منع المسلمين أو قتلهم

​في عام 1982 صنع المخرج “كوستا جافراس” – الفرنسي الجنسية اليوناني الأصل – فيلمه الشهير “Missing” ليوثق أحداث الانقلاب العسكري الذي قام به الجنرال “بينوشيه” في دولة شيلي برعاية المخابرات الأميركية ويستعرض الفيلم الأحداث من خلال التحقيق في مقتل صحفي أميركي شاهد رجال المخابرات الأميركية وهم يقتلون الدكتور “سلفادور اللنيدي” رئيس الجمهورية. وفي آخر الفيلم بعد أن اكتشف أبو الصحفي – قام بدوره “جاك ليمون” – حقيقة مقتل إبنه؛ سأل السفير الأميركي في سنتياجو عن مشروعية التدخل في شئون الدول الأخرى وكان رد السفير أن ذلك هو السبب في أنه يتمتع بحياة رغيدة بأسعار زهيدة في الولايات المتحدة.

شاهدت الفيلم في التليفزيون المصري عام 1984 (تقريبا) ومن وقتها وأنا أنظر دائما بعين الشك لكل السياسات الأميركية خصوصا عندما يتباكون على حقوق الإنسان الغير أميركي. وربما يُظهر الإنسان الأميركي عدم رضائه عن سياسات حكومته لكنه في النهاية ينتخب تلك الحكومات التي تدمر البلاد الأخرى لتسرق ثرواتها ليعيش الإنسان الأميركي في رغد العيش على حساب الشعوب الأخرى.

لذلك كله أنا سعيد بسياسات الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” الذي كان واضحا في كلامه عن أن الأولوية للأميركيين والموت للآخرين إذا وقفوا في طريق الإنسان الأميركي لأنه بذلك كشف الغطاء عما كان يخفيه الحكام الذين سبقوه والذين لم يتورعوا عن تدمير البلاد الأخرى والتحالف مع الشيطان من أجل سعادة الإنسان الأميركي. وليست المظاهرات الأخيرة ضد قرار ترامب بمنع مواطني عدة دول عربية وإسلامية من دخول أميركا إلا نموذج لازدواجية المعايير حيث لم تخرج مثل تلك المظاهرات عندما قامت أميركا نفسها بتدمير تلك الدول نفسها وقتل أبنائها وتحويل الباقين إلى لاجئين يتهافتون على أبوابها.

وربما تكون تلك فرصة لنواجه أنفسنا ونتذكر تاريخ طويل من الصراع مع الغرب الذي إحتل بلادنا ونهب ثرواتها وتحكم في مقدراتها على مدار ثلاثة قرون ماضية وأن نعمل لصالح بلادنا بصدق دون أن ننتظر مساعدة من أحد.

ملحوظة: كوستا جافراس أخرج عدة أفلام تعتبر علامات في تاريخ السينما مثل: Z و Henna K.
#تحيا_مصر

أضف تعليقك هنا

حسام عطاالله

مهندس مصري مهموم بمستقبل بلده.