تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي عن حرب غزة الأخيرة

الادعاء بانتصار إسرائيل في حربها على قطاع غزة صيف العام 2014 فضحه تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي الذي صدر الثلاثاء 28 فبراير 2017م حيث فنَّد هذا الكذب و ذلك الانتصار المزعوم وحمَّل قادة إسرائيل إخفاقات الحرب, و احتل التقرير مساحات كبيرة من الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية و كان صادماً لكافة الأوساط في كيان الاحتلال بقدر ما لم يستثنِ أحداً من المسؤولية ! بدءًا من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وحتى قادة ألوية جيش الاحتلال و اتهمهم جميعا بعدم امتلاك أي استراتيجية جاهزة ومتكاملة لمواجهة سلاح المقاومة الفلسطينية الاستراتيجي “سلاح الأنفاق” وكشف التقرير عن أن ساسة الاحتلال وعساكره قرروا الذهاب للحرب إلى غزة دون أن يمتلكوا أدنى فكرة عن تلك الانفاق وماهيتها وطبيعتها ولم يضعوا في أهدافهم تدمير تلك الأنفاق التي اعتبرها التقرير التهديد الأكبر لإسرائيل كما اتهم التقرير نتنياهو و المجلس الوزاري المصغر بإخفاء معلومات استخبارية عن مدى خطورة تلك الأنفاق التي أحدثت توازن في الرعب أثناء الحر ب ؟!

كل ما ورد في تقرير مراقب الدولة الذي بدأ إعداده في سبتمبر ـ أيلول 2014 ـ دحض ما كان يشاع أيام الحرب التي بدأتها إسرائيل في 7 يوليو ـ تموز ـ 2014 و استمرت 51 يوماً و مع الأسف على لسان المرجفين ووسائل إعلامهم من العالم العربي ؟! فقد أنصف التقرير الصهيوني المقاومة وأكد أنها كانت مستعدة منذ أشهر لمثل هذه المواجهة والدليل أنها استقبلت الحرب دون أن تتفاجأ بل وواجهتها بكل صرامة وتخطيط وانسجام وأوضح بأن المقاومة الفلسطينية لم تستعرض كامل قوتها أمام قوة الضرابات التي كانت تتلقاها طوال الأيام الأولى للحرب وهذا بحد ذاته يعكس درجة التخطيط الاستراتيجي الذي كانت تتمتع به خلافا لما يحدث على الجانب الإسرائيلي الذي انحصر تفوقه العسكري في تدمير 172 ألف مسكن على رؤوس المدنيين تحت سمع وبصر العالم لذا أقر التقرير لحركة حماس بالانتصار الأخلاقي في هذه المعركة غير المتكافئة والتي أطلقت إسرائيل عليها “الجرف الصامد” فيما أطلقت عليها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس” معركة “العصف المأكول” ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية فقد استشهد 2322 فلسطينيا و أصيب ما يزيد عن 11 ألف آخرين بجروح فيما أفادت بيانات رسمية إسرائيلية بمقتل 68 عسكريا إسرائيليا و4 مدنيين إسرائيليين وإصابة 2522 إسرائيليا بينهم 740 عسكريا .

الجواسيس في غزة

إن سبب تفوق حماس وجناحها العسكري تمثل في حرمان إسرائيل وأجهزتها الأمنية من عيونها على الأرض بعد أن تم تجفيف غزة من الجواسيس الذين كانوا يزودون إسرائيل بالمعلومات الاستخباراتية مما حرمهم من معرفة وتقدير خطورة سلاح الأنفاق ولم يستطع جهاز المخابرات العامة ” شاباك ” والاستخبارات العسكرية “أمان” تقدير حجم مخاطر الأنفاق بسبب الفجوة في المعلومات الاستخبارية.

حرب التكتيك في غزة

وعلى ما يبدو أن نتائج التقرير سوف تؤثر كثيرا على مصداقية القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل بعد أن أدرك المجتمع الإسرائيلي بأنهم كذَّابون و بعد أن أثبت التقرير لقادة حماس التفوق العسكري في التكتيك والتخطيط العسكري مما قاد المقاومة لتسجيل انتصارات عديدة في كل معارك الحرب خاصة البرية منها وهو ما كان يفتقده الجيش الإسرائيلي ؟!

وبعد صدور تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي بيوم واحد وفي دلالة واضحة عبر رئيس الوكالة اليهودية في الولايات المتحدة عن قلقه البالغ لتزايد ما أسماه الممارسات العنصرية ضد اليهود مطالباً بمعاقبة مرتكبيها .

يذكر أن الوكالة اليهودية هي منظمة شبه حكومية إسرائيلية و قامت بدور مركزي في جلب اليهود من كافة دول العالم إلى إسرائيل عند تأسيسها و تتمثل مهمتها في حض اليهود على الهجرة إلى إسرائيل .

فيديو حرب غزة “العصف المأكول” أم “الجرف الصامد”