جنسيات وشياطين – قصة

قامت به قرب الفريش، قامت به همّ الفقر والطيش، قامت به مقابل قبلة وبضعة قريش. ربطت به علاقة شبه متينة، بدأت المقابلات تحت التينة، وفوق ماكينة، أعجب بشكلها الذي كان على نحو تنيّنة ، بدأت القبلات والهمسات، والهستيريات، بدأت العلاقة في لحظة جنون، عندما فقدت أبوها الحنون، لقد وجدت العاشق المجنون، والصديق وقت الضيق، عندما يشتدّ الجرح العميق، كان طولها في حدود المتر والخمسة سبعون، وكان طوله على نحو المتر والثمانون، كانت هناك طاقة لا مثيل لها، عندما لأوّل مرّة أعجب بكونتوار صدرها.

في وسط الغابة، اعتقد الأسد أنّه يلتقى أنثاه، التي تبادله نفس الشعور، ذلك الأسد الهمام، الذي لا يخاف من المغامرات الرومانسيّة، “جنية إنسيّة، في السهام العينية، والألاعيب الكلاميّة. كان يجرّ دراّجته الهوائيّة، عندما دخل “مدينة المسرح” صحبة أميرته ذو العيون العسليّة، وبدآ يتهامسان، ويتغامزان، ويتباوسان، بينما مباراة كرة القدم المدرسيّة، تدور تحت التصفيق ، والأهازيج الصبيانيّة، والطبول الرعوانيّة، وبدأت الهمسات، أليس موعد زواجها اقترب؟، نعم أعتقد أنّه مازال يفصلنا عن زواجها شهر فقط. وأجاب آخر، شهر فقط،؟ إنّها في شهرها الثامن من هذا الفهد الغريب؟ كيف تعرفا على بعضهما؟ أين خطيبها ومستقبلها إذن؟

فارق البلاد حارقا إلى إيطاليا، بعد أن وصلت إلى شهرها الثامن، عندما كثر الجدل الاجتماعي، واللوم الجماعي، تاركا الجميع في حالة غضب ورعب وهيجان، لقد نال منها بعد مباراة بادمنتون، لقد كان يعلمها رياضة البادمنتون، عندما إنهارت أمام القدر، ولم تجد شيئا آخر سوى رقصة الغجر، لقد كان جسدها يعبّر عن أنثى كاملة ، لكن يعقتد آخرون أن عقلها وصل بها إلى طرد مبكّر من الدراسة، بعد أن عكّرت صفو الجو العام، لم تعد تطيق رؤية الأساتذة، تلك الأشباح التي توجه لها اللوم ، وتعطيها أعداد كارثية ومأساويّة،

كان، “أسيد سلطان، قد هاجم جميع فتيات المدرسة، عندما انقطعت بعضهن أو أكثرهن على الدراسة في منطقة ” عين ثعبان”، وكان أن ينال من “أميرة سلطانة” التي تبلغ من العمر 17 سنة بعد أن كاد لها في الطريق العام، والتي كان أبوها اشتكى بأسيد لدى مراكز الأمن عديد المرّات، وفي كل مرّة تعب بدون فائدة، حيث كان يعمل حارس في سفارة اليونان، ولم يكن باستطاعته مراقبة ابنته، لقد قرّر هذا الأخير الاستعداد التام لأسيد سلطان. هذا الذي لم يجد له الجميع سبيل تذكر، ولا يد تردع . الوحيدة التي ردعته “هي أميرة سلطانة، لأنها كانت مثل الزئبق الذي لا يستطيع أحد التحكّم فيه. وبدأت على إثرها المطاردة الجماعيّة، التي أدّت بأسيد بجانب قوارب الموت الحارقة نحو أوروبا.

ولماّ تزوجت ضحيّته الحامل، بآخر، كان على علم بالموضوع، لكنه عمل “عين شافت وعين ما شافت”، أنجبت المولود بعد شهر من الزواج، في الاثناء رجع أسيد من إيطاليا مطردا مدنكس الرأس، يكاد يسقط على رأسه من هول الأحداث التي عاشها بين البحر والغربة والبوليس الإيطالي.

لقد بدأت مـأساة أسيد الآن، عندما تغيّرت الأحداث وأصبحت متسارعة وقاسية وبدون مشاعر، لم يعد الوقت هو نفسه ما قبل هجرته إلى إيطاليا، حيث أنّ إبنه بيد أب آخر، وعشيقته تزوجها آخر، وهو أيضا أصبح بدون عنوان، بدون هويّة، وبدون عمل وبدون سند، وبدون تلك التي كانت تساندة قبل اختراقة للحدود البحريّة، وفجأة إنهار أسيد وقرّر إرجاع كل شيء إلى حقيقته، دون المراوغة هذه المرّة، إنّه يريد إعطاء نسبه لابنه، وبدأ الصراع مع والد ابنه الغير الشرعي، بينما والدة ابنه بقيت غير مكترثة بما يحصل، فقط تلقي البسمات والضحكات هنا وهناك، بسخرية سوداء تارة، وبلئم تارة أخرى، لقد أصبحت تطالب هي أيضا بالرجوع إلى عشيقها الذي تحبّه أكثر من زوجها، وماذا يفعل الزوج الجديد الذي أتى بعد ثماني أشهر من حملها؟ وفجأة راودتها أفكار غريبة، من فينا الضحيّة؟ الآن عرفت إنّه المولود الجديد، الذي لا يحمل إسم والده الطبيعي، ولا هو من صلب والده الشرعي القانوني؟ فقط لم أم لا تكترث بما يدور حولها، وغير قادرة على تحمل المسؤوليّة بمفردها. إنّه القدر والصدفة

أضف تعليقك هنا

هاني القادري

هاني القادري كاتب تونسي