ما بين محبوب العرب و محبوب الوطن – ما بين يعقوب شاهين و باسل الاعرج.

ما بين محبوب العرب و محبوب الوطن.
ما بين يعقوب شاهين و باسل الاعرج.

يعقوب شاهين

يعقوب شاهين و باسل الأعرج ، إثنان من أبناء فلسطين ، و بالتحديد أبناء بيت لحم ، و كل شخص و قصته ، و موقف شعب فلسطين منه، و من يستحق أكثر؟. يعقوب شاهين هو فلسطيني ولد في مدينة بيت لحم وقد حصل هذه السنة على لقب أرب أيدول ، أو كما يقولون محبوب العرب ، و هو غني عن التعريف لشهرته .

باسل الأعرج

أما باسل الأعرج ، فهو شاب فلسطيني مثقف ، ولد سنة 1986 في بيت لحم ، درس الصيدلة في مصر ، و عاد الى وطنه ناشطاً و قائداً شبابياً ، و ما ناله كان أعظم من ما ناله سابقه يعقوب شاهين ، فقد نال الأعرج الشهادة في سبيل الله ، فأي شيء أعظم من الشهادة ؟ و حصل باسل على لقب محبوب الوطن .

ما بين محبوب العرب و محبوب الوطن !

أما عن يعقوب شاهين ، فقد حصل على إقبال جماهيري هائل ، فقد تعاون جميع الفلسطينيين لنيله لقب محبوب العرب ، ففي الحلقة النهائية من أرب أيدول ، قامت بلدية بيت لحم بعمل إحتفال هائل في ساحة المهد في بيت لحم ، و بعد أن أخذ اللقب ايضا قاموا بعمل المزيد من الإحتفالات في بيت لحم ، و قد نال التهنئة من معظم الفلسطينيين سواء إن كانوا مواطنين ، او من جهات رسمية و حكومية .

و انقسم الشارع الفلسطيني الى قسميين : منهم ما ابتهج بفوز شاهين و إحتفل به ، و منهم من قال أن ما يحصل هو خيانة لدم الشهداء و عُمر الأسرى الذي ضاع في السجون .

دور بلدية بيت لحم والحكومة

شخصياً ، أنا لا أمانع من الفرحة و السرور بفوز شاهين ، و دعم الناس و الحكومة و بلدية بيت لحم له ، لكن السؤال الأقوى هنا ، ماذا حصل بعد استشهاد الاعرج ؟ ما موقف بلدية بيت لحم و الحكومة من استشهاده ؟

أستشهد الأعرج ، لكن الأمر المحزن هنا ، أننا لم نرى الجهات الحكومية ، لم نرى الإعتصامات و المظاهرات في بيت لحم كما حصل في حفل شاهين ، لم يخرج الناس ، لم يغضب الناس .

والأكثر حزنا من ذلك ، أين بلدية بيت لحم من استشهاد الاعرج ؟ حتى نقابة الصيادلة لم تنعى الشهيد في خطاب أو كتاب لها ! لم نرى قيادات الوطن في عزاءه كما رأيناهم في أرب ايدول ، لماذا ؟ و أيضاً السؤال هنا ، ألا يستحق باسل مثل ما أستحقه شاهين ؟ فباسل الأعرج يستحق اكثر من ما استحقه يعقوب .

ولا يسعنا أن نقول هنا ، سوى أنه عاش باسلاً ، و عرج شهيداً ، و كان قائداً للمقاومة الشبابية ، كان رمزاً للشاب الفلسطيني الواعي و المثقف ، فينحني الوطن إجلالاً لك يا باسل ، و تغيب الشمس خجلاً من نورك ، و نقول أيضا ً : نحن ظلمنا شهيد فلسطين و محبوبها مرة أخرى بعدما قتل و ظلم ، فنغطي ، آثاره ، و ندفن أفكاره كما سندفن جسده أهذا جزاء الشهيد؟ أهذا هو جزاء تلك الدماء الطاهرة؟ أمن الحبّ له أن لا ننشر أفكاره ، إن الأمة التي تنسى عظمائها لا تستحقهم . و رحم الله شهداء فلسطين .

فيديو ما بين محبوب العرب و محبوب الوطن – ما بين يعقوب شاهين و باسل الاعرج.

أضف تعليقك هنا

يوسف صبيح

يوسف صبيح