أحلامنا الضائعة

نشأ طفل يتيم الاب في كنف أمه المريضة بعدما توفي والده وهو ابن عام يعمل في مقهى شعبي كعامل عند صاحب المقهى في وسط المدينة عمره عشرة اعوام يسكن في قرية تبعد عن المدينة 15 كيلو متر انقطع عن دراسته ليعمل ويوفر قوة عائلته ، كان يحلم ولكن أحلامه تختلف عن ابناء جيله أحلامه بسيطه ولكن قسوة الحياة جعلتها شبه مستحيلة كل يوم وهو يقود دراجته الهوائيه التي توصله إلى العمل والتي يقودها لمسافة بعيدة يمر عبر السوق وهو يتفرج على المتاجر التي تعرض منتجاتها وكانت هناك (مظلة شمسية ) جميلة تثير انتباهه فيقف أمامها وهو ينظر إليها خلف الزجاج ويحلم بأن يشتريها ولكن معاشه الضئيل لايسمح له بشرائها ومن ناحية أخرى هو مطالب بتوفير متطلبات البيت كل يوم فكان يكتفي بنظر إليها وبعد فترة طويلة وعناء طويل تمكن من تأمين المبلغ وتحققت امنيته بعد طول تقتير اخيرا استطاع أن يشتريها ويمسكها بين يديه لا احد يستطيع وصف سعادته وهو يحملها وضعها خلفه على دراجته وانطلق إلى بيت صديقه الذي يسكن بنفس القرية ليريه اياها وهو يسير في اشد مشاعره ابتهاجا واحتفالا وضحك بسخرية عدة مرات خلسة من فرط سروره الداخلي.

فلما وصل إلى صديقه ليبشره لم يجدها وجد الغلاف فقط فقد ضاعت كأي احلام غيرها ضاعت … هنا بدءت حالة التمرد في روح هذا الطفل التي بقيت غير مستقره ومعلقة بتلك (المظلة ) هذه القصة تتكرر يوميا ليس فقط في أحداثها بل في بعدها الإنساني والحقوق الضائعة التي حرمنا منها ولاتزال تضيع منا ….

فيديو أحلامنا الضائعة

أضف تعليقك هنا

أحمد يونس

أحمد يونس