الخلوق خليق

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه …  فقوم النفس بالأخلاق تستقم

اخوتى , إن من المشاهد أن جميل الشيم قريبة من كل كريم بعيدة عن كل لئيم صعبة على الآخرين , وأقصد بالكريم كريم الأصل والطبع وباللئيم لئيم الأصل والطبع وأقصد بالآخرين أولئك الذين خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً .

فقط يحس بقيمة الحياة والأحياء ويستشعر لذة الخلافة فى الأرض كل إنسان خلوق , فإن الخليفة الكريم لا يحس بنغص العيش وكدر الأحوال مثلما يحس غيره فيقول أحدهم : جاهدت نفسى وجاهدت حتى صارت شهوتى المجاهدة .

أقول : الخلوق خليق ( جدير ) فالخلوق خليق أن يحب وخليق أن يعز وخليق أن يكرم وخليق أن يرفع وخليق أن يقدم وخليق أن ينكح وخليق أن يكون أباً وخليق أن يكون قائداً وخليق أن يختار وخليق أن يرتكن إليه وأن يسار فى ركابه وأن يلى أمور الناس وأن يحبه الله ورسوله وملائكته وعباده الصالحون وأن يجعل الله له لسان صدق فى الآخرين ( أن يبقى حياً بين الناس بأخلاقه ) .

ومن أعلى أخلاق المؤمن صدقه وأمانته وعفته ووفاؤه وترفعه عن الدنايا وتنزهه عما يحط م قدره وتتصل سلسلتها لتشمل كل خلق جميل , وجمال الأخلاق وجماعها وأصلها ووسيلتها وزينتها حب الله تبارك وتعالى , فالإنسان المحب لربه يبقى حبه يوجهه ويحميه ويبصره ويهديه ويصبره ويرضيه , ومن الحب أ ن يحب المرء أى شئ من جهة محبوبه , ويكفيه عوضاً أن يشعر أن محبوبه يحبه ولو بطريق خفى فقد يصلك من محبوبك فيوض كرمه ووجهه لا يكاد ينبسط بابتسامة لكنك متيقن أن قلبه فاض بالبسمات .

خلق الحزم

ومن الأخلاق الحسنة خلق الحزم , ربما يكون على المرء أحياناً أن ينتبه إلى شئ من الحزم , فإن به تستقيم الأمور وتنصلح الأحوال .

والحزم ضد التردد وهو فى شدة ولين وهو إلى الشدة أقرب , وأغلب أحوال الإدارة ينبغي ان يكون حزماً , فإن التابع ( الموظف مثلاً ) لا يكاد يقيم نفسه على جادة الطريق ساعة من النهار فيحتاج إلى من يرده إليها ويوقفه عليها , وعلى ذلك تكون أقوم الطرق حزم فى غير شدة ولين فى غير ضعف , وبهذا تتحقق القيادة الرشيدة التى تؤدى إلى النجاح والإنتاج وتكون المجموعة حينها آلة بناء وتقدم لا آلة هدم وتخلف .

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

” سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم “

فيديو الخلوق خليق

أضف تعليقك هنا

د. محمد فرحات

طبيب أسنان من مصر

كاتب عربي - مصر