المحامي “الرعواني عزدين”

المحامي “الرعواني عزدين شاكالا”

كان المحامي “الرعواني عزدين شاكالا” في عالم القانون أكبر بلاء”، لما لا وهو يعمل مع 4 محامين بطريقة رعوانية وغير قانونيّة، بما أنّه لم يتحصّل على الأستاذيّة، ولا أي شهادة علميّة ،تذكر، عمل في خبير في قيس الأراضي في شركة “توبوجان” في منطقة الجنان”، كان يتكلّم العربية فقط، كما يقول تعلمها عن طريق المدبيّة، لذلك بقيت فيه تلك الصبيانيّة. كان يعمل في منطقة قلعة البنات” ويأتي من منطقة برج شاكير، على شكل “نازح صغير، توفّي إبنه في نصبة دّلاع فصدم أيّة صدمة، حيث لم تبقى له إلا زوجته وابنته.

كان المحامي شاكالا، يعرف جميع القضاة ، لذلك يعترض في جميع الدعاوي سواء كانت له الأحقية أو ليس له الأحقية والأفضليّة، كان دوما يغامر في جميع القضايا، سواء تعلّقت بالأحوال الشخصيّة أ والحقوق العينية أو حتى تلك المتعلقة بالعقود والملكيّة، لم يكن للمحامي الرعواني شاكلا اختصاص، فهو يرتمي على جميع عابري السبيل في منطقة قلعة البنات، وكان ينتصب في الطابق العلوي من عمارة قدمها أقدم من الأهرامات، وكان حوله حوالي 500 وثيقة، لقضايا سابقة آيس منها أصحابها وبقي المحامي شاكالا يقوم بالتماسات في إعادة النظر، ومطالب إصلاح تعقيبيّة، وأخرى طلب تأخير القضايا، فهو لا يعرف لليأس طريق، ولا يهنأ له بال إلا إذا تحصل على “تفتوفة من هذا المحامي أو ذالك، وكان المحامي شاكالا، على شكل الضباع التي تتصيّد الأشياء المهملة التي يتركها أعرافه من المحامين، مضيفا حسب اعقتاده لمسات سحريّة لا يعرفها في كرة القدم إلا المدرّب المختار السحّار”.

تدرّج المحامي الرعواني شاكالا في سلّم القانون عن طريق الممارسة الفعليّة، في عديد القضايا الإجراميّة، الجنحيّة والشبه الجنحية والجزائية، والمدنيّة، وكان دوما يبتكر الألفاظ المبتذلة التي يتخيلها في قمّة الرونق والابداع.

لقد أصبح الجميع يهاب المحامي الرعواني شاكالا، بما أنه أصبح له نفوذ كبير، وحضور ذهني وميداني منقطع النظير،فهو يتربّص بجميع الضحايا والمشتكي بهم والقضاة على حدّ السواء. وزادت هيئته ، وكرشه المنتفخ، وسوريته العارية، التي يلبسها في الصيف والشتاء، على حدّ السواء، سأله أحدهم :سيدي المحامي شاكالا لماذا تلبس سورية على اللحم ونحن في فصل الشتاء والبرد القارس، ونزلة البرد بحسابها؟ أجاب قائلا: أنا لست مثل الآخرين، أنا أسلم أمري لله وأنّ الآخرين غير مؤمنين ويخافون من كل شيء، وقننّوات ،وببوش بومصّة، وغيرها من التعاليق لتي يؤمن بها وهو فقط المؤمن والذي يعرف الطريق الصحيح والصواب.

لكن حصلت المفاجأة، بعد ذلك بقليل ، حيث أصيب المحامي الرعواني شاكالا، بنزلة برد، والتواء على مستوى الشفتين، وضبابيّة العينين، والتواء الكتف، ضرب على إثرها استراحة عن العمل لمدّة 4 أشهر. حيث أصبح يذهب بدون أن يتعرف على أحد، فهو كأنّه يبحث عن ضالته ولا يجدها، ومما زاد الطين بلة وفاة والدة شاكالا، وبهذه المناسبة قال عدل التنفيذ برهان شاكر، بعد كل هذه الأحداث الأليمة والرهيبة التي ألمت بشاكالا أنّه ليس عامل الخير في دنياه وأن الله عاقبه على سوء نيته وقلّة معروفه، وأنّه سيء النيّة حتى مع والدته حيث كان يعاملها معاملة الحمير مثلما يقول العدل المنفذ شاكر.

وكان شاكالا، يفدلك على أصدقائه في العمل في منطقة قلعة البنات، قائلا: لو استطعت ولو لقيت عظامك أطبخ عليها الشاي هذا كلّه جعل من المحامي الرعواني شاكالا شخصيّة أسطوريّة في منطقة قلعة الينات يهابه الجميع ، ولم يكن صديقنا الطريف يعير اهتماما لمظهره الخارجي الذي كان يوحي بأشياء أخرى فهو لا ينمّ على محامي ولا حتى على كاتب محامي.

علّق عليه مرّة العدل التنفيذ برهان شاكر، باحتقار: هذا كاتب محامي، لا إلاه إلا الله كان هذا كاتب محامي ، فهيئته حقيقة كانت تنم على وضاعة في الأناقة تجعل من صاحبها يوحي للآخرون أنّهم يتعاملون مع عامل يومي في حضيرة بناء أو في حضيرة ميكانيك السيّارات، ومن المضحكات المبكيات أن الواقع كان على عكس ذلك حيث أن المحامي شاكالا يملك عقارات عديدة هنا وهناك وفي مسقط رأسه قلعة شاكير، حيث يكتري “قاراج ” للميكانيك وأخرى تجارية بمبالغ خياليّة وكان يحرر العقود الكرائية بنفسه مستغلا جميع الثغرات القانونية وأسبقية المسوّغ على المكتري ومستنزفا جميع قلّة المعارف والجهل وعدم إلمام المستسوّغ بنقائص محل الكراء لذي كان يسوّغه المحامي الرعواني شاكالا الذي لم يكن سوى خربة مخربة أكل عليها الدهر وشرب .

وبحكم المحامي الرعواني شاكالا أنّه كان متخصص في قيس الآراضي كخبير كان له معرفة خارقة للعادة بالفصول التي تحوم بالعلاقات بين المالكين وحق الملكيّة والتصرف والانتفاع والتفويت وكل ما هو علاقة بحافظ الملكية العقارية وإدارة الملكيّة العقارية وكل الثغرات القانونية التي يمكن أن ينفذ منها لتسجيل انتصارات في الجلسات القضائية . لذلك لم تكن تسمع من المحامي شاكالا لزبائنه إلا ما “فمّ كان الخير” سواء كانت القضيّة مخسورة أو مربوحة.

وكان يعلق في كل تعقيب أو طلب إصلاح خطأ في حكم حكم فيه القاضي وفي كل طلب استئناف الحكم أو طلب تعقيبه بقولته المشهورة: بأن قرار المحكمة لا يسانده لا الواقع ولا القانون، وأنّ على المحكمة أن تراجع حساباتها من جديد وأن هناك إخلالات عديدة لم تنظر فيه المحكمة ،و وإلا فإنّه سيلتجأ للمتفقد العام وكان بعلق تعليقه الشهير عندما يغضب وتنسد الأفق في القضايا التي هو طرف فيها والتي منوّبه في حالة ميئوس منها بأن القضاء ليس في المستوى وأن الخدم جميعها فسدت وأن البلاد جميعها فسدت وأن البلاد مشت ولم ترجع وأن القضاء ليس قضاء وهو على باب الإفلاس.

أضف تعليقك هنا

هاني القادري

هاني القادري كاتب تونسي