هل نحن مسلمون حقاً ؟!

دائما ما يحاول الغرب و معه غلاة العلمانية الإيحاء والربط دوما بين تخلف العالم العربي والتمسك بالإسلام ! فهل نحن حقاً نمثل الإسلام ؟
قد يكون الدافع وراء إظهار المغالاة في التمسك بالإسلام هو التغطية على الفشل و العجز بل وأحيانا على الفساد واحتكار السلطة والثروة باسم الدين! لكن كيف نعرف الحقيقة ؟ هل نحن نطبق الإسلام أم نخادع الله والذين آمنوا ؟

طبعا إذا أخذنا مقاييس الشفافية و النزاهة وجودة التعليم والحريات وغيرها من المؤشرات التي نحتل فيها ذيل القائمة سندرك أننا كشعوب عربية في الهمِّ سواء ؟!

ما هو الدليل على أننا نطبق الاسلام كدين ونظام حياة ؟

سبق وكشفت دراسة أعدها الباحث البريطاني “بول هوسفورد ” ونشرت في صحيفة “ذي جورنال” تظهر أن إيرلندا هي البلد الأكثر تطبيقا لتعاليم القرآن الكريم على مستوى العالم في حين لم تتضمن القائمة أي من الدول العربية وحسب الدراسة فقد احتلت إيرلندا المرتبة الأولى كأكثر الدول التي تطبق تعاليم الديانة الإسلامية متبوعة بـ الدنمارك ثم السويد في المرتبة الثالثة و شمل البحث 208 دول غابت فيها الدول ذات الغالبية الإسلامية من السكان عن قائمة أفضل 25 بلدا تطبيقا للإسلام وأتت ماليزيا في المرتبة الـ33 ولكنها احتلت المرتبة الأولى للدول ذات الغالبية الإسلامية أما بالنسبة للدول العربية فقد حلت الكويت في المرتبة الـ48 متبوعة بالبحرين في المرتبة الـ61 و الامارات في المرتبة الـ64 فيما جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الـ93 و قطر في المرتبة الـ111 فيما تذيلت السودان قائمة الدول العربية حيث حلت في المرتبة الـ190 ؟!

الحكم الرشيد

الحكم الرشيد لا يمكن أن يتحقق على أيدي غير الراشدين ؟! تظهر الدراسة أنه تم ترتيب الدول باعتماد “معيار الإسلامية” المبني على أربعة قواعد هي: الإنجازات الاقتصادية والحقوق الإنسانية والسياسية والعلاقات الدولية للبلد إضافة إلى بنية السلطة فيه ؟!
دول ذات أغلبية مسلمة ؟!

كما أظهر بحث آخر قام به مختصون في جامعة جورج واشنطن الأمريكية أن الدول العربية والإسلامية تقبع في مراكز متأخرة ضمن قائمة الدول التي تطبق تعاليم الإسلام وقارن الباحثون دساتير 218 دولة وأسس حكمها واقتصادها وتعاملها مع المواطنين مع 113 مبدأ إسلامي مستمد من القرآن والسنة فيما يتعلق بالعدالة وتوزيع الثروة والحريات والاقتصاد ؟!

واحتلت ماليزيا كأول دولة مسلمة في المؤشر المرتبة 33 بينما جاءت مصر في المرتبة 128 و المغرب في المرتبة 120 و تونس في المرتبة 72 وجاءت في المرتبة 180 و السعودية في المرتبة 91 و قطر في المرتبة 111 و سوريا في المرتبة 168 و الجدير بالذكر أن ” اسرائيل ” جاءت في المرتبة 27.

إسلام بلا مسلمون ؟!

ووصل البحث الذي أشرف عليه البروفسور “حسين أسكاري” من جامعة جورج واشنطن– شعبة إدارة الأعمال الدولية والعلاقات الدولية– إلى خلاصة تفيد بأنه ليست الدول الاسلامية هي التي تحتل المراتب الاولى في الالتزام بالقرآن بل أن دولا مثل إيرلندا والدانمارك ولوكسمبورغ تأتي على رأس اللائحة و أن الكثير من الدول التي تُعرِّفُ نفسها بأنها دول اسلامية لا تتبع في واقع الأمر مبادئ الاسلام الا ادعاء
و فسَّر البروفيسور حصول الدول الإسلامية على مراتب متدنية بسبب سوء الحكام واستعمال الدين كوسيلة للسلطة وإضفاء الشرعية على نظام الحكم بينما تنص تعاليم القرآن على أن الازدهار الاقتصادي جيد بالنسبة للمجتمع.

السمكة تفسد من رأسها

لن أقارن الدول العربية وما تمتلكه من ثروات وخيرات باليابان أو أمريكا أو ألمانيا ولكن بدولة صغيرة هي اغنى دولة افريقية رغم عدم امتلاكها لموارد طبيعية لا نفط ولا معادن وانما تعتمد على الانسان ثم الزراعة وتصدير المنتجات الزراعية بعد تصنيعها والسياحة ؟ فرغم أن المسلمين اقلية في جمهورية موريشيوس حيث يشكلون17% فقط من المواطنين ومع ذلك اختار الشعب رئيسة مسلمة هي امينة غريب فقيم عالمة تحمل درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية وصدر لها اكثر من 20 كتابا و 8 بحث في علم الاحياء على مستوى العالم وأشهر ما قالته: “أختارتني السياسية وانا لم اختارها و توفر موريشيوس التعليم مجانا وخدمة تقدمها الدولة للمواطن حتى نهاية المرحلة الجامعية و يشمل ذلك نقل الطلاب من منازلهم الى مدارسهم على حساب الدولة كما استطاعت أن توفر العلاج والرعاية الصحية مجانا لجميع مواطنيها ووصل فيها ملكية المساكن إلى 90% وبلغ دخل الفرد 19600 دولار .

تسخير المجتمعات لا يحتاج للجيوشلكن كيف نعرف الحقيقة؟ هل نحن نطبق الإسلام أم نخادع الله والذين آمنوا؟

ﻛﺎﻥ ﺳﻔﻴﺮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻳﻤﺮ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ﻣﻊ ﻗﻨﺼﻞ ﻣﻤﻠﻜﺘﺔ ﻓﻲ عاﺻﻤﺔ الهند ﻧﻴﻮﺩﻟﻬﻲ ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺭﺃﻯ ﺷﺎﺑﺎ ﻫﻨﺪﻳﺎً ﺟﺎﻣﻌﻴﺎً ﻳﺮﻛﻞ ﺑﻘﺮﺓ ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺳﺎﺋﻘﻪ بأن ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺗﺮﺟّﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻣُﺴﺮﻋﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ” ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ” ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ذلك ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺻﺎﺭﺧﺎً ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻳﻤﺴّﺢ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻃﻠﺒﺎ للصفح ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺳﻂ ﺩﻫﺸﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ اﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﺻﺮﺍﺧﻪ ﻭ ﻭﺳﻂ ذهول ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ.

ﺍﻏﺘﺴﻞ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺑﺒﻮﻝ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻭﻣﺴﺢ ﺑﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ إﻻ ﺃﻥ سجدوا ﺗﻘﺪﻳﺮﺍ للبقرة التي ﺳﺠﺪ لها ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻮﺍ بعدها ﺑﺎﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻛﻠﻬﺎ ﻟﻴﺴﺤﻘﻮﻩ أﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﺎ ﻟﻘﺪﺱ ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ﻭﺭﻓﻌﺔ ﺟﻼﻟﻬﺎ.

ﻭﺑﺮﺑﻄﺘﻪ ﻭﻗﻤﻴﺼﻪ المبلل ﺑﺎﻟﺒﻮﻝ ﻭﺷﻌﺮﻩ ﺍﻟﻤﻨﺜﻮﺭ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﻟﻴﺮﻛﺐ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﻨﺼﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺩﺭﻩ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ و هل هو ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺣﻘﺎ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮ؟!

فأجابه ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ : ﺭﻛﻠﺔ ﺍﻟﺎﺏ ﻟﻠﺒﻘﺮﺓ ﻫﻲ ﺻﺤﻮﺓ ﻭﺭﻛﻠﺔ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪﺓ الهشة ﺍﻟﺘﻲ نريدها أن تستمر ﻭﻟﻮ ﺳﻤﺤﻨﺎ ﻟﻠﻬﻨﻮﺩ ﺑﺮﻛﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ الهشة ﻟﺘﻘﺪﻣﺖ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺇﻟﻰ الأمام ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﻨﺨﺴﺮ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﻨﺎ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻓﻮﺍﺟﺒﻨﺎ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ هنا أن ﻻ ﻧﺴﻤﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﻷﻧﻨﺎ ﻧُﺪﺭﻙ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ والتعصب الديني والمذهبي و سفاهة ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ هي ﺟﻴﻮﺷﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﺴﺨﻴﺮ ﺍلمجتمعات .

المعادلة العمريَّة

جاء في مذكرة للوزير المفوض إيتل وقنصل ألمانيا السابق في طهران و مختص بشؤون الحاج أمين الحسيني مفتي القدس ورشيد الكيلاني رئيس وزراء العراق السابق ” والتي قدمها إلى وزير خارجية ألمانيا ريبينتروب بتاريخ 17 من أكتوبر عام 1942 ويورد فيها رأيه في العقلية العربية حيث يقول أن جوهر الشخصية العربية يكمن في انعدام الثقة والحسد والطمع مما يوفر أرضاً خصبة لشتى أشكال المؤامرات وهو ما يعيق بدوره أي جهد لقيام أمة عربية أو تحقيق هدف العرب الأساسي المتمثل بضم دول الشرق الأوسط في مملكة عربية واحدة ويعتبر إيتل أن هذه الصفات هي التي مكنت بريطانيا من سياسة فرق تسد.

و لهذا قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : (لقد أعزنا الله بالإسلام؛ فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله) وهذا هو معيار مدى تمسكنا بالإسلام من عدمه ؟ العزة والقوة فإن كان غير ذلك من شتى صنوف الذل و تحول الدين إلى ” افيون للشعوب ” و أصبحنا على دين ملوكنا فلسنا مسلمين كما أراد لنا الله ـ سبحانه وتعالى ـ ! إن سنن الله لا تجامل و تتبدل و لا تتغير.

فيديو

أضف تعليقك هنا

هيثم صوان

الكاتب هيثم صوان