مسرح الألم

بقلم: هاني القادري

تزوج و أتى بأثاث ومنقولات تتمثل في بيت نوم و”بيبلويوتيك” وقطع ملابس ومبلغ مالي قيمته 27 دينار، وبعد الاقتناع بضرورة العمل قرر أن يقتني سيارة أجرة، وعيّن معه صانع يكتفي بمحاسبته على المداخيل كلما قرر العودة إلى البطالة.

قرّر في يوم ما بناء منزل في مسقط رأسه بقبّة الهواء، وكان له شركاء، مرضت زوجته فقرّر التوقف عن العمل لمدّة أشهر، وقام بسداد ديون متخلّدة بذمّته، تتمثل في الباتيندا ومعاليم إصلاح السيّارة، وأتعاب الصانع المنتدب، وخلاص معاليم التأمين ومصاريف أخرى كيدية طالب بها إخوته لا تمّت له بصلة. في الوقت ذاته طالبه، أشخاص من محيطه في إخلاء المكان في القريب العاجل، ولما امتنع وقع التعرض له بالثلب والعنف اللفظي والألفاظ النابية، والتهديد بالقتل، والكيد في الطريق العام، مع الحط من معنوياته بطريقة مبالغ فيها: كما وقع الاستيلاء على أثاث المنزل والمفاتيح وإدخال تحويرات على المفاتيح وسرقة سلع قديمة.

ولما اكتشفوا أنّه من جماعة تحت الحائط ،منعوه من تناول الدواء وأتلفوا ممتلكاته بطريقة فضيعة واستفزازية، محاولين التخلص منه في القريب العاجل. عن طريق الضرب المبرح والصراخ العنيف، والشتم المبالغ فيه ، هذا كله لمجرد محاولة الحصول على أثاثه وأمتعته الخاصة والمتمثلة في جهاز تلفاز ومواد غذائيّ وسخان غازي  وملابس ومواد غذائية. كما هدّدوه بالشنق في شجرة محاذية للمنزل.

أجابهم:أن له ممتلكات ومصالح كبيرة ومتزوج ، من امرأة تريد العيش معه  بطريقة عادية، لم يعرهم اهتمام وخرج للانتصاب للحساب الخاص بمكان لممارسة التجارة، بالمروج، قرب سوق السيارات وقريبا من سوق بيع قطع الغيار المستعملة، مرتعدا من الكلام البذيء وكثرة القسوة وقلّة الحياء وأساليب الثلث والتهديد بمبرّر وبدون مبرّر. اعتدوا عليه بواسطة آلة كهربائيّة صلبة  كان يسوّقها ويبيعها في تجاريته البسيطة، مخلفين له أضرار جسيمة وبليغة على مستوى العين اليسرى وعلى مستوى الشفتين.

استعملوا معه الابتزاز المفرط، (مرّة هات خمسة دنانير” ومرّة مبالغ خياليّة، مستغلين وضعيته الهشة والغير المستقرة  في الانتصاب، وهو يردد ويتمتم: رغم أني أعطيته 3 دنانير، بقدر استطاعتي، محاولا تفادي كل مواجهة غير محمودة العواقب، ، وليس خوفا  وتهربا من المسؤوليّة .. مازال لم يفكّ خناقي…حسبي الله ونعم الوكيل. ثمّ تفكر أنه مقيم على وجه الكراء، وهناك امرأة تنتظره.

وبدأت تراوده الأفكار اليائسة والشيطانية من جديد… تفكر أنّه تزوج ولم ينجب أطفال، تفكر كيف زوجته تظهر اتجاهه سلوكات عدوانيّة، ومقيته تجعله عديم الشخصية أمام هؤلاء الذين يعتبرهم  “مجموعة أوباش ، وبدأت شياطين اليأس تدب في  رأسه، عندما تفكر كيف الجيران يتهمونه بعدم المحافظة على زوجته، وعدم الشعور بالمسؤولية، وعدم اكتراثه بما يجري حوله، وتفكر جيرانه الذين هددونه بآلة حادة ومعول فلاحي، والإيحاءات الغير الإيجابية، بقتله. لقد أصبح في حالة يأس تام، عندما تفكر زوجته ومزاجها العدواني والقاسي معه، وممانعتها في المعاشرة الزوجية السريريّة، وفجأة، أيقظه أحدهم، استفاق فوجد نفسه أمام موج البحر، تحت لهيب الشمس الحارقة  متفكرا فيلم يتبجّح بالغرب شاهده: كيف يعاقرون الخمرة بطريقة مستمرة إلى ضوء الفجر، واستعمال القوة المفرطة، وتكسير أثاث المنزل، غير واعين ولا آبهين بالظروف النفسيّة التي يعيشها، : هم غير منتظمين في تصرفاتهم، يبيتون ليلتهم على ضوء الأنترنات  بسوء تصرّف  إلى متى تستبيحونني بهذا الشكل الفضيع في أفلامكم.، وتذكّر زوجته  التي تستبيح جيرانها، مستعملة الكلام المشين،  والفاتورة التي يجب عليه أن يدفعها عندما يعود للمنزل ليطلب منهم الاعتذار.

بقلم: هاني القادري

أضف تعليقك هنا

هاني القادري

هاني القادري كاتب تونسي