الهجرة الضرورة

من المتداول ان المعنى العام للهجرة هو الانتقال من المكان الام  الاصلي و الغير صالح للبقاء و الى المكان الجديد و المفعم بالحياة. و للهجرة انواع منه هجرة داخلية اي داخل حدود المكان الواحد او الدولة الواحدة مثل الانتقال من الريف الى المدينة و الهجرة الخارجية اي خارج حدود الدولة مثل هجرة افراد الوطن الى دولة اخرى و بعيدة  عن دولتهم الاصلية و هناك الهجرة السرية و هجرة تتسم بالخطورة و هي الهروب السري من دولة الى اخرى دون الاعتماد على اوراق ثبوتية و وثائق رسمية و التي قد يتعرض القائم بها الى العديد من المخاطر و النتائج السلبية.

تختلف اسباب الهجرة باختلاف المناطق و باختلاف الظروف المحيطة و باختلاف المواعيد المرتبطة بالبيئة و باختلاف انماط العيش المطلوب و باختلاف انواع المخلوقات الموجود و حسب درجة تاثرها و مقدار استجابتها و مقاومتها و مجابهتها للحالات الاستثنائية الطارئة التي طالما تظهر بين الحين و الاخر نتيجة للتغايرات و التباينات  و الاحداث الغير مالوفة التي تطرا في اماكن و اجواء معينة و التي مما يضطر تلك المخلوقات الى الرحيل و الانتقال الى غيرها من البقاع و التي تتوفر فيها الظروف و سبل العيش الملائمة و المهياة للانتقال الى رحابها .

الاكيد بالامر ان الهجرة البشرية ترتبط ارتباط وثيق بما يواجهه افراد المجتمع في بيئة معينة من ظروف قاسية و صعبة مقيتة تتعلق بمستوى العيش او توفر فرص العمل او خطورة الوضع لعدم توفر العنصر الامني و التوافق المجتمعي و لتاثر القدرة الاقتصادية للدول و زيادة الكثافة السكانية و التي تؤدي الى زيادة البطالة و احتمالية الفقر مما يدفع الكثير من افراد المجتمع الى الانتقال و الهروب الى اماكن اكثرا امنا و توفر سبل العيش الحقيقية و الاوسع لهم بدلا من البقاء في نفس مناطق سكناهم من دون فائدة لهم و لمجتمعم الغير مؤهل لالتزامهم و التمسك بافراده و الاعتناء بهم.

الهجرة النبوية

و لعل اول مايتبادر الى اذهاننا كمثال راسخ للهجرة في خضم هذه الاسباب الصارمة و البحتة هو هجرة الرسول الكريم محمد بن عبدالله عليه و على اله الصلاة و السلام و هي هجرة لدوافع دينية و فكرية مغايرة لمعتقداتهم و افكارهم السائدة انذاك و هجرته الى خارج البقعة المباركة التي نشا و ترعرع فيها لعدم تقبل اهلها لدعوته و لما سعى اليه من رسالة تبليغ و بتكليف شرعي لاهله و ابناء عشيرته و الاقربون و من حوله من الناس و مجابهته بابشع طرق و صور الاساءة و الايذاء له و لاتباعه من الناس الضعفاء و الفقراء و الهجرة  الى المنطقة المجاورة لها نظرا لاحاطة اهل تلك المنطقة به و باهله توفر الرعاية و مستلزمات الامان و العيش الكريم فيها مما يحيطنا.

علما بان الهجرة متما توفرت لها الاسباب اللازمة و المحتمة تكون حق على اي فرد من افراد ذاك المجتمع المعرض لهكذا معاناة و ما نراه و نلمسه في وقتنا الحاضر و الراهن من الاحداث الاخيرة من الهجرة الجماعية و اللجوء من المناطق الساخنة و المتضررة و الغير امنة و الطاردة للناس الى مناطق اكثر هدوا و امنا و استقرارا و جاذبة للناس و اكثر افادة بطرق العيش و فرص العمل.

الهجرة واللجوء من أماكن الصراع

و المثال الواضح و الدليل الدامغ لهذا الكلام هو ما شهده العالم العربي و غيره في كثير من مناطق الصراع  في الاونة الاخيرة من عمليات النزوح و الانتقال الى مناطق اكثرا امنا مما اضطر البعض الى اللجوء و الهجرة الى اماكن بعيدة و الى ما وراء البحار و مختلفة في انماط حياتها و ثقافاتها و تقاليدها و عاداتها و اجوائها عن اماكن سكناه الاصلية و التي تطبع عليها و تاقلم و تكيف فيها نظرا لتوفر عوامل و سبل العيش الكريم و الامن الغذائي و الاجتماعي المتواصل فيها.

هجرة الطيور والنحل

و الهجرة لا تقتصر و لاتنحصر على ممارستها من قبل الجنس البشري بل هي نزعة و غريزة متوفرة لدى جميع انواع المخلوقات التي قد تتعرض لظروف ليست معتادة لديها كالكوارث الطبيعية كالفيضانات و الزلازل و الامراض و البراكين و الحروب و المجاعات او نقص في الموارد الغذائية و لعل اقرب هذه الامثلة المتاحة لهجرة هذه الكائنات هي ظاهرة التطريد لدى حشرة النحل فهذه الحشرة النافعة لمجتمعها و للوجود النباتي بتلقيحها للازهار و لفائدتها لصحة الانسان بما تنتجه من خلال عملها الدؤوب من انتاج غذائي و دوائي مما يضطرها احيانا الى القيام بهذه الظاهرة و التطريد الى اماكن جديدة لعد توفر مصادر الغذاء لها بالمستوى المطلوب و الذي يكفي و يفي لحاجة جميع افراد طائفة النحل و التي قد يصل عدد افرادها الى مابين 10او 20 فرد و حسب قوتها و من الامثلة الاخرى و الواضحة للعيان ظاهرة هجرة انواع مختلفة من الطيور من الاماكن الشديدة البرودة و نقصا لموارد الغذاءالى الاماكن الاكثر دفئا و توفرا للاعشاب و من الامثلة الاخري و الشائعة هو ما تشهده الكائنات البحرية و انتقال الحيتان من جنوب المحيط الهادي في الى المنطقة الشمالية من المحيط حيث اماكن الغذاء الوافر و الجيد.

فيديو الهجرة والضرورة

أضف تعليقك هنا

علي عباس

علي عباس