسمّى ب “مكافحة الإرهاب”, والمضحك المبكي هو تصديق المسلمين أنفسهم لهذه العبارات, وانخراطهم في معسكر هذه الحرب العالمية لمواجهة “خطر الإرهاب الإسلامي” وإن شئت فقل “خطر الزحف الإسلامي” الذي يهدد كيان وقوة هذه الدول, ولأجل الحفاظ على هذا الكيان وتلك القوى, لم يجدوا حلاً لصدّ انتشار الإسلام في الدول الأوروبية والغربية, إلا تشويه صورة الإسلام الناصعة, ورسالته العادلة التي تتصف بالسلام والأمان, فأخذوا ينشرون الفتن ويبثون السموم, ويفتعلون الجرائم والحروب بأيديهم أو بأيدي مخابراتهم ومجنَّديهم المخلصين, وإلحاق التهم بالإسلام والمسلمين. فهم يعترفون أنّ المسلمين ليسوا كلهم إرهابيين, ولكنّهم يعتبرون أنّ “كلّ إرهابي هو مسلم” وهذا مجرد لعب على الكلمات وتضليل للناس ليس أكثر.

هل الإسلام هو دين الإرهاب؟!

فهل فعلاً الإسلام هو دين الإرهاب؟! وهل من يقوم بالجرائم والأعمال الإرهابية من المسلمين هم مسلمين حقيقيين, وهل يرضى الإسلام بأفعالهم.

الجواب على هذه الأسئلة واضحة وسهلة, فالتاريخ خير شاهد على عدالة الإسلام وأهله, وكيف عامل المسلمون غيرهم عندما فتحوا العالم وتوسعت نفوذهم والأراضي التي كانت تحت حكمهم, بعكس غيرهم الذين لم يوفّروا شيئاً للتنكيل بالمسلمين وإلحاق أشد العذاب والضرر بهم, ومحاولة إبادتهم من الوجود.

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة

فانظروا إلى رحمة النبي صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش عندما فتح مكة من غير أن تراق قطرة دمٍ واحدة, وقوله لأبي سفيان: “الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَرْحَمَةِ، الْيَوْمَ أَعَزّ اللّهُ فِيهِ قُرَيْشًا”.

فلو كان النبي صلى الله عليه وسلم إرهابياً لأباد قريش عن بكرة أبيها, وانتقم منهم من بعد رأى منهم أشد أنواع العذاب والإضطهاد في بداية دعوته. ولو كان إرهابياً ما وصَّى صحابته بأن لا يقتلوا شيخاً ولا طفلاً صغيراً ولا امرأةً, وأن لا يحرقوا شجراً ولا حجراً.

العهدة العمرية

ومن منّا لا يعلم أحداث فتح بيت المقدس على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه, والعهدة العمرية التي أعطى فيها للنصارى حقوقهم والأمان على دمائهم وأموالهم. فلو كان المسلمون إرهابيون لكانوا أبادوا النصارى في بيت المقدس, ولهدموا الكنائس, وما بقاء كنيسة القيامة حتى الأن خير شاهد ودليل على سماحة الإسلام والمسلمين.

هرامات مصر الفرعونية

ولو كان الإسلام دين إرهاب ما رأينا أهرامات مصر ولا الأثار الفرعونية باقية حتى يومنا هذا, ولأمر المسلمون بإزالتها وتدميرها.

المحافظة على الكنائس في بلاد الأندلس وأوروبا

ولو كان الإسلام إرهاباً لأباد المسلمون النصارى الأوروبيين في بلاد الأندلس وأوروبا, ولهدموا كل معالم النصارى في تلك البلاد, ولكن التاريخ يشهد أنَّ نصارى أوروبا عاشوا بسلام وأمان تحت حكم الإسلام أكثر مما وجدوه تحت حكم الكنيسة, التي ثاروا عليها بسبب ظلمها.

المسيحيون في الشرق

وقولوا لي لو كان المسلمون إرهابيون, لماذا لم يقضِ العثمانيون المسلمون والدولة العثمانية المسلمة على المسيحيين في الشرق, وأبادوهم من الوجود ليستريحوا من خطرهم؟!

وغيرها من الشواهد, فالتاريخ الحقيقي لا المزور كله يشهد على سماحة الإسلام, ويشهد أيضاً من هم الإرهابيون الحقيقيون الذين ألحقوا أشد العذاب والتنكيل بالمسلمين.

 

خلاصة القول, ما نشهده اليوم من حملات إعلامية تشويهية ضد الإسلام والمسلمين, ما هي إلا محاولات-فاشلة- لوقف الزحف الإسلامي في أوروبا وغيرها من البلاد, وحُقَّ لتلك الدول أن تخاف من انتشار الإسلام, لأنهم يعلمون أنه سيشكل خطر كبير على حكمهم الظالم.

مسؤولية العمليات الإرهابية 

فهذه العمليات التخريبية الإرهابية, لا تمت للإسلام بأي صلة, فهي إما:

  • عمليات استخبراتية بامتياز بتنفيذ مرتزقة جندتهم نلك الدول لمصلحتها,
  • أو بتنفيذ أشخاص أو جماعات تنتسب إلى الإسلام زوراً, ما عرفت الإسلام حق المعرفة.

وبكلا الحالتين, إنّه لمن الظلم إلحاق هذه التهم المعلَّبة والجاهزة بالإسلام والمسلمين, ولكن لا عجب من هذه الحرب الضروس على الإسلام والمسلمين, فإنَّ المعركة بين الحق والباطل قائمة إلى قيام الساعة.

ولكن ما يجب على المسلمون فعله هو التمسك بدينهم وافتخارهم به, وأن لا يخجلوا من دينهم بسبب هذه التهم, بل وجب عليهم أن يعكسوا صورة الإسلام الحقيقية, التي تهدف إلى نشر السلام والأمان بين العباد وفي كل البلاد.

فيديو الإرهاب الإسلامي – حقيقة أم فبركة إعلامية؟!

أضف تعليقك هنا

مجد الدين المزوق

مجد الدين المزوق