المرأة تمييع وتسليع

تشكل ثقافة التقليد الاعمى والشعور بالنقص تجاه الاقوياء على الكرة الارضية قاطبة التجلي الصارخ لحالة الضعف الذي نحياه منذ قرن، ويزيد وكما قال احد الكتاب فأننا انتقلنا من الجيل الأول الذي صنعه المحتل والمستعمر واستخلفه في بلادنا بعد الاستقلال المزعوم لبعض بلداننا الى الجيل الثاني الذي تربى على ايدي الجيل الأول وهو جيل مفذلك متفلسف على مقصد العوام لا مقصد العارفين. وهذا الجيل الثاني اخذ من الجيل الاول الانفتان بثقافة المستعمر القوي، واضاف اليها براغماتية مدعاة يمكن القول انها واقعية الجبن المغلف بشيء من الثقافة المشوشة المصادر والغريبة النتائج.

حقوق المرأة وتزيد من مشاركتها المجتمعية

وحتى لا يطول بنا الكلام وتتفرع بنا شجونه وهمومه وحقائقه فإننا نحصر الكلام في واحدة من اهم القضايا التي يتخذها الغرب وسيلة ومدخلا للولوج الى بلداننا والنخب الفاسدة الشمولية التي تحكمنا ذلك انك لتكون شرعيا في زمننا، فلا بد ان تكفل حقوق المرأة وتزيد من مشاركتها المجتمعية وتهلل وتسبح بحمدها في محراب الغرب، بغض النظر عن حقيقة وضعها وواقعها في المجتمع، ولن ندخل باب اثبات ما قدمه الاسلام للمرأة وحجم تكريمه لها، لان ذلك غدى من المعلوم بالضرورة لكل منصف، اما المشككون واصحاب الاجندات فلا حاجة لجدالهم ولا اقناعهم.

تحرير المرأة

منذ ان اطلق قاسم امين مناشدته بتحرير المرأة، وخلعت هدى شعراوي خمارها، والمسألة في تطور نحو  الاسوأ، فقد تبين للعاقل ان الهدف هو نقل المرأة في الشرق من كونها درة مصونة تراق دون شرفها وعفافها وكرامتها الدماء الى حديقة عامة يزورها كل علج، او الى كائن هلامي المطلوب جسده وان قالت الشعارات غير ذلك وصرخ المتشدقون بأمور ظاهرها الاصلاح وباطنها الويل والثبور وسلخ المرأة عن كل قيمة وكل عرف بله عن كل دين.

في اعوام الانتفاضة الثانية كنت لا ترى حاسرة للراس الا حالات نادرة ثم تطور الامر وحدثت احداث عام 2007 من انقسام وتشكلت في الضفة ثقافة غريبة ربما هي نتاج اطلاق يد المؤسسات غير الحكومية التي عملت جاهدة على تغيير كثير من عادات المجتمع في غياب للذين يمكن القول انهم ربما كانوا يقفون سدا في وجه استهداف نسيج المجتمع وعاداته ومكوناته بصورة ادق، وتحديد مسألة المرأة وحقوقها وكوننا شعب محتل بكامل المعنى لكلمة احتلال، فقد امعنت هذه المؤسسات وفيما بعد بعض الناشطين ناقصي الثقافة في مسخ مكانة المرأة وجعلها كائن مميع ظاهري لا عمق اخلاقي يحميه ولا جدار عرفي يمنعه.

ربما يستغرب البعض ما قيل سابقا لكن امض ايها المستغرب في ردهات اي جامعة وانظر ما الذي احدثه هؤلاء من تغيير جذري في حياة ومظهر واهداف بناتنا؟

الحال اليوم

لقد اصبح غير الشرعي شرعي وصارت الكاسية العارية تحدثك عن الاخلاص والاعمال القلبية، وان التشدد والجمود هو الذي يطلب منها الاحتشام والنظر بصورة اشمل لما يجب ان تكون عليه كإنسانة حضارية منتجة تحافظ على دينها واعراف قومها ولا يمنعها ذلك من ان تكون قامة فكرية معروفة او حتى ناشطة تصغي لها الاذان والعقول فرفض بعضهن هذا العرض ورحلن وراء تقليعات الموضة بكل انواعها فهي حرة تمام الحرية فيما تختار وتقول وتقرر ولها الحق حسب ما استجد ان ترد النصوص القطعية والظنية ان استقبحتها عقليا او لم تخدم ما تريد

ان نظرية المؤامرة بشكل جارف ليست محببة ولا صحيحة ولكن من ذا الذي يمنع مراكز الدراسات الغربية والمؤسسات غير الحكومية من الذي تفعله في هدم كيان المرأة وتحويلها الى سلعة ؟

لقد بلغ الامر مبلغا لا يمكن الصمت عنه فكل عدو لنا وبغض النظر عن جلبابه الذي تجلبب به ليخدعنا سواء اكان قانونا او حقوقا قد اعمل مبضعه واخرج لنا المرأة التي يريد لا التي نعرفها وهذا ينبئ بالخطر الداهم في المستقبل القريب والبعيد فهذه التي تركناهنا لاعدائنا ستربي ابنائنا على ما هي عليه من خلل وعندها لن يعود لدينا مجتمعا نتغنى به بل سيكون مجتمعا لا مكان لنا فيه

فالامر اذا ليس ان تتبرج ابنتك من باب الحرية بل الامر ان كل ذريتها ستفعل وعندما ينصحك احدهم بالنسبة لمركز ترتاده لا يعني ذلك انه يريد الجهل لها بل يريد ان تنجو اجيال قادمة من الافكار المسمومة

ختاما كتب احد الاخوة ينتقد التقليد للغرب في جعل يوم للمرأة فرد عليه صديق من الغرب قائلا له هذه الترهات عندكم فقط وهنا في الغرب لا نرى عطلة ولا احتفالا بما تقول والمعنى ان اصحاب المناسبة اماتوها ونحن نحييها لنثبت لهم اننا محافظون على حقوق المرأة ومحتفلون بيومها ونرعى مصالحها

اذا اردنا ان تكون لنا الريادة مستقبلا فلنمنع غيرنا من تمييع بناتنا ومن تسلعيهن لان من فرط بامرأته الان مفرط بمستقبل شعبه لاحقا.

فيديو المرأة تمييع وتسليع

أضف تعليقك هنا

مروان محمد ابو فارة

مهتم بالحالة الفكرية للأمة
أبلغ من العمر 35 عاما
أمضيت في سجون المحتل الصهيوني عشرة أعوام
أحمل شهادة البكالوريوس في المهن الصحية تخصص تمريض
من فلسطين المحتلة