الطريق الثالث إلى فلسطين! – مؤتمر فلسطيني الخارج

ظل الصراع الصهيوني العربي منذ عام 1917 حول فلسطين بين مشروعين لكل منهما أنصار ومؤيدون و لم يترك يوماً للفلسطينيين حق تقرير المصير، و عام 1948م ليس أكثر من نقطة تحول صاحبها تغير في أدوات الصراع وأسلوبه ثم لم يلبث عام 1993م حيث كان شكل آخر من تداعيات هذا الصراع الطويل الذي شهد تطوراً جوهرياً في أشكاله وأدواته بعد أن شيَّعت السلطة الفلسطينية ما كان يعرف منذ عام 1974 بمنظمة التحرير الفلسطينية و لتقوم مكان الاحتلال متبنيةً المشروع المناهض للمقاومة و للتحرر الوطني ؟!

حينما أعطى وعد بلفور للمشروع الصهيوني الإذن بإقامة كيان استعماري عام 1917م كان تعداد الشعب الفلسطيني لا يتجاوز 700 ألف نسمة وحينما وقعت النكبة كان تعداد الشعب حوالي 1.5 مليون نسمة واليوم وصل تعداد الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات حوالي 13 مليون نسمة نصفهم من اللاجئين والمهجرين خارج فلسطين المحتلة وهذه الكتلة الحرجة والمؤثرة كانت تُهمش ولا يستمع لها حتى عقد مؤتمر فلسطيني الخارج في اسطنبول بتركيا لتدخل على خط المواجهة هذه القوى الحية والتي تملك حقاً أصيلاً في العودة لوطنها واختيار من يمثلهم و الشعب الفلسطيني أمام المجتمع الدولي .

مؤتمر فلسطيني الخارج

إن توقيت انعقاد مؤتمر فلسطيني الخارج جاء بعد بلوغ الصراع بين أجنحة السلطة ذروته وخاصة بين عباس ودحلان كما أن الصراع بين المشروع المقاوم الذي تمثله فصائل المقاومة من جهة ومشروع السلطة المتمسك بخيار التفاوض و التنسيق الأمني مع الاحتلال لقمع أي انتفاضة وصل للامعقول ؟!

السلطة الفلسطينية بعد ربع قرن من التفاوض لم تحقق إي إنجاز وطني بل على العكس فرَّطت في الكثير من الثوابت والحقوق الفلسطينية فضلاً أنها لا تملك أي مشروع للمستقبل وأصبحت مرتع للفساد و في المقابل فإن المقاومة لا حول لها ولا قوة ومحاصرة من السلطة وإسرائيل والدول العربية والغربية فكان لابد من طريق ثالث لإحياء القضية الفلسطينية وهذا ما دفع نخاسي السلطة و المتربحين من الوضع الراهن الذين يعلمون يقيناً أن وجودهم مرهون باستمرار الفساد والعمالة والانبطاح إلى شن هجوم على فلسطيني الخارج ومؤتمرهم و ليعترفوا بأن السلطة مغنم يخشون من هؤلاء المؤتمرين في اسطنبول الذين يريدون السطو عليها ؟!

هل تملك السلطة الفلسطينية المرجعية الأخلاقية والوطنية ؟

ملف الفساد في السلطة الفلسطينية قديم وما تحدث عنه تقرير المدعي العام الفلسطيني عام 2006 الموثق بالمستندات والذي اتهم رموز في السلطة باختلاس 700 مليون دولار من ميزانية السلطة التي هي معونات من دول مانحة ليس إلا قمة جبل الجليد ؟! وهذه نفسها السلطة التي قتلت ياسر عرفات ليخرج عباس في المؤتمر السابع لحركة فتح ليقول أنه يعلم من قتل عرفات ثم يلوذ بالصمت ليساوم بالملف لمن يدفع سياسيا وماليا ؟!

الـ 1600 وثيقة التي حصلت عليها قناة “الجزيرة” والتي تغطي أكثر من عشر سنوات من محادثات السلام السرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين تكشف مدى العمالة التي تورطت فيها السلطة لبيع القضية والتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني باسم المفاوضات!

نعم ذهبت السلطة الفلسطينية إلى التهلكة كما سبق وصرح العلامة الدكتور يوسف القرضاوي لأنه لا يمكن أن تنشأ سلطة وطنية تحت الاحتلال وكان لابد من المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج لإحداث تحول جوهري في مسار هذا الصراع و لرفض قواعد اللعبة التي كان يضعها الاحتلال الصهيوني ليلتزم بها الجميع !

لن يكون الرئيس الفلسطيني والممثل للشعب من ترضى عنه إسرائيل وإنما من يختاره شعب الجبارين وهذا حق يجب أن يمارسه كل فلسطيني وينتزعه من السلطة قبل أن يفرض على العالم الاعتراف بحقه في الحرية وتقرير المصير .

و ينتظر من حركات المقاومة التي لا تملك غير مشروع التحرر الوطني أن تلحق بهذه الخطوة الكبيرة والهامة وتدعمها وأخص حركة المقاومة الإسلامية حماس .

فيديو مؤتمر فلسطيني الخارج

أضف تعليقك هنا

هيثم صوان

الكاتب هيثم صوان